عبد الزهرة زكي ثمة خطأٌ ما أبقى هذا الصباحَ صباحاً عبد الزهرة زكي مرّت الرصاصةُ هذا الصباح.. ومن ثقبِها الضيّق على زجاجِ السيارة، كان منظر...
Mohamed Sadek
عبد الزهرة زكي
ثمة خطأٌ ما أبقى هذا الصباحَ صباحاً
عبد الزهرة زكي
مرّت الرصاصةُ هذا الصباح..
ومن ثقبِها الضيّق على زجاجِ السيارة،
كان منظر الشارع هادئاً،
كان الهواء ما زال رائقاً،
كانت شجيراتٌ صغيرة على الرصيف تنتظر أوّلَ أزهارِ ربيعٍ جاء مبكّرا.
تحت الشمس، في الصباح، في الصمت، في الذهول.. لا ترى القاتلَ.
نعم ترى أثره أمامك..
ولكنْ في ثقب على الزجاج،
في حطام الزجاج ونثاره بين الفخذين،
على الجاكيت،
بين رماد الشَعر.
وفي الخارج، خارجِ السيارة الذاهلة،
كان شبحُ مسدسٍ كاتمٍ في كلِّ سيارةٍ تمرّ،
لم تكن ثمةَ عينٌ لقاتلٍ
وقد ساعدَهُ الخطأُ وحده في أن لا يكونَ قاتلاً
لشاعرٍ أو لكاتبٍ أو لفنان.
مرّت الرصاصةُ هذا الصباح..
ومع تناثرِ الزجاجِ على أرضيّةِ السيارةِ لم يعد الثقبُ ثقباً،
ولم يعد الشاعرُ إلّا ينظر في جسد الكاتب،
ولم يعد الكاتبُ ينظر إلّا في جسد الفنان،
ولم يعد الفنانُ إلّا ينظر في جسد الشاعر.. " سلامات".
كان الهواءُ يمرّ عبر نافذةٍ محطمة،
وكانت السيارةُ تمرّ بصمتٍ من بعدما مرت الرصاصة،
ومرّ وراءَها قاتلٌ غيرُ مرئيٍّ،
وقد ساعده الخطأ في أن لا يكون قاتلاً في هذا الصباح....
ثمة خطأٌ ما أبقى هذا الصباحَ صباحاً.
أبقى الساعةَ في اليدِ،
أبقى القميصَ نظيفاً من دمٍ وتراب،
أبقى نثارَ الزجاج وذهَبَ بالرصاصة،
أبقى المزاجَ يغالبُ خوفَه بزهراتٍ ربّما لا تسحقها قدمُ قاتلٍ
قد لا يعينه الخطأ ثانية حينما يصوّب مسدسَه الكاتم
فلا تمرّ رصاصةً منه في فراغ.
ثمة موعدٌ ما منتَظرٌ، وقد أجّله خطأ ما..
صباح 17/2/2013
شاعر وكاتب من العراق/بغداد