لست للنشيد لكن للشارد من عتمة القبيلة للخيل وهي تحرن وتفرك الأرض وتستبسل ضد السقيفة والفتنة للخروج ولست أعطي بكائي لتهويدة الوأد صوتي لنهرٍ ...
Mohamed Sadek
مفتولة الأحلام | |
لا جنية ولا تعشق الماء | |
تأتي من حيث لا نتوقع لها | |
ولها نخل وخيول وزعفران | |
مربوطة بالتذكر الصاعق | |
- هل أنت واحدة أم كثير ؟ | |
ولا تأبه كأن لا أسئلة تستعصي | |
والشعر أجنحة وأفق وحنين لها | |
ولها الزينة وأسرارها | |
والمرايا مرصودة للقوانين والقيد | |
ولا تأبه كأن لا حدود تستعصي | |
تقذف حبل أحلامها | |
وتظل مربوطة في عروة الريح |
( 1 ) | |
المحكوم بالإعدام، يعدل ياقة قميصه الأزرق، في طريقه إلى الموت. و يفتر ثغره عن ابتسامة وهو يجسّ الزرقة الكثيفة تنعش جسد يرتعش. ثم يتمتم : هذا لون لا يصلح لمناسبة كهذه، فهو يشي بتفائل عاقر. | |
(2 ) | |
للمدينة نحيب ينفجر في منتصف كل ليل. | |
فتفزع الأرواح شاردة من البشر و الحجر باحثة عن مكان آمن. | |
ليست المدينة مكان آمن للموت. | |
في المدينة مكان ضارب في الحمرة | |
حمرة تزعم أنها زرقة تشيّع الذاهبين إلى الموت. | |
ثمة علاقة فاتنة بين حمرة الخجل التي لا يعرفها طغاة المدينة | |
وزرقة القلب مصقولة بنحيب ليلي يؤنس وحشة ذاهب إلى الموت. | |
( 3 ) | |
يتدرب المذعورون على الخوف | |
فتطمئن قلوبهم لحفيف خفيف يشبه الحبل وهو يحز الأعضاء. | |
اعتبر المذعورون أن في ذلك من الحكمة ما يجعل المدينة | |
أكثر رأفة من قبر فاغر أشداقه مستقبلاً كتيبة القمصان الزرق. | |
(4) | |
ثمة شخص يصقل بزته العسكرية ببواقي المعارك التي خسرها. | |
ثمة نفس الشخص يعد بمزيد من المعارك المخسورة، | |
لئلا تبهت بزته وتفقد مجد القتل. | |
( 5 ) | |
جنون يسوّر المدينة لكونها تدرك موتها الوشيك. | |
المدينة التي أمضت عمرها الطويل تعلن على الملأ أنها المدينة العاقلة. | |
كيف تنقذ مدينة مصدومة بالحقيقة الوحيدة | |
أنها مجبولة من الجنون، وأنها على شفير هلاك بفضل الحكماء من أهلها، أولئك الذين سهروا يطحنون عقل الحكم حتى فرط. | |
(6) | |
سوف يتذكر المستقبل أن بشراً بالغوا في الحلم لكي يطلع عليهم نهار واحد صريح وحر وكريم وغير مذعور. | |
وسوف يتذكر المستقبل أيضاً أن من بين هؤلاء رهط بذلوا العمر لئلا ينال العطب الروح من داخلها، وقد فعلوا ذلك بلا شمس ومن غير أمل. | |
وسوف يتذكر المستقبل خصوصاً أن النوم الكثيف الذي كان ملجأ الجائع والجاهل، كان ليلاً رؤفاً زاخراً بالأحلام التي تستعصي على الحصر والحصار. | |
(7) | |
قالت الشمسُ لي ضمّني | |
واسقني ماء زنديك | |
وأعبر بيَ المستحيل الأخير الذي صاغني. | |
قالت الشمس ، | |
و ارتجّ بي أنني | |
لم أكن قبل يومين إلا سديم الأغاني | |
ولم أفتح الباب كي ترتمي في فراشي شموس | |
ولا ينتهي في كتابي سوى النوم | |
قالت الشمس لي | |
و انتمتْ للهزيع الأخير من الأرض | |
حيث المدائن مذعورة سوف تركض | |
نحو النهار الوحيد الذي جاءني. | |
قالت الشمسُ لي | |
فانتهيتُ إلى ترجمان المعاجم | |
وهو الذي راقني أول النص | |
وهو الذي ترجم الليل لي | |
بالقليل من الماء | |
وهو الذي خانني. | |
قالت الشمسُ لي | |
ضمّني عند زندين كانا يهزّان لي هودجاً | |
كلما ضاقت الأرض بي. |
من نحن
تواصل معنا عبر
اتصل بنا