Moulai Amine # # # #

تابعنا على :

f tw +G yt vk

Moulai Amine




موجة
My E-mail : 3rb20.com@gmail.com
My Phone No. : +201000198312
My Website : https://www.orex.club
يتم الان تصفح قسم (رواية ابقى معي (stay with me))
عشان نقدر نثبت علي المستشار واختة ..جريمة الشروع في القتل .. يجب ان تتزوج من روز يا عزت بية...تلك هي الجملة الصادمة التي قالها ..سيا...

Mohamed Sadek


  • عشان نقدر نثبت علي المستشار واختة ..جريمة الشروع في القتل .. يجب ان تتزوج من روز يا عزت بية...تلك هي الجملة الصادمة التي قالها ..سيادة اللواء في محادثتة التليفونية لعزت بيه..
    رد عزت بيه قائلا .. انا لايمكن اتزوج من الست دي تاني خلاص
    اللواء.. متقلقش انت مش هتتجوزها..فعلا .. احنا هنلجئ لخدعة ..تمكنا من القبض عليهم وهما متلبسين بجريمتهم .. بس في الاول لازم نشوف اي طريقة نبعدك بيها عن البيت عشان انت كده دلوقتي حياتك في خطر طول ما هما معاك في البيت وعايشين معاك..ياريت بعد ما تقفل معايا دلوقتي حالا.. تدعي انك تعبان وتخليهم يتصلوا بالدكتور عدلي .. وانا هتصل بالدكتور وهفهمة هيعمل ايه واغلق اللواء الخط مع عزت بية واخذ مني رقم الدكتورعدلي..ثم اتصل به واتفق معه علي ان يقوم بالكشف علي عزت بيه ويقرر انه يجب ان ينقل للمستشفي الخاص به في الحال ..
    وبالفعل ..بدء الطبيب في تنفيذ الخطة التي وضعها له سيادة اللواء.. وادعي بعد الكشف علي عزت بية بان حالتة خطيرة ويجب ان يحضر سيارة اسعاف ونقلة لمستشفاة الخاصة ..وبالفعل تم نقل عزت بيه لمستشفي الدكتور عدلي ..
    وبمجرد ان علمت بان عزت بية خرج من قبضتهم هدات واطمئن قلبي .. وخرجت من عند سيادةاللواء.. وانا لا اعرف الي اين ساذهب ولكنني كنت امتلك بعض النقود التي تمكنني من الاقامة بعض الوقت في احد الفنادق .. حتي اري ماذا سافعل فيما بعد في حياتي والي ان اجد عمل اخر..وفي تلك اللحظة..رن هاتفي .. ونظرت علي رقم المتصل فوجدتة عزت بية.. كاد قلبي يرقص من الفرح ..وفتحت الموبيل بسرعة
    قلت.. الوو..عزت بية انت كويس؟
    قال.. انتي فين؟
    قلت اناخرجت من عند سيادة اللواء وراكبة تاكسي
    قال طيب قولي لسواق التاكسي يجيبك علي مستشفي عدلي بالزمالك
    قلت .. بس كده مدام روز او المستشار ممكن يشوفوني ؟
    قال.. لا متقلقيش .. الدكتور عدلي منع عني الزيارة بحجة اني حالتي حرجة وبعدين متشيليش هم ..انا فهمت الدكتور وهو هيبعتلك ممرضة تستناكي وتدخلك من باب خلفي للمستشفي ..تحسبالان يكون هناك احد منهم مازال بالمستشفي ..
    قلت وانا اكاد ان اطير من الفرحة بعدما دب الامل نفسي من جديد .. حاضر انا جاية حالا
    وبعدما وصلت الي المستشفي ..وصعدت في الاسانسير مع تلك الممرضة التي ارسلها لي الدكتور عدلي.. كنت اعد الخطوات واتعجل الدقائق حتي اراه مره اخري
    وبعدما وصلنا لباب الغرفة التي ينزل بها عزت بية.. اشارت الممرضة الي الغرفة قائلة.. هي دي غرفتة ..فا وضعت يدي علي مقبض الباب وكانت دقات قلبي ..تتسارع وتخفق بشدة
    ودخلت .. لاراه امامي مبتسما ويبدوا عليه الفرح والسعادة لرؤيتي .. ومد يده نحوي بلهفة وهو يقول ..اخيرا جيتي؟
    قلت.. حضرتك عامل ايه؟
    قال..تصدقي اني..محستش اني مرتاح نفسيا غير دلوقت بس؟
    قلت ..انا كنت قلقانة علي حضرتك جدا وفي تلك اللحظة..رن الموبيل الخاص بعزت بية.. وكان سيادة اللواء يتصل ليخبره بتفاصيل الخطة ..التي وضعها للايقاع بالمستشار واختة لامكانيةادانتهم
    وكان اللواء قد اخبرة بانه وضع موبيلاتهم تحت المراقبة.. وبيسجل لهم جميع مكالمتهم وطلب منه ان يخبر روز بانه اصبح بخير وانه قد كلم المأذون ليعقد عليها بالمستشفي .. واخبره انه سيرسل رجل يدعي بانه مأذون واثنين من الشهود تابعين لسيادة اللواء لايهام روز واخواها المستشار بانه قد تم الزواج وبالفعل اتصل عزت بية بروز واخبرها بانه يريد ان يراها في الصباح وطلب منها ان تاتي الي المستشفي.. وبالطبع واستجابت لطلبةواخبرتة انها ستاتي بصحبة اخيها في الصباح.. وبعد ان اغلق معاها الخط
    قال وهو في منتهي الضيق.. انا مبقتش طايق اشوفها ولا هي ولا اخوها
    قلت.. متدايقش نفسك وربنا هيحلها..
    نظر الي في حنان ثم
    قال..هو انا لو مكنتش كلمتك مكنتيش هتتصلي بيا تاني؟
    قلت.. لا طبعا ..انا بس مكنتش حابة اظهر في الصورة دلوقتي عشان محدش منهم يشوفني معاك وافسدلك الي انت بتعملة
    قال .. انا طلبت من الدكتور عدلي انه يعمل حسابك غرفة بجانب السويت بتاعي عشان تبقي جنبي
    وفي تلك اللحظة دخل الدكتور عدلي .. وقد اكد عليه ان ياخذ قسطا من الراحة لانه بدء ينتابة القلق علي صحتة بسبب ان ضغطة ارتفع بطريقة مقلقة
    وقد وجةالدكتور نظرة ناحيتي ..ثم قال.. هنسيبة يرتاح شوية
    قلت وانا استعد للذهاب الي الغرفة الملحقة بالسويت
    قلت.. طيب انا هستاذن حضرتك.. عشان هروح انام
    وبعد ان دخلت غرفتي ..واستلقيت علي السرير ..اغمضت عيني في ارتياح غريب لمجرد انني انام بالقرب من حجرتة مره اخري
    وفي الصباح استيقظت علي صوت الموبيل ..وكان عزت بيه هو من يتصل
    قلت..صباح الخير يا عزت بيه انا جايه لحضرتك حالا
    قال.. لا استني متخرجيش من غرفتك دلوقتي خالص عشان روز طالعة لغرفتي هي واخوها دلوقتي
    قلت.. طيب تمام وانا هفضل في انتظار مكالمة حضرتك لما يمشوا
    قال.. تمام
    وبعد مرور كثيرا من الوقت .. اتصل عليا عزت بيه ليطلب مني ان اذهب اليه..وبالفعل ذهبت اليه وانا متلهفة لاعرف ماذا حدث بعد تلك الزيارة
    وعندما فتحت عليه باب غرفتة.. نظر الي ثم
    قال.. خلاص مشيوا وهما فاهمين اني رجعتها لعصمتي..
    قلت.. مش فاهمه
    قال.. اللواء بعت كام راجل يمثلوا انهم ماذون وشهود عشان يقنعوهم انها خلاص اصبحت زوجتي
    قلت.. وانا اسال في سخرية.. طيب وهي فين؟هو ينفع عروسة تسيب عريسها بسرعة كده يوم فرحها؟
    قال.. هي وصلت تجيب لي شوية حاجات لزماني هنا ده غير ان الدكتور طلب منهم يمشوا دلوقتي عشان هخضع لشوية فحوص ثم اضاف بمرارة.. وبعدين همامتصورين انهم خلاص عملوا الي كانوا عايزينة هيقعدوا ليه؟
    قلت.. طيب انا بقي كده لازم امشي لان مدام روز هتبقي متواجده هنا بعد كده باستمرار
    نظر الي ثم
    قال..لا طبعا انتي دورك جه دلوقتي ولازم تظهري في الصورة.. عشان نخلص من الموضوع ده
    قلت.. ممكن توضح اكتر؟
    قال.. انتي هتظهري ادامهم وهخليها تشعر اني بفكر اطلقها و اتزوجك
    قلت.. طيب ليه هتوهمها بكده؟
    قال..دي الخطة الي حاططها سيادة اللواء ولازم نمشي عليها وننفذها بدقة
    قلت .. طيب وده هيحصل ازاي
    قال..هي كلها شوية وجاية وانا هفهمها اني اتصلت عليكي لما تعبت لاني برتاح لوجودك نفسيا
    قلت..خلاص حاضر هنفذ كل الي هتطلبة مني و ربنا يستر
    وبعد مرور بعض الوقت دخلت روز علينا..وكنت اجلس بجانب سرير عزت بية
    ونظرت الي مستنكرة وجودي
    قالت.. ايه الي جاب البت دي هنا تاني
    قال.. في ايه يا روز مالك؟انا الي اتصلت بيها
    فنظرت بغضب ووضعت ما كان معها من شنط
    قالت..وده من قلة الممرضات الي في المستشفي يا عزت؟
    قال ..برتاح لوجودها نفسيا يا روز
    قالت.. اه بقي ده الموضوع اكتر من مجرد تمريض .. ثم اضافت ..طيب ايه رايك البت دي هتمشي حالا دلوقتي من هنا؟
    رد عزت بية بعصبية..
    قال ..اخر مره هسمحلك تعترضي علي قراراتي يا روز وحابب اقولك كمان اني حر اعمل الي انا عايزة ..وانتي ملكيش تعترضي .. ولو ناوية تتحكمي فيا من دلوقتي قولي وانا اطلقك حالا
    ثم امسك بيدي وقال ..انا حجزتلك في الغرفة الي جنبي يا هند روحي شوفيها
    قلت .. حاضر وتركتهم لانني لاحظت انه يريدني ان اخرج ليحدثها علي انفراد
    عندما دخلت سمعتها وهي تسالة ان كان يوجد شيئ بيننا انا وعزت بية
    فرد عليها بالايجاب وكانه بيعترف بحبة ليه وانه من الممكن ان يتزوجني في المستقبل ومره واحدة صمتت عن الكلام وخرجت من الغرفة في غضب وبعد ان خرجت.. اتصل عزت بية بسيادة اللواء .. واخبرة بما حدث حالا بينه وبين روز وما كان من سيادة اللواء الا ان يطلب منه ان يتوخي الحذر وينتظر مكالمة منه في اي وقت ..ولكن الغريب في الامر ان روز واخوها انقطعوا عن زيارة عزت بية نهائي وحتي المستشار لم يكلف نفسة لياتي ويقول لعزت بية كلمة عتاب واحدة
    وبعد مرور اكثر من اسبوع
    كنت اجلس بجانب عزت بيه .. نتحدث ونضحك وفجاءة رن جرس التليفون الخاص بعزت بية
    وكان المتصل هو سيادة اللواء.. وقد قال انهم قد رصدوا مكالمة اجرتها روز مع اخوها المستشار من خلال مراقبة المستشار والتنصت علي الموبيلات الخاصة بهم .. وكان محتوي المكالمة..هو عبارة عن محادثة بيعترف فيها المستشار لاختة بانه اتفق مع احد العاملين بالمستشفي بانه سيتسبب في احداث حريق في غرفة عزت بية وغرفتان بجوارها ايضا للتموية ولتظهر الجريمة علي انها حادث ماس كهربائ وقع بالمصادفة تزامنا بوجود عزت بية في المستشفي
    وقد عملت قوات الشرطة كمين لهذا العامل اثناء تنفيذة لتلك المهمةوقد قاموا بالقبض علية وهو بدورة اعترف علي المستشار وقاموا بالقبض عليه وعلي اختة كا شريكة له في الجريمة وكانت تلك المحادثة بينهما كفيلة بان تدينهما معا بعدما ان اعترفوا انهم كانوا يريدون التخلص منه لتتمكن روز من ان ترث كل ما كان سيتركة

    واخيرا انزاحت الغمة وزال الخطر الذي كان يهدد حياة عزت بية..بالرغم من ان ابنته لم تقبل اي مبرر لزجة بامها الي السجن الا انه لم يبدوا عليه انه ندم علي ما فعل..كده كده ابنتة كانت لا تفكر سوي بنفسها واختارت العيش بعيدا عنة منذ زمن

    واستعد عزت بية للعودة للمنزل..وقد طلب مني العودة معه ولكن ليس بصفتي كا ممرضة.. وانما بصفتي زوجة وشريكة عمر له علي الحلوة والمره.. ولكنني رفضت.. نعم رفضت.. انا صحيح بحبه لكن مش معني اني بحبة ..اني اتزوجة
    فا الحب ليس رواية في نهايتها.. يتزوج الابطال.. لا ..الزواج له حسابات اخري من اهمها التكافؤ ..وللاسف..الفرق بيني وبين عزت بية زي الفرق بين السماء والارض
    جهزت شنطتي وبدات استعد للرحيل
    قلت.. انا طلبت من الدكتور عدلي يشوف لحضرتك ممرضة غيري.. وانا هبقي اطمن علي حضرتك كل فترة
    قال.. عايزة تسيبيني؟
    قلت.. لازم لان المسافة بيني وبينك بعيدة اوي
    قال.. الحب مبيعرفش موانع ولا فروق ولا حدود
    قلت.. هترجع تندم
    قال.. خلاص اديني فرصتي في التجربة؟
    قلت.. بكره لما تخف هيبقي ليك راي تاني لانك ساعتها هتشوف الدنيا من منظور مختلف وهيبقي في حسابات تانية
    نظر الي مبتسما.. ثم
    قال..هو ده الي مخوفك؟
    قلت ..بصراحة اه
    قالت.. طيب جاهزة تسمعي المفاجاءة الجاية دي؟
    نظرت له محاولة استيعاب قصدة بالمفاجاءة .. ووجدتة قام فجاءة.. ووقف علي رجلة وحرك زراعة ايضا كما لو كان ليس به اي شيئ
    قلت وانا غير مصدقة
    قلت.. انت سليم ؟.. اقصد خفيت؟معقولة؟
    اخذ يجيب علي كل تساؤلاتي حيث قال.. عارفة انا خفيت من امتي؟
    قلت.. من امتي؟
    قال..من يوم ما جيبتيلي الهدية قال .. يومها حسيت اني في منتهي السعادة ولقيت نفسي قادر احرك ايدي وبعدها رجلي وكاني مكنتش تعبان اصلا .. ساعتها افتكرت كلامك لما قولتيلي اني مرضي نفسي اكتر منه عضوي.. انتي وجودك في حياتي عالج احساسي بالوحدة والاهمال وعدم الثقة في الجميع
    قلت.. وليه خبيت خبر ان ربنا شفاك؟
    قال.. عشان متسيبينيش
    قلت.. مش فاهمة
    قال.. السبب الي كان مخليكي قاعدة معايا كان بصفتك ممرضة ولو كنت خفيت كان زمانك مشيتي لان مكنش هيبقي في داعي لوجودك ساعتها .. وكمان كنت عايز اتاكد من شعورك ناحيتي .. قبل ما اصارحك بحبي .. وعشان كده كنت بحاول استفذك واخد رايك في جوازي من روز.والحقيقة اني ساعتها كنت بشوف رد فعلك ان كنتي هتهتمي وتغيري عليا ولا لا
    قلت.. وبعد ماربنا شفاك ..لسة عايز تتزوجني؟
    قال وهو يهز راسة وبعينية حب يكفي العالم كله
    قال ..ايوه لسه عايز اتجوزك
    قلت.. اغني نساء العالم كله تتمني اشارة واحدةمن يدك
    قال..وانا مش عايز من نساء العالم ده كله غير واحدةبس
    ثم جسي علي ركبتية في اداء مسرحي ثم
    قال ..من فضلك خليكي معايا

    stay with me
    قال..عارفة معناها ؟
    قلت.. انا اختياري للبرفيوم ده بالذات كان عشان الجملة دي
    قال.. مبتسما في سعادة انا كنت عارف علي فكرة
    ثم امسك بيدي وقال.. اظن دلوقتي مينفعش ترفضي طلبي للزواج منك
    قلت ..لا
    قال.. بتقولي لاتاني وبترفضي؟
    قلت .. بقول ..لا مش هقول لا لان مينفعش ابعد عنك .. انا مش بس موافقة انا كمان برجوك..انك (تبقي معي)

    اتمني تكون القصة قد نالت استحسان حضراتكم ..
    ياريت لو عجبتك القصة ضع تعليقا يجعلني استمر في سرد المزيد من القصص

    ملحوظة.. عايزة اشكر كل من كتب ولو كلمة واحده تشجيعا لي
    بجد الف شكر

    خرجت من غرفة عزت بية وانا سعيدة لدرجة لا توصف فقد شعرت بالارتياح لمجرد انني كسبت ثقتة واستطعت ان اجعلة يعتمد عليا ..ما زالت كلماتة ت...

    Mohamed Sadek

  • خرجت من غرفة عزت بية وانا سعيدة لدرجة لا توصف فقد شعرت بالارتياح لمجرد انني كسبت ثقتة واستطعت ان اجعلة يعتمد عليا ..ما زالت كلماتة تتردد علي مسامعي وهو يقول في رقة بالغة (تعالي بسرعة عشان عايزك في موضوع مهم) وتذكرتة ايضا عندما قال في ادب شديد (اسف تعبتك) فهو لم يكن يعلم انني كنت في قمة سعادتي عندما وضع يده علي كتفي ليتخذة مسندا له ..لم يعرف انني كنت اتمني ان يطول بقاءانفاسة بجانب اذني وانا ممسكة به
    لم يكن يعرف انه هو من كان يساعدني ولست انا من ساعدتة .. فهو جعلني اشعر بان قلبي مازال ينبض .. وانني مازلت علي قيد الحياة .. ولكنني استنكرت ذلك الاحساس وروحت اؤنب نفسي ثانية علي مجرد التفكير في هذا الرجل ..فكيف الحلم بان افكر بلمس نجم في السماء ..كيف لي ان اسمح لخيالي بذلك الجموح ..ونهرت نفسي في قسوة للافاقة من الحلم بما هو مستحيل ..وقلت في نفسي .. فوقي يا هند انتي هنا في البيت ده اخر حدودك انك تحلمي بانك تحافظي علي شغلك بس ..واحمدي ربنا انك لاقيتي شغلانة زي دي عصمتك من الحوجة للناس ..فوقي واصحي وبطلي هبل وحافظي علي لقمة عيشك..ثم فجاءة.. خرجت من شرودي هذا علي صوت..سها وهي تدخل علي المطبخ ..
    قالت..انتي مش سامعاني ولا ايه؟ انا ندهت عليكي اكتر من مره
    قلت.. لا متاسفةمسمعتكيش
    قالت ..اسمعي يا هند انتي متتصوريش انا ارتحت ازاي لما لقيتك شاطرة ويعتمد عليكي لان ده خلاني حاسة اني هبقي مطمئنة علي بابا وانتي بتقومي برعايتة ..وبالمناسبةانا مسافرة بكرة الصبح .. وطبعا هبقي متابعة معاكي بالتليفون..
    قلت ..اطمني ان شاء الله انا هعمل الي عليا وزيادة في رعاية عزت بية
    قالت ..انا كمان قررت ازود الراتب الي اتفقت معاكي عليه ..ثم اخرجت من حقيبتها ظرفا به مبلغ من المال واعطتة لي ..قائلة خدي دول كمان خليهم معاكي يمكن تحتاجي تجيبي حاجة لنفسك
    قلت شكرا انا لسةكتير علي ميعاد قبض الراتب بتاعي
    قالت.. دول بعيدا عن الراتب ..دول مكأفاة مني ليكي عشان شاطرتك في استيعاب الموقف وكمان خلتيني انزل من علي كاهلي ذنب تانيب الضمير لو كنت سيبت بابا لوحده في ظروفة دي وعلي فكرة.. المكافاة مش من اقتراحي انا .. ده بصراحة كان قرار من بابا باني اديكي مكافاة
    قلت .. عموما شكرا لحضرتك وتسافري وترجعي بالسلامة..
    قالت ..متشكرة يا هند ومش هوصيكي تاني علي بابا .. ثم استطردت قائلة.. اه صحيح بابا كان بيسال عليكي من شوية.. روحي شوفية كان عايز ايه
    وبالفعل ذهبت لعزت بية بعدما تركت سها وكان الظرف مايزال معي.. دخلت غرفتة بعد ان اذن لي
    قال ..كنتي فين كل ده؟
    فرحت جدا بسؤالة المملوء بااللهفة
    قلت..كنت بتابع تجهيز الاكل لحضرتك عشان حضرتك لازم تاكل قبل الدواء
    قال المفروض ان الطبخ وظيفة الدادة.. ممكن اعرف ايه الي مقعدك انتي في المطبخ وسايباني؟
    نظرت الية وانا لا استطيع ان اداري فرحتي بذلك الاهتمام ..ثم
    قلت ..لا فعلا انا غلطانة..ثم قلت له متسائلة.. هو
    حضرتك كنت عايزني اعملك حاجة معينة؟؟
    قال.. انتي نسيتي انك الطبيبة النفسية المعالجة الي مفروض تكوني ملازمة ليا علي طول دلوقتي؟
    قلت..مازحة يانهار ابيض ده انا فعلا غلطانة
    ولازم اكفر عن غلطتي حالا بس الاول عايزة اشكر حضرتك ثم سحبت كرسي واقتربت منة واناامسك بالظرف الذي يوجد به المكأفاة
    قال ..وهو يمازحني شوفتي انا اقررليكي مكافاة وانتي سايبة شغلك وقاعدالي في المطبخ
    قلت وانا ابتسم ..بجد شكرا لحضرتك
    قال .. علي فكرة لو حابة تنزلي تشتري حاجة لنفسك ..في اي وقت انزلي انا معنديش مانع تاخدي وقت للشوبنج ..
    قلت ..ممكن اسالك سؤال؟
    قال.. اتفضلي
    قلت..هو حضرتك حنين مع الناس كلها كده عادي؟
    ولا معايا انا بس بدافع من العطف والشفقة؟
    رد ممازحا.. انتي عبيطة ولا اية؟لا طبعابدافع العطف والشفقة .. ثم رايتة لاول مره يضحك منذ دخلت ذلك البيت
    قلت .. انا مبسوطة اوي عشان حضرتك بتضحك
    ثم قال وهو ينظر الي في حنان بالغ..
    قال.. يظهر ان كان عندك حق
    انا فعلا كنت محتاج الاقي حاجة تحلي حياتي ..
    كاد قلبي ان يتوقف من سرعة و شدة ضرباتة بعد سماع هذة الجملة
    قلت.. وانا ادعي عدم فهم ما قالة.. ايوة فعلا لازم نبدء نشوف لحضرتك هواية ما تحبها عشان تقضي وقت جميل من غير زهق
    طبعا هو عرف اني فهمت كلامة بس بستعبط ..وده كان باين من نظرات عينية ..ورن جرس الهاتف الخاص به لينقذني من تلك النظرات
    قلت.. هو حضرتك ليه مش بترد علي الموبيل بتاعك ؟
    قال ..مش عايز ارد علي حد
    قلت.. طبعا انا مش هدايقك واسالك عن السبب.. لكن لو حضرتك حابب تتكلم انا بسمع كويس علي فكرة
    قال..انا كنت عامل مع اخويا مشروع كبير ضميت فيه شركتة لشركاتي ودمجتهم في شركة واحدة كبيرة وجيت انشغلت بمشروع زواجي من واحدة كنت بحبها جدا وسيبت كل امور شغلي في ايد اخويا لثقتي الشديدة فيه لدرجة اني كنت عاملة توكيل عام شامل يمكنة بالبيع والشراء نيابة عني لغاية ما يوم لقيت ناس بيدعوا انهم اشتروا شركتي بناء عن توكيل مني لاخويا بالبيع .. ولما حبيت اتاكد منة عرفت من اصدقائة انه هاجر وحتي ميعرفوش هاجر في اي بلد.. ثم قال وهو يتالم من مجرد الذكري..
    عارفة ..بالرغم اني خسرت خسارة مادية فادحة .. الا اني صدمت في ان اخويا واقرب حد ليا هو الي يعمل كده كانت اشد قسوة من الخسارة دي كلها. ثم اخذ يكمل باقي الكوارث التي احطت به واوصلتة لتلك الحالة التي عليها الان
    قال.. حتي الست الي كنت هتجوزها فضلت تسال عليا في الاول شوية وبعد كده قل السؤال وقل الاتصال..فا حبيت اوفر عليها الاحراج وبطلت ارد عليها وكمان بطلت ارد علي اي حد خالص

    كنت استمع له وكادت دموعي ان تنزل من عيناي وانا اقول في نفسي .. قولي بالله عليك كيف امنع نفسي من الوقوع في حب شخص مثلك وانت صعب ان تقاوم
    قال..معلش صدعتك
    قلت.. كنت بتحبها؟
    ابتسم ..ثم قال ساخرا.. كنت بحب اهتمامها
    قلت.. طيب ما ممكن تكون كانت بتتصل وبتهتم وحضرتك الي مكنتش بترد
    قال.. انا وفرت عليها وعلي نفسي تجربة نهايتها الفشل المؤكد .. واشار الي جسدة قائلا.. مين هتتجوز (جثة) ثم ساد الصمت بعد ان لمعت عيناه بالدموع
    يا الله كم كان هذ الوصف مؤلم .. في تلك اللحظة بالذات تمنيت ان احضنة وامسح تلك الدموع الغالية.. تمنيت ان افهمة ان هناك من يتمني ان يظل بجانب ذلك الجسد القعيد الذي يملك روحا اثمن من كل كنوز الارض..ولكن كل ما استطعت قوله له.. انه قريبا جدا سيشفي باذن الله
    وطلبت منه ان يظن بالله خيرا
    قال.. ونعم بالله
    قلت مازحة في محاولة للتخفيف عنة
    قلت طيب ايه رايك ما تيجي تفتح الموبيل بتاعك وتشوف هي اتصلت كام مره واخر مرة اتصلت فيها كانت امتي؟
    ثم قلت له متسائلة ..مش يمكن تكون ظالمها؟
    قال.. خلاص معدش هيفرق ان كانت تتصل او متتصلش ..انتي ليه مش عايزة تفهمي؟
    قلت خلاص براحتك بس كنت حابة انك متعزلش نفسك عن الناس لان ده مهم جدا بالنسبة للعلاج النفسي المرتبط بحالتك..
    ضحك ثم قال.. انتي باين عليكي صدقتي انك طبيبة نفسية بجد
    قلت مازحة .. لا كده انت بداءت تشكك في قدراتي وانا كده هزعل وممكن افض الاتفاق دلوقتي حالا بالطريقة دي
    قال مازحا لا خلاص بسحب تشكيكي في حضرتك ..وفي تلك الاثناء دخلت ..الدادة ومعها الغداء الخاص بعزت بية ثم خرجت بعد ان وضعتة بهدوء
    قلت طيب ممكن استاذن من حضرتك بقي تاكل وتاخد الدواء اني انزل اشتري شوية حاجات؟
    قال.. ابقي هاتي من نفس البرفيوم الي انتي بتحطية تاني

    قلت.. ليه
    قال اصلة حلو اوي
    قلت في نفسي قبل ان اقع مغشيا علي من وقع تلك الجملة.. اثبتي يا هند دي مجرد مجاملة اجمدي كده في ايه صدقيني بردوا ميقصدش الراجل يعني مكنتش كلمة قالها
    قلت.. وانا ابتسم.. حاضر
    قال ..اتفضلي بقي روحي انتي مشوارك عشان تلحقي وانا هاكل واخد الدواء
    قلت.. لا انا هستني حضرتك لما تخلص وبعدين ابقي انزل
    قال.. لا اسمعي الكلام بس ياريت تروحي وتيجي بسرعة
    قلت حاضر
    خرجت من الحجرة وانا لست مصدقة ما انا فية فا سبحان الله مغير الاحوال من حال الي حال فمن كان يصدق انني منذ كام يوم فقط كنت اعتقد ان حياتي قد انتهت وانني لن اعرف للسعادة طريق
    والان اجد من يحنو علي
    الان اجد مكانا اعيش فيه
    الان معي النقود التي استطيع ان اشتري بها ما احتاج اليه
    ولكن قبل ان اغادر البيت وجدت الدادة تجري مهرولة ناحيتي وتقول .. تعالي كلمي عزت بية بسرعة..


    بعدما اقتربت من بابا المنزل استعدادا للمغادرة ..سمعت نداء الدادة التي كانت تاتي مهرولة .. قالت.. تعالي كلمي عزت بيه حالا وبالفعل دخل...

    Mohamed Sadek

  • بعدما اقتربت من بابا المنزل استعدادا للمغادرة ..سمعت نداء الدادة التي كانت تاتي مهرولة ..
    قالت.. تعالي كلمي عزت بيه حالا
    وبالفعل دخلت لعزت بيه
    قلت.. حضرتك عايزني؟
    قال.. انا كلمت السواق وهو هيوصلك واول ما تخرجي هتلاقية مستنيكي ..
    قلت شكرا لحضرتك
    قال وخدي رقمي علي تليفونك كمان عشان لو حصل حاجة
    قلت ..تمام اتفضل الرقم .. واعطيتة رقمي وهو رن بدورة علي موبيلي
    ثم استاذنتة وخرجت لاجد بالفعل السيارة تنتظرني.. والسواق يقف ليفتح لي الباب ويقول اتفضلي
    دخلت السيارة وقد كانت سيارة حديثة قمة في الشياكة
    جلست بالخلف وكنت في قمة سعادتي ..كا طفلة ذاهبة لشراء لبس العيد .. وبالرغم من اني لاحظت نظرات السواق الفضولية التي كان يسترقها من خلال المراة الا انني لم اعطي لتلك النظرات الفرصة لتضيع عليا حالة السعادة التي كنت عليها..فا اكتفيت بان اضع السماعات في اذني واهيم بخيالي مع اغنية.. ماجدة الرومي وكلامتها التي تقول (يسمعني حين يراقصني ..كلمات ليست كا الكلمات .....
    وعيشت لحظات الطريق وانا اتذكر عزت بية وكل ما حدث معة ولم تفارق صورتة خيالي ..فقد كان كثيرا الشبة بعازف الجيتار.. عمر خورشيد.. وبنفس تلك الوسامة ورقة الملامح
    وبعد ان وصلت بي السيارةالي محلات الازياء
    طلبت من السائق ان ينصرف وانا ساعود باحدي تاكسيات الاجرة ..ولكنة رفض وقال ان عنده اوامر من عزت بية شخصيا انه ينتظرني حتي انتهي من الشوبنج ويعود بي مرة اخري الي البيت
    تركت السواق وذهبت لاكتر من محل واشتريت الكثير من الملابس والاحذيةالتي تمنيت كثيرا ان اشتريها فقد كانت المكافاة كبيرة جدا ومكنتني من شراء كل ما حلمت به من ملابس .. واخيرا ذهبت لشراء البرفيوم الخاص بي وفي محل العطور لفت نظري برفيوم فرنسي .. رجالي مكتوب عليه بالانجلش stay with me ... معناه بالعربي (ابقي معي)
    فااخذني الفضول ان اسال عن سعرها ولكنني وجدتة غالي جدا ولو اشتريتة فلن استطيع ان اشتري البرفيوم الخاص بي..لانني لن يتبقي لي اي نقود بعد شراء البرفيوم الرجالي
    وبدون اي تردد طلبت من ال البائعة ان تلف الزجاجة بطريقة شيك بحيث ان تصلح كا هدية وكنت اسابق الزمن كي لا اتاخر عن عزت بية.. وبصراحة هو لم يتصل ولم يتعجلني ولكنني لن ارد له جميلة هذا بالاهمال في اداء واجبي نحو عملي عنده
    واخذت كل مشترواتي ووضعتها في السيارة ووصلت الي البيت .. وقد ساعدني ذلك السائق علي حمل ما كان معي من مشتريات ..وبعد ان دخلت حجرتي ووضعت كل اشيائي الجديدة.. خرجت سريعا لاتفقد الوضع كيف صار في غيابي هذة الساعات.. وسارعت بالذهاب لغرفة عزت بيه.. ولكن سها استوقفتني قائلة.. استني دلوقتي يا هند بابا عنده ضيوف.. لما يخرجوا ابقي ادخلي ليه
    قلت.. حاضر وتركتها ودخلت عند دادة المطبخ وانا الفضول يكاد يفتك بي
    تري؟من هؤلاء الضيوف الذين سمح عزت بية بدخولهم وانفرادهم به بعدما كان يرفض حتي الرد علي الهاتف الخاص به وما السر وراء غلق الباب عليه هو وضيوفة ..وعندما.. وجدت نفسي لا استطيع الانتظار لاعرف ما يحدث بالداخل .. فا رحت احاول ان استدرج الدادة لمعرفة اي معلومة منها ترضي فضولي هذا
    قلت ..للدادة.. الشاي وقع عليا وكنت عايزة ادخل اخد شاور وخايفة عزت بيه يخلص مع ضيوفة وينادي عليا.. هو انتي متعرفيش الضيوف دول مطولين ولا هيمشوا بسرعة يا دادة؟
    قالت وهي تضحك ممازحة ..لا يا حبيبتي الضيوف دول طالما هما هنا عزت بيه هينسي الدواء والعلاج وهينسي الدنيا بحالها
    قلت وقد بدء القلق يدب في قلبي..ليه يعني هما مين الي جوة عند عزت بية يا دادة؟
    قالت ..دي طليقة عزت بية وام الانسة سها ..وجت النهاردة عشان تسلم علي بنتها عشان الست سها مسافرة الصبح ومن ساعة ما جت وهي في غرفة عزت بيه بيتهامسوا ويتنحنحوا.. ثم طلبت مني اني ادعي ربنا يوفق الحال عشان عزت بيه يردها وترجع تقعد هنا معاه تراعية في غياب ابنتهما الانسة سها
    قلت.. وهو مطلقها من زمان بقي علي كده؟
    قالت يااااه من زمن الزمن
    قلت.. ومعقولة هي متجوزتش من ساعتها؟
    قالت.. لا دي روز هانم اتجوزت كتير بعد ما اتطلقت منه لكن بعيد عنك مكنتش بتعمر في جوازات اصلها شايفة نفسها حبتين وراكبها الكبر والغرور بعيد عن السمعين
    قلت في نفسي ..اللهي ينكد عليكي يا دادة زي ما نكدتي عليا باخبارك الزفت دي
    ولكنني تبسمت وقلت.. ربنا يهديهم يا دادة
    وشوية.. ولقيت جرس المطبخ المتصل بحجرة عزت بية بيرن
    قالت الدادة ..ده عزت بية تلاقية عايز حاجة يشربوها ..

    الجزء السادس

    وتركتني بعدما زفت الي تلك الاخبار التي احبطتني وكسرت بخاطري بعدما كنت اعتقدت ان الدنيا بدات تبتسم لي
    وبعد لحظات .. عادت الدادة لتقول لي كلمي عزت بية بيسال عليكي..
    تركتها وذهبت لغرفة عزت بية التي كانت مازالت مغلقة.. فا.. طرقت علي الباب ..ودخلت بعدما سمعته ياذن لي بالدخول
    وبمجرد ما فتحت الباب شاهدتةوهو جالس علي كرسية وبجانبة امراة قصيرة تطلق شعرها الطويل المصبوغ باللون الاصفر المشابة للون بشرتها و ترتدي بلوزة مكشوفة الصدر وعارية الاكتاف وكانت ترتدي .. جيبة قصيرة ضيقة تكاد ان تستغيث من جسدها المحشور بها بعد عناء بالغ فقد كان جسدها مكتظا من جميع الاتجاهات مما يجعلها اقرب للبطريق اكثر منها للانسان وقد كانت تجلس بجانب كرسية
    المتحرك وكانت ممسكة بيدة حيث كانت تجلس وكادت ان تلتصق به ولكنني تعاملت وكان المنظر لم يلفت انتباهي
    قلت.. مساء الخير يا فندم .. لم تهتم مدام روز برد السلام ولكن عزت البية رد السلام بل واضاف.. ايه يا هند؟ سالت عليكي قالولي انك وصلتي البيت بقالك فترة .. ليه مجتيش من ساعتها عشان تديني الحقنة؟
    قلت..معلش يا فندم اصل الانسة سها قالتلي ان حضرتك عندك ضيوف فا كنت في انتظار حضرتك لما تطلبني
    ردت روز هانم موجهة الحديث لعزت بية .. اية ده يا عزت؟ ازاي الدكتور عدلي يعتمد علي ممرضة مبتدءة مش عارفة حتي تعمل جدول لمواعيد العلاج والاكل والنوم بتوعك ؟ وبعدين هي كانت فين كده وسايبة شغلها
    ثم وجهت نظرها ناحيتي ووجهت كلامها لي بكل غطرسة وتعالي وكبر
    قالت.. انتي يا شاطرة لو مش هتشوفي شغلك كويس اتفضلي مع السلامة واحنا هنجيب غيرك
    كانت كلماتها المستفذة واسلوبها المتعجرف قد افقداني السيطرة علي كبت زمام غضبي وقد شعرت باهانة بالغةاساءت لكرامتي
    قلت.. اتفضلي حضرتك شوفي واحدة غيري انا فعلا مصلحش للعمل هنا .. وعلي فكرة الدكتور عدلي مش هو الي جابني هنا .. وانالو اعرف ان حد هيتعامل معايا كده مكنتش هقبل اشتغل هنا اصلا .. ووجهت نظري وكلامي لعزت بية
    قلت.. اتفضل حضرتك هات حد غيري وبعد اذن حضرتك انا همشي دلوقتي ..رد عزت بيةفي هدوء
    قال..اولا انا الي اقول مين يقعد ومين يمشي ..ثم اشار الي بيدة قائلا.. اتفضلي يا هند استنيني بره شوية لغاية ما اندهلك
    خرجت من الغرفة وانا لا اري امامي فقد حجبت الدموع الرؤيا عن عيوني ..خرجت وانا العن الفقر والحوجة والظروف التي وضعتني في موقفي هذا
    ثم ذهبت الي حجرتي وانا عازمة علي الرحيل من هذا المنزل حتي ان اضطرني الامر للمبيت في الشوارع.. واخذت اجمع ملابسي في حقيبة السفر وعينايا تنهمر بالدموع وقد اخذت ما اتيت به في حقيبتي فقط تاركة كل ما قمت بشرائة اليوم ..
    وفي تلك الاثناء دخلت الدادة لتطلب مني الذهاب لعزت بيه فا اغلقت الشنطة واخذتها معي ووضعتها خارج غرفتة ودخلت انا لاقف امامة.. وكان يجلس وحده في غرفتة بعدما تركتة تلك الروز المتعجرفة ..لتلحق بابنتها في غرفتها..
    قلت.. بعد اذنك يا فندم انا جهزت شنطتي وهمشي دلوقتي..وبالنسبة للفلوس الي اخدتها من حضرتك انا مش هقدر ارجعهالك لاني بصراحة معدش معايا اي فلوس ..لكن اناسيبت كل الحاجات الي جيبتها في غرفتي ومخدتش غير شنطتي الي جيت بيها فقط
    كنت اتكلم وعزت بية ينظر الي في تآمل وهو هادئ جدا وبعد ان انتهيت من حديثي
    قال..متجاهلا كل ما سمعة مني.. انالسة ما اخدتش حقنة النخاع ..اتفضلي يلا عشان تديهاني ..فنظرت الية وكنت انوي التعليق علي كلامة ولكنة قاطعني ..بنبرة حادة
    قال.. اتفضلي يا هند روحي شوفي شغلك وقرار انك تمشي من هنا ده قراري انا مش قرار حد تاني ثم صاح في حده ..قولتلك اتفضلي
    خرجت .. وانا موجوعة وحزينة من كل ما حدث وكنت لا اعرف لماذا انا غاضبة بالضبط.. احقا حزني كان بسبب تلك المراة المتعالية واهانتها لي؟
    ام لاكتشافي بان كل ما سبق كان وهم كبير وكنت اعيشة وحدي .. وعزت بية في دنيا تانية خالص وتقريبا كدة الراجل كان بيعاملني بطريقة لطيفة بدافع الشفقة علي ظروفي مش اكتر بينما هو يخطط مع زوجتة السابقة للرجوع وسوف احضر فرحة قريبا
    كل ذلك كان يجول في خاطري وانا اجهز الحقنة لاعطيها لعزت بية.. وبعدما اعطيتة الحقنة تركتة وخرجت دون ان اتفوه بكلمة واحده وذهبت لحجرتي لانام .. واستيقظت في صباح اليوم التالي ووجدت ان من بالبيت جميعهم مستيقظين مبكرا من اجل سفر الانسة سها .. وكانت امها مدام روز تستعد لتوصيلها للمطار .. وبعد ان سلمت عليا الانسة سها ووصتني برعاية ابوها التي ودعتة هو ايضا .. غادرت مع امها ..وكنت اعرف ان امها سترجع مره اخري بمجرد ما توصلها للمطار لان روز كانت قد تركت ملابسها في بيت عزت بية واعتقد بانها قررت المكوث مع عزت بية للابد ايضا
    وبعد ان خرجوا دخلت لعزت بية لاعطية العلاج..وكنت اعمل في صمت دون ان انطق بكلمة واحده وكان عزت بية ينظر الي وعيناه بها لمعة تنم عن السعادة
    قال.. هو انتي مخصماني ولا ايه؟
    قلت.. لا طبعا ليه حضرتك بتقول كده؟
    قال.. امال مش بتتكلمي معايا ليه؟
    قلت.. مفيش بس عندي شوية صداع
    قال.. انتي جيبتي ايه امبارح؟
    ابتسمت .. وانا اقول .. جيبت حاجات كنت محتجاها
    قال.. اوعي تكوني نسيتي تجيبي البرفيوم؟
    قلت.. لا مجبتوش بس هبقي اجيبه بعدين
    قال.. لسة زعلانة؟
    قلت ..انا مش زعلانة من حضرتك
    قال.. ممازحا .. امبارح قولتي انك صرفتي الفلوس كلها .. مش هتوريني جيبتي ايه؟
    قلت .. لحظة واحدة.. ثم تركتة وذهبت لحجرتي واحضرت الهدية التي احضرتها له.. ثم وضعتها له في يده وقلت.. اتفضل
    نظر الي العلبة الملفوفة ..ثم قال.. ايه ده؟
    قلت .. دي هدية لحضرتك
    قال..وهو ينظر الي وفي وجهة ابتسامة تملاء وجهة الجميل
    يعني رايحة تخلصي فلوسك علي هدية ليا انا ومجبتيش البرفيوم بتاعك؟
    قلت.. لا بالعكس انا جيبت كل الحاجات الي كانت لازماني تقريبا
    نظر الي الهدية ثم سالني؟
    ايه دي؟
    قلت.. اتفضل افتحها
    فااخذ يمزق الغلاف المحيط بالعلبة وبعد ان فتحها وجد علبة البرفيوم ووضع منها علي عنقة ..ثم رجع ينظر الي العلبة التي كان مكتوب عليها stay with me
    ومره واحدة سمعتة يقول..
    خليكي معايا
    قلت ..نعم؟
    قال خليك معايا.. ده اسم البرفيوم الي انتي جايباه
    قلت وانا ادعي بانني تفاجات بالاسم
    قلت.. فعلا؟مكنتش اعرف ان دي ترجمة اسمة
    قال وهو ينظر الي بامتنان تعرفي اني بقالي زمن بعيد اوي محدش جابلي هدية؟
    قلت.. يارب يكون عجبك البرفان
    قال البرفيوم عاجبني ثم نظر الي العلبة ..ثم اضاف.. واسمة كمان عاجبني اوي..
    قلت في نفسي.. في ايه يا عم انت بقي ..انت هتخليني اعيش الوهم تاني ولا ايه؟
    لا انا مش هصدق رقتك دي تاني ولا هنخدع في اهتمامك المفتعل
    قلت ..عموما انا مبسوطة ان الهدية عجبتك
    قال.. تعالي هنا صحيح .. انتي ازاي كنتي جايبة الهدية من امبارح وكنتي عايزة تمشي من غير ما تديهالي؟
    قلت ..انا كنت ماشية وسايبةكل حاجة هنا اصلا
    فصمت..برهة ثم نظر الي .. وهو يردد اسم البرفان.. stay with me
    وعندما نظرت الية
    قال..عاجبني البرفيوم ..
    قضينا اليوم كلة نتحدث ونضحك ونثرثر وكاننا..كنا ننتظر تلك الفرصة التي سمحت لنا بالجلوس بمفردنا..لدرجة ان من كان يراني ما كان ليصدق بانني اعمل ممرضة لذلك الرجل والادهش من ذلك هو عزت بيه نفسة كان قد نسي انه يعاني من اي مرض
    حتي ان دخلت علينا مدام روز ونحن نضحك بصوت عالي .. فما كان منها الا ان دفعت باب الغرفة في عصبية بالغة وهي تقول.. في ايه يا عزت؟انت ناسي انك مريض ولازم تستريح؟
    قال عزت بية بعصبية شديدة
    ايه في ايه ؟مالك؟
    قالت.. شوف الساعة بقت كام وحضرتك كان مفروض تكون واخد الدواءونايم دلوقتي
    فقمت من مكاني ..وانا استعد لمغادرة الغرفة واستاذنت من عزت بيه ثم خرجت وتركتها معه في الغرفة
    وذهبت الي غرفتي وقد تاكدت انني علي مشارف حرب ضارية مع تلك المراة
    فمن الواضح انها عادت لتستعيدة مرة اخري منتهزة فرصة مرضه واحتياجة لها...كل تلك الهواجس كانت تجول بخاطري قبل ان يرن هاتفي في منتصف الليل ..واذا بي اجد رقم عزت بية يتصل لاول مره علي تليفوني..فا تري؟ماذا يريد ؟......

    استوقفني المستشار.. وطلب مني العودة الي المطبخ ليحدثني في امر هام ..وطلب من الدادة ان تتركنا لوحدنا بعض الوقت.. وبعد ان اصبحنا بمفرد...

    Mohamed Sadek

  • استوقفني المستشار.. وطلب مني العودة الي المطبخ ليحدثني في امر هام ..وطلب من الدادة ان تتركنا لوحدنا بعض الوقت..
    وبعد ان اصبحنا بمفردنا ..نظر الي متفحصا ..ثم
    قال.. باختصار كده ومن غير لف ودوران انتي طبعا عارفة.. انتي عملتي ايه وغلطتي في مين..؟
    قلت ..انا مش فاهمة حضرتك بتتكلم عن ايه؟
    قال.. لا انتي فاهمة كويس اوي ..وعارفة انتي غلطتي في مين ..لكن الي انتي متعرفهوش هو ..انا ممكن اعمل فيكي ايه ..بسبب غلطتك دي ..ثم اضاف وهو يشير باصبعة محذرا.. انا ممكن اسجنك طول عمرك ومخلكيش تشوفي الاسفلت تاني ..
    قلت.. وتسجني ليه انا معملتش جريمة عشان اتسجن بسببها
    قال .. لا دي سهلة جدا اننا نشيلك كذا قضية مش قضية واحده يدخلوكي السجن طول عمرك قلت..وحضرتك عايز ايه مني دلوقتي ؟
    قال.. تتفضلي زي الشاطرة كده تلمي هدومك وتاخدي باقي حسابك ومسمعش انك قربتي من عزت بية ولا تعدي من منطقة المنيل كلها..وحذاري ثم حذاري .. ان عزت بية يعرف بالي حصل بينا دلوقتي عشان انتي شكلك غلبانة ومش حمل بهدلة
    كان واضح من كلامة انه اكتشف مدي تمسك عزت بيه بيا واصرارة علي وجودي ..ولما فشل في اقناع عزت بية انه يطردني .. فا بيحاول يفرد عضلات نفوذة عليا من خلال تهديدة بانه هيرميني في السجن ظلما وافتراء
    قلت مستسلمة..وهقول ايه لعزت بية؟
    قال.. هتقولي له ان حصل عندك ظروف وان في ..حد في عيلتك مريض ولازم تروحي تشوفية ..وبعدها تمشي ومسمعش عنك تاني .. وده لمصلحتك عشان متندميش بعد كده
    قلت.. حاضر..
    وبعد ان تركني وخرج من باب المطبخ .. اخذت افكر ماذا افعل في تلك المصيبة؟ وفي تلك الاثناء.. دخلت الدادة عندي واقتربت مني وهي مضطربة ويبدوا عليها التوتر...ثم همست في اذني
    قالت.. انا بدات اقلق علي عزت بية..
    قلت..تقلقي عليه من ايه؟
    قالت وهي تهمس في اذني بحذر.. انا سمعت الست روز وهي بتكلم..اخوها المستشار ..وكانوا بيتكلموا عن زرع كاميرات مراقبة في حجرة عزت بيه وكمان كان بيقولها ان عزت بية لازم يعقد عليها باي ثمن عشان تورثة وكانوا بيتكلموا زي ما يكونوا فاهمين ان عزت بيه بعد الشر هيموت قريب
    فزعتني تلك الكلمات التي اخبرتني بها الدادة ولكنني فهمت الان لماذا يريد ان يزيحيني ذلك المستشار من طريقهم هو واختة للاستفراد بعزت بية المريض ..وليتمكن منه هو وتلك الحية الرقطاء..فقمت من مكاني وانا عازمة علي حمايتة مهما كلفني الامر فلن اسمح لاحد بان يؤذي ذلك الرجل ما حييت
    وجلست بهدوء لارتب افكاري واري كيف ساتصرف بحكمة وعقل في تلك الكارثة
    وبعد تفكير طويل.. قررت ان اروي لعزت بية كل ما حدث لاحذرة من ذلك المستشار واختة حتي لو ادي الامر الي سجني او موتي فما عاد يهمني سوي سلامتة هو ..ولكن كيف لي الحديث معة وقد زرعوا كاميرات بغرفتة؟
    فا دخلت الحمام المجاور للمطبخ واتصلت بعزت بية وعندما رد علي الهاتف
    قلت..عزت بيه من فضلك متردش عليا واسمعني كويس..
    قال.. في ايه
    قلت .. اسمع الي هحكيهولك ومتردش لان الغرفة عندك فيها كاميرات بتسجل صوت وصورة .. زرعتهم روز هانم واخوها المستشار والدادة سمعتهم وهما بيتفقوا علي انها لازم تتزوج منك قبل وفاتك .. وده معناه انهم نيتهم شر من ناحيتك ده غير ان المستشار جاني في المطبخ حالا وهددني باني لو ما سيبتش البيت واختفيت هيلفقلي جرايم تدخلني السجن مدي الحياة..
    وبعد ان حذرت عزت بية وقلت له كل شيئ ظل يستمع في صمت ثم
    قال.. طيب اعمل كل الي قالك عليه بالظبط وملكش انت دعوة بالباقي ..ثم اغلق السماعة.. وفهمت من تلك الكلمات المقتضبة.. ان عزت بية عايزني اجاريهم واعمل الي يطلبوة مني وكان عزت بية لا يعرف شيئا.. وبالفعل ..دخلت حجرتي واخذت اجمع كل اغراضي في شنطة سفري واخذت الشنطة وذهبت لغرفة عزت بية..
    قلت..بعد اذنك يا عزت بية انا لازم اسافر دلوقتي حالا البلد عشان والدتي تعبانة جدا
    قال... لا سلامة والدتك يا هند.. اتفضلي روحي طبعا
    قلت .. طيب حضرتك هتعمل ايه في كورسات العلاج الي لازم تاخدها وانا مسافرة؟
    قال.. انا هتصرف وهجيب ممرضة بديلة لغاية ما انتي ترجعي يا هند قلت..اشوف وشك بخير يا فندم
    قال خدي الفلوس دي خليها معاكي عشان والدتك .. واعطاني في يدي مبلغا من المال وقد اخفي في داخل الفلوس رسالة كان قد كتبها قبل دخولي عليه واخذت من يده النقود والرسالة وخرجت ..ثم ذهبت الي الصالون حيث كان يجلس عاصم بك واختة روز هانم ..ممسكين بموبايلتهم طبعا ليتابعونا بكماريتهم .. فا اتصلت برقم عزت بية لاجعله يسمع حديثي معهم واتجهت ناحيتهم حيث يجلسون ثم قلت..دلوقتي انا نفذت كلام حضرتك بالحرف الواحد يا عاصم بيه وفهمت عزت بية اني مسافرة عشان والدتي مريضة.. بس هو فاكرني راجعة تاني ومدنيش باقي حسابي لسة ..
    قال عاصم بية في عصبية.. يعني عايزة ايه اخلصي
    قلت بصوت عالي.. عايزة حسابي عشان امشي
    قالت مدام روز.. حساب شهر كامل اهوه وفي ستين داهية يلا من هنا.. ثم اضاف اخوها عاصم بك.. انتي مش محتاجة احذرك تاني لو شوفتك .. في المنيل تاني او فكرتي بس تتصلي بعزت بية هعمل فيكي ايه؟
    قلت.. لا خلاص انا فهمت قصدك ومش هاجي هنا تاني ولا هتصل بعزت بية تاني ابدا
    قال يلا اختفي حالا ومش عايز اشوف وشك تاني
    خرجت بعد مااتاكدت ان الموبيل ما زال الصوت به مفتوح وعزت بية قد سمعهم هما لاثنين وتاكد من انهم يخططون من وراء ظهرة ويكنون له الشر
    اخذت شنطتي..واستوقفت احدي السيارات الاجرة..وبعدما دخلت الي السيارة.. فتحت الرسالة التي كتبها لي عزت بيه وكان فيها ما يلي
    اخرجي حالا يا هند علي اللواء حسام البنا الي في العنوان المذكور هنا..واشرحي له الامر وقولي له اني عايزة ضروري
    وبالفعل ذهبت الي العنوان الخاص باللواء الي مكتوب في الرسالة.. واستطعت ان اقابل سيادة اللواءبعدما ذكرت انني من طرف عزت بية هاشم .. واطلعتة علي كل شيئ واعطيتة رسالة عزت بية واسمعتة المحادثة التي سجلتها لهما اثناء مغادرتي للمنزل..
    فا اخذ اللواء يتصل بعزت بية.. ويقول له .. اسمعني يا عزت بيه بدون ما ترد.. انا وصلتني رسالتك والممرضة شرحتلي كل حاجة وفهمت الخطة المرسومة عليك ..ولازم طبعا نقبض عليهم بتهمة شروع في قتل ..لكن عشان ده يحصل لازم نقبض عليهم متلبسين .. وعشان كده هنحط خطة للايقاع بهم لكن للاسف عشان الخطة تنجح لازم تتجوز من روز فعلا وتعقد عليها........


    خرجت من غرفة عزت بيه وانا متيقنة بان روز هانم ستشن حربا ضارية ضدي.. تمسكا منها بحلمها في العودة لعصمة عزت بية.. ولكن انقذني من ذلك ا...

    Mohamed Sadek


  • خرجت من غرفة عزت بيه وانا متيقنة بان روز هانم ستشن حربا ضارية ضدي.. تمسكا منها بحلمها في العودة لعصمة عزت بية..

    ولكن انقذني من ذلك الشعور اليآس.. رنين موبيلي .. حيث كان المتصل عزت بيه ..
    فقلت في نفسي ..تري ماذا يريد بعد منتصف الليل؟
    ففتحت الموبيل لارد
    قلت.. الوو
    قال عزت بية في تردد.. هو انا صحيتك يا هند؟
    قلت .. لا خالص انا كنت صاحية اصلا
    قال .. ولما انتي صاحية لية مش بتطمني علي المريض بتاعك و مقصرة في شغلك ؟
    قلت.. ازاي يا فندم حضرتك اخدت العلاج والحقن في ميعادهم النهاردة
    قال..مازحا مش بتكلم عن العلاج العضوي بتكلم عن العلاج النفسي يا دكتورة
    قلت.. واللهي التقصير مش من عندي يا فندم حضرتك الي مش فاضيلي ..بسبب ضيوفك
    قال.. منا محتاجلك يا دكتورة تحديدا بسبب ضيوفي دول
    قلت مستفهمة
    معلش ممكن توضح كلامك
    قال.. كنت عايز استعين برايك في موضوع يخص الضيوف
    قلت ..اتفضل..
    قال .. بفكر ارجع مدام روز لعصمتي تاني بس متردد..
    وصلت كلماتة لمسامعي فا اصابتني بصدمة ..جعلتني اتوقف عن الكلام
    قال.. ايه يا هند ساكتة ليه؟
    قلت .. حضرتك عايز تعرف راي في مدام روز؟
    قال.. ايوة
    قلت.. هي بصرف النظر عن انها قصيرة ومكلبظة وحواجبها شكلها غريب ومتعاليةومتسلطة ومغرورة .. لكن كويسة علي بركة الله
    وفجاءة سمعتة ينفجر بالضحك
    قال ..حرام عليكي يا مفترية انتي شردتي الست خالص
    قلت.. بصراحة موضوع الجواز ده مفروض قرار راجع لاحساسك ان كنت عايز ترتبط بيها او لا وراي انا او غيري ملوش اي لازمة
    قال.. عندك حق ثم استطرد قائلا..عندي ارق ومش عارف انام من التفكير .. ايه رايك متيجي تسمعيني شوية موسيقي من بتوعك يادكتورة
    قلت.. في نفسي .. لا .. دنتا عايز تتسلي بقي؟..ووجدتني ارد عليه باسلوب حاد
    قلت ..لا مش هينفع يا فندم للاسف
    قال مش هينفع تيجي ليه؟
    قلت..عشان انا استقلت من دلوقتي من شغلانة الدكتورة النفسية دي
    قال في غضب..ماشي وانا قبلت الاستقالة.. واغلق الخط في وجهي
    قلت في نفسي ..ايه الي انا نيلته ده؟
    ازاي اكلمة بالاسلوب ده ؟
    وازاي ارفض طلبة؟
    كده يا هند انتي خربيتيها وقعدتي علي تلها ..والراجل شبة طردك من الشغل
    وبعد فترة طويلة من تانيبي لنفسي.. استسلمت للنوم ..لاصحي في اليوم التالي علي صوت المنبة ..فاخرجت من حجرتي بعدمااخدت الشاور بتاعي وارتديت ملابسي لاذهب لعزت بيه من اجل ان ياخذ حقنة كانت محددة له في الصباح..فوجدت روز هانم مستيقظةفي الصباح الباكر لتعيد توزيع قطع الاثاث علي زوقها وواضح ان ذلك كان تجهيزا منها لبيتها الجديد الذي ستعيش فيه مع عزت بية بعد ان يردها..
    كانت هي وكل من يعملون بالبيت يعملون علي قدم وساق.. حيث كانت بتستعين ب الدادة وزوجهاحارس العمارة والسواق..وكانت روز توزع التعليمات هنا وهناك.. حتي لمحتني اخرج من غرفتي .. فاادعت انها لا تعرف اسمي وعاملتني بازدراء حيث..قالت للددادة بمنتهي التعالي والغطرسة..
    نادي علي اسمها ايه دي..واشارت ناحيتي..فتجاهلت حديثها..فكررت ندائها..انتي يااسمك ايه..
    قلت في نفسي ..اللهي يسمموكي انتي والي خلفوكي يا شيخة
    ثم ذهبت ناحيتها..
    قلت.. نعم؟
    قالت.. تعالي انضمي مع الشغالين هنا عشان تعرفوا السياسة الي هيمشي عليها البيت من هنا ورايح
    قلت .. طيب وانا مالي ومالكم؟
    قالت.. ليه انتي مش شغالة في البيت ده؟
    قلت..وانا ابتسم في برود
    قلت.. انا مش عايزة افاجئك لكن انا ممرضة في البيت ده
    وكمان مش شغالة عندك .. ثم اضفت..وبعدين انا مش باخد اوامر غير من (صاحب البيت) واتكييت اوي علي جملة صاحب البيت دي.. وكانت تلك الجملة وحدها كفيلة بان تجعلها تشتعل غضبا ناهيك عن الاسلوب المستفذ الذي كنت اتحدث به فقالت وهي تصرخ انتي تتفضلي تاخدي حسابك وتغوري من هنا حالا
    قلت..بنفس النبرة المستفذة..بردوقرار طردي مش بايدك انتي ثم قلت وانا غير مبالية بها وببرود شديد مستفذ
    ( بايد صاحب
    البيت)
    بصراحة انا معرفش ساعتها انا كنت بتكلم بالثقة دي علي اساس ايه؟
    دنا لسة كبسة عزت بية ومكلماه بقلة زوق .. وخاربة الدنيا مع الراجل..
    يعني كان لازم اعرضها اوي؟ واعيش في دور فاتن حمامة في فيلم سيدة القصر؟
    تركت تلك الروز.. واسرعت بالذهاب لغرفة عزت بية قبل ان تذهب له روز هانم ويطردني امامها ..فكل ما كنت اتمناه في تلك اللحظة ان يكون الطرد بعيدا عن اعين روز والشغالين في البيت
    ولكن للاسف وجدتها قد سبقتني اليه وهي تصرخ
    قالت.. يا عزت ..اتفضل اطرد الممرضة قليلة الادب دي من هنا حالا
    قال.. اهدي بس ايه الي حصل
    قالت .. البت دي اتعدت الحدود معايا انا روز هانم واتكلمت معايا بمنتهي السفالة..وقلة الادب
    فنظر عزت بية باتجاهي ..وهو يسال
    قال.. ايه الي حصل يا هند
    قلت ..هقول لحضرتك انا عملت ايه بالظبط
    بس الاول عايزة اسال حضرتك سؤال
    قلت.. هو انا بشتغل ايه هنا بالظبط ممرضة ولا شغالة؟
    قال .. ممرضة
    قلت .. وحضرتك قلت امبارح مين الي في ايده قرار طردي من هنا؟
    قال.. انا هنا الوحيد الي اقول مين يقعد ومين يمشي
    قلت .. تمام هو ده الي انا قلتة فقط لمدام روز
    اني هنا ممرضة ولست خادمة ولما قالتلي اطلعي بره وغوري في داهية قلتلها ان حضرتك الوحيد الي في ايدك قرارانك تمشيني من هنا

    الجزء الثامن

    فنظر في اتجاهها ثم
    قال.. طيب ما هند كده مش غلطانة يا روز؟
    قالت روز هانم..انا مش جاية اناقش معاك ان كانت غلطانة ولا مش غلطانة..البت دي تعاملت معايا بكل قلة ادب ادام الخدامين ولازم تتعاقب.. وياريت ..تتصرف انت حالا بدل ما اتصرف انا وارميها في السجن
    قال.. متقدريش تقربي منها.. ولا تقربي من اي حد بيشتغل مع عزت هاشم
    تركتة وخرجت من الغرفة وهي تقول مهددة.. هتشوف يا عزت انا هعمل ايه؟
    وبعد ان خرجت روز من الغرفة.. اخذ عزت بية ينظراليها وهو يردد جملة واحدة (مفيش فايدة فيكي مش هتتغيري ابدايا روز)
    اما انا فقد كنت غير مصدقة لما يحدث..فكيف دافع عزت بية عني امام تلك المراة بهذة الطريقة وهو المفروض ان يطردني بسبب تجاوزي معه ليلة البارحة؟
    وكيف يبقي علي وجودي معه ولا يبقي علي خاطر طليقتةروز التي ستحمل اسمة بعد ايام قليلة؟
    ولكنني توقفت عن التفكير في كل ما حدث عندما رايت عزت بية وهو بدء يتعب من شدة الانفعال الذي تعرض لة وخصوصا انه لم ياخذ ادويتة بعد.. فوجدت نفسي اجسوا علي ركبتي امامةواقول وانا ارجوه
    قلت.. من فضلك يا عزت بية الي حصل ميستاهلش ان حضرتك تدايق نفسك لاي سبب
    فنظر الي في حنان بالغ ثم
    قال.. متخفيش منها ولا من اي حد
    قلت في نفسي وانا احدثها في صمت.. كفاية بالله عليك انا ممكن احبك اكتر من كده ايه؟
    ثم قلت وانا احاول ان اهدئ من انفعالة.. انا مش زعلانة ولا الموضوع في دماغي اصلا انا بس مش عايزة حضرتك تدايق نفسك عشان صحتك
    وقمت مسرعة احضرت له الطعام واعطيتة الدواء وبعد مرور بعض الوقت .. جات الدادة لتخبر عزت بية ان سيادة المستشار عاصم ..حضر فالصالون ويطلب الاذن بالدخول
    وطلب منها عزت بية ان تتركة يدخل وطلب مني انا ان ادخل الي الحمام المرفق بحجرة عزت بية وانتظر بداخلة دون ان احدث اي صوت وطلب مني ايضا الا اخرج حتي يطلب مني هو ذلك
    وبالفعل دخلت الي الحمام وكنت في موقع يمكنني من سماع كل شيئ .. وبصراحة بدء الرعب يدب في قلبي فا تلك المراة لها نفوذ وقد استعانت بمن يقتص لها مني .. تري ماذا لو لم يستطيع عزت بية ان يمنعهم عن اذيتي؟ فماذا سيكون مصيري حينها؟ وانا ليس لي ظهر يحميني ولا لي احد في هذة الدنيا اصلا
    وبعد برهة.. دخل المستشار عاصم الذي علمت فيما بعد بانه اخوها..
    وسمعت المستشار ..يتعامل مع عزت بية باحترام شديد..وهو يسال في ايه يا عزت بية؟
    قال عزت بية.. في ان اختك اتجننت يا عاصم وواضح انها مش هتتغير
    رد.. المستشار..اهدي بس وهدي نفسك دي مسالة بسيطة متستاهلش يحصل عليها سوء التفاهم ده كله..وحلها انك تمشي الممرضة دي وياسيدي لو عايز عشر ممرضات شغالين في مستشفيات سفن ستار ..انا ممكن اجيبهملك بالتليفون..
    قال عزت بية في هدوء وثقة القادر المقتدر.. وانا مش هستناك لا انت ولا غيرك تقولي اعمل ايه واجيب مين وامشي مين .. ثم اضاف في حسم ..وفهم اختك اني لاخر مره هسمحلها انها تتعدي حدودها
    رد المستشار قائلا .. مهو بردوا مينفعش يا عزت باشا اننا نسمح لواحدة ممرضة انها تطاول علي روز ونعدي الامر كده عادي
    رد عزت بية.. وانا بقولك انا كنت موجود وشوفت الي حصل واختك هي الي عايزة تمارس التسلط وفرض رايها حتي لو كان غلط ده غير ان الممرضة الي بتقول عليها دي متعدتش حدودها معاها اطلاقا بل بالعكس اختك الي تجاوزت في عدم احترامها لوجودي وانت طبعا تعرف اختك وطبعها اكتر مني
    رد المستشار في ادب بالغ
    قال.. للاسف الصورة الي وصلتني غير كده خالص ثم قال ..انا بعتذرلك يا عزت بية بالنيابة عن روز وعن نفسي واتمني تقبل اعتذاري
    قال عزت بية.. فهم اختك ان صبري له حدود
    قال المستشار ..مغيرا مجري الحديث.. طيب قولي بقي انتوا ناويتواتكتبتوا الكتاب علي امتي ان شاء الله ؟
    رد عزت بيه...هبلغك اول ما اقرر.. وبعد ان خرج المستشار من الغرفة ..طلب مني عزت بية ان اخرج من الحمام.. وبالطبع لم اخبره انني قد سمعت كل شيئ
    وطلب مني عزت بية فنجان من القهوة.. فذهبت الي المطبخ وانا في راسي الف سؤال.. اهمهم
    ليه روز والمستشاراخوها متمسكين بزواجها من عزت بيةبالطريقة دي مع انه خسر فلوسة في عملية النصب الي عملها عليه اخوة؟
    وسالت الدادة
    قلت.. هو المستشار ..ليه مهتم اوي بجواز اختة من عزت بيه .. طيب اختة هتستفاد من الجواز عشان بتحبة لكن المستشار متحمس لجوازهم كده ليه يا دادة؟
    قالت .. هي مين الي بتحبة دي؟
    قلت ليه هي روزمش بتحبة؟ امال يعني هتتجوزه ليه وهو فقير؟
    قالت.. هومين الي قالك ان عزت بية فقير؟
    قلت.. سمعت ان اخوة نصب عليه في شركاتة واخد نصيبة وهرب
    قالت.. ايوه ده حصل.. بس الي اخدة اخوه ميجيش نقطة في بحر من ثروة عزت بية.. انتي فاكره ان عزت بيه لو كان فقير كانت روز هانم هتيجي تبص علي عزت بية ولا تسال حتي؟
    سمعت كلام الدادة وقد اتضحت الرؤيا امامي اكثر وحزنت جدا عندما علمت بتلك المعلومات الجديدة.. فا كلما زاد ثرائة زادت المسافة بيني وبينة وكل لحظة اكتشف حائل جديد بيني وبين ذلك الحلم الجميل
    وبعد ان انتهيت من عمل القهوة اخذتها وقبل ان اذهب بهالعزت بية في غرفتة .. استوقفني المستشار وطلب مني الرجوع للمطبخ مرة اخري.. وطلب من الدادة ان تخرج وتتركنا معا ..فا تري؟ ماذا يريد مني ذلك المستشار؟


    انا هند 42 سنة علي قدر معقول من الجمال في الشكل والجسم الممشوق الرياضي حاصلة علي معهد تمريض ابويا اتوفي قبل ما اتولد وامي كانت ست فق...

    Mohamed Sadek


  • انا هند
    42 سنة علي قدر معقول من الجمال في الشكل والجسم الممشوق الرياضي حاصلة علي معهد تمريض ابويا اتوفي قبل ما اتولد وامي كانت ست فقيرة.. كنت انا بنتها الوحيدة .. ربتني وعلمتني واتوفت الي رحمة الله.. بعد ما جوزتني بعام .. وكان سبب تسرعها في انها تزوجني من ذلك الرجل.. هو انها كانت مريضة وحبت تطمن عليا قبل ما تقابل رب كريم.. ده كان اعتقدها هي ..لكن ياريتها ما كانت جوزتني الجوازة دي .. المهم خلاص انا صلحت الغلطة دي النهاردة
    اخيرا اتطلقت ..واخيرا تحررت من عبودية زواج دام عشرون عاما زواج اشبة بالاعتقال .. عشرون عاما قضيتهم وانا اعاني من الوحدة والخوف والقهر والذل والمهانة بالرغم من اني كنت في عصمة راجل .. فقد كنت اعاني من .. قسوة زوج اناني وبخيل في كل شيئ حتي في عواطفة فقد كان بخيلا في احتوائة ..لا يعرف شيئا عن منح الامان والطبطبة وقت الالم .. كان يبخل حتي بالابتسامة او بالكلام.. او تطيب الخاطر كان يبخل عن تحريك لسانة لاقامة حوار
    كنت اعاني معة من قسوتة التي كانت تترجم علي هيئة ضرب واهانة والحرمان من الاكل والخروج والفسح وكل شيئ لم يكن يتقن شيئ اكثر من اهانتي امام الجميع فقد كان يتعامل معي كا جارية وليس كا زوجة .. كان يعلم باني وحيدة وليس لي اهل ينقذوني من بطشة .. فكان يدوس بكل قسوة..
    اعلم بان ..قرار الطلاق لم يكن قرارا سهلا وخصوصا انني لي منه ثلاثة ابناء وهم من كانوا السبب في تاجيل قرار الانفصال من البداية
    ..ولكنهم الان قد كبروا وما عدت اقلق بشآنهم .. او بمعني اخر هم اللذين اخرجوني من دائرة اهتمامهم ولم يعودا يحتاجونني في شيئ .. فقد كانت هذة هي نهاية خدمتي ورعايتي وحبي لابنائي ..الجحود والنكران ..ولكنني اسامحهم من كل قلبي لانني كنت اخدمهم وانا سعيدة بوجودهم معي وكانوا عزائي الوحيد الذي كان يصبرني علي التواجد مع ابيهم في بيت واحد .. الي ان بدات اعاني من مرض نفسي جعلني اخرج عن شعوري ولا استطيع السيطرة علي نفسي وكنت ساقوم في العديد من المرات بقتل ذلك الرجل الظالم ..وهنا بدء يقلق علي نفسة واطلق سراحي اخيرا
    ولكن الان .
    وبعدما سرقت مني تلك الحياة احلي سنين العمر وخرجت من تجربة زواج فاشلة صفر اليدين ..ماذا افعل والي اين ساذهب ؟ ..فلم يكن لي سوي صديقة واحدة ولكنها ارملة معها خمسة ابناء تقوم بالعمل بالتدريس لتربيتهم وحدها وابناءها جميعا في المدارس والجامعات ..وقد كانت صديقتي كريمة جدا عندما قبلت ان انزل ضيفة في بيتها علي ما ارتب اموري واشوف هعيش فين وازاي نسيت اقولكم ان طليقي من كرم اخلاقة اشترط عليا عشان يقبل يطلقني .. اني لازم اتنازل عن كل حقوقي وبالفعل وافقت وتنازلت له عن كل شيئ .
    ذهبت للاقامة ببيت صديقتي وكان بيتها عبارة عن شقة صغيرة مكونة من غرفتان وصالة فقط وكانت تنام هي وابنتيها في غرفة وباقي الاولاد في الغرفة الثانية ..وطبعا كنت بنام معاها هي وبناتها وكنا اربعة في غرفة صغيرة وكنت اشعر بالحرج الشديد فا صديقتي حملها ثقيل ولا تستطيع استضافتي لوقت طويل .. ومن اجل ذلك كنت اخرج من بداية اليوم للبحث عن عمل ولا ارجع الا بعد ان ينهكني الارهاق والتعب من البحث عن عمل دون جدوي .. الي ان جاء يوم وسالتني ابنة صديقتي عن سبب خروجي كل يوم واجبتها بانني اخرج للبحث عن عمل فقالت لي انني يمكني ان احصل علي عمل من خلال الانتر نت وساعدتني بالفعل علي الحصول علي عمل جليسة مريض براتب مغري ده غير الاقامة الكاملة والاكل والشرب كمان فقد تم الاتفاق بيني وبين صاحبة الاعلان واتفقت معاها ان اذهب لاستلام العمل من غدا صباحا
    وبالفعل ذهبت في اليوم التالي بعدما ودعت صديقتي وشكرتها علي استضافتي كل تلك المدة وكنت استحي ان اطلب منها ثمن المواصلات التي ساذهب بها للعمل ولكنها كانت كريمة معي للنهاية ووضعت مبلغا من المال في حقيبتي ولكنني اخذت ما يكفي للمواصلات واعدت لها باقي النقود .. فهي في حاجة لكل جنية ..ثم انصرفت بعدما ودعتها هي وبناتها..
    خرجت من شارعها الذي كان في منطقة شعبية واستقليت تاكسي وطلبت من السائق ان اذهب الي المنيل حيث كان عنوان صاحبة العمل وخرج بي التاكسي من تلك المنطقة العشوائية في القاهرة .. وذهب بي الي المنيل وامام عمارة فخمة وكبيرة علي النيل مباشرة نزلني سواق التاكسي وهو بيقول ..هي دي العمارة الي في العنوان.. نزلت بعد ما حاسبت سواق التاكسي ..واخذت اتصل بصاحبة العمل
    قلت الووو..ايوه يا فندم انا وصلت تحت العمارة حضرتك في انهي دور؟
    قالت..الدور الثالث اطلعي في الاسانسير وانا فاتحة الباب ومستنياكي
    قفلت الموبيل وطلعت وبالفعل وجدت شابة في العشريين من عمرها تقف بداخل شقتها الفارهه علي النيل وتنتظرني وعندما راتني اشارت لي بيدها ان ادخل ..كانت فتاة ترتدي بيجامة بيت اشبة بالتريينج وكانت تطلق شعرها وترتدي نظارة طبية ..
    وتمسك بيدها مج به مشروب
    قالت ..اتفضلي
    دخلت معها الي الصالون وقد كانت شقة كبيرة تعكس مدي الزوق الراقي والثراء الفاحش حيث كان المنزل يشبة منازل رجال الاعمال التي كنا نشاهدهافي مسلسلات التليفزيون
    ..وبدات اعطيها اوراقي كا بطاقتي وشهادة معهد التمريض التي اثارت اهتمامها
    قالت ..انتي معاكي معهد تمريض وده كويس جدا لاننا كنافاكرينك جليسة مريض فقط واحنا كنا محتاجين حد يعطي حقن كمان
    قلت لها ..طيب ممكن اعرف انا هعمل ايه بالظبط..
    قالت.. بابا بيعاني من جلطة ادت الي شلل نصفي انتي هتكوني مسؤلة عن بابا مسؤلية تامة من اكل وشرب واعطائة الدواء في مواعيدة بالثانية ..ثم اضافت ..انا بدرس في جامعة في امريكا لكن تعب بابا فجاءة اضطرني انزل ..وطبعا مش هينفع افضل هنا اكتر من كده ولازم اسافر في اسرع وقت..ثم استطردت قائلة.. لكن خالي هنا في مصر بس هو رجل اعمال ومشغول .. ثم اخذت من علي التربيزة التي امامها بعض الكروت الشخصية وقالت
    ده رقم خالي لو حصل حاجة وانتي لوحدك ومعرفتيش تتصرفي اتصلي بيه وده كمان رقم دكتور عدلي منصور ..الي بيتابع حالة بابا وهو هيبقي يقولك علي كل التعليمات بخصوص بابا وهو جاي كمان شوية ..ثم قامت من جلستها
    وقالت ..ودلوقتي تعالي اوريكي الحجرة بتاعتك عشان تحطي شنطتك فيها .. دخلت معاها الي داخل الشقة حيث فتحت حجرة كبيرة جدا لا تقل جمالا عن الصالون فقد كان بها سرير كبير مريح جدا بمرتبة اسفنجية كثيفة وفراش ناعم ..ويوجد ايضا بالحجرة دولاب شيك وتسريحة بها مراية كبيره وكان يوجد ايضا شازلونج مريح وشيك كا باقي الحجرة..بصراحة مكنتش مصدقة نفسي اني هعيش هنا
    وكنت مبسوطة جدا
    وبعد ما حطيت الشنطة لقيتها بتقولي ..اتفضلي عشان تشوفي اوضة بابا قبل الدكتور ما يجي وتعرفي النظام هنا ايه
    ذهبت معها وانا متخيلة اني هشوف راجل مسن عجوز في الثمانون من عمرة .. ولكنني تفاجات عندما فتحت باب حجرتة وطلبت مني الدخول علي المريض ..فقد كان لا يتعدي الخامسة والخمسون من عمرة وبالرغم من ذلك كان في منتهي الوسامة ولولا تلك الشعرات البيض التي كانت تزين جانبي شعرة القصير الناعم لاعتقد اي شخص يراه انه في الثلاثين من عمره ولكنة كان واضح علية الحزن والكآبة من شدة اليآس والمرض كانت تلك اللحظات الاولي تعطيني انطباع باني علي وشك اعادة احداث فيلم الشموع السوداء من جديد لكن مع الفارق في طبيعة المرض والظروف والفارق الاهم اني عمري ما حلمت ..حلم اكبر مني ودائما احلامي بتبقي علي ارض الواقع
    اخذت ابنته تشير ناحيتي وتعرف اباها بالممرضة الجليسة التي سترعاه في غيابها
    ظلت ابنته تتحدث اليه وهو صامت ويستمع لها فقط ولا يرد بكلمة واحده ولا حتي كلف نفسة بان ينظر ناحيتي لدرجة انني تصورت ان الجلطة افقدتة السمع والادراك ايضا
    لان كان واضح من حديث ابنتة معه انها لم تنتظر الاجابة منة علي كلامها ولكنها كانت تعطي له معلومات فقط مثل هذة الممرضة ستهتم بيك وانا جيبتها لاني خلاص لازم اسافر .. وكده يعني المهم بعد ما خلصت كلامها معاه بدات توجة كلامها لي انا وتعرفني علي تفاصيل حياة ابوها اليومية وعلاجة ومكان لبسة ونوعية اكلة ومواعيده
    ومواعيد نومة وصحيانة وهكذا...
    وكنت استمع لتعليماتها وانا اراقبة بين اللحظة والاخري وهو متجمد في مكانة ولا يريد ان يتفاعل مع وجودنا في حجرتة ولو حتي بالنظر ..فقد كان مثبت نظراتة في اتجاه الشرفة التي تطل علي البحر دون الالتفات ولو للحظة..
    وبعد ان فرغت ابنته من التعليمات والوصايا التي اسندتها الي
    قالت ..انا هسيبك دلوقتي عشان هخرج والدكتور جاي في الطريق ..وهو هيقولك برنامج العلاج بتاعة وهشرحلك هتعملي ايه بالظبط ..ودلوقتي ميعاد الاكل بتاعة
    هبعتلك دادة فوزية بالاكل عشان تاكليه قبل الدكتور ما يجي وبالمناسبة دادة فوزية مسؤلة عن التنظيف والطبخ لكن مش بتبات هنا لانها زوجة البواب وبتنزل تنام مع اولادها في المكان المخصص لحارس العماره تحت ..وبالفعل جاءت دادة فوزية حاملة صينيه بها بعض الطعام الخاص بالمريض ثم طلبت مني ان اقوم باطعامة وحدي لاعتاد علي ذلك مستقبلا وان احاول اطعامة بشتي الطرق لانه قام قبلا عن ذلك بالاضراب عن الطعام مما جعلهم يضطرون لتركيب المحاليل له ثم قالت لي ابنتة .. وهي تنذرني بانني لو فشلت في اطعامة ستضطر بان تاتي بمن يستطيع عمل ذلك ثم خرجت و تركتني بعد هذا التحذير وذهبت لغرفتها لتستعد للخروج وهي علي عجل للخروج لقضاء مشوار ما ..وبعدما وجدت نفسي معه وحدي في تلك الحجرة .. وضعت الصينية علي التربيزة واقتربت منه بخطوات مترددة حتي وقفت امام عينية ..ثم قلت.. انا حابة اعرف حضرتك بنفسي ..انا هند واول مره بشتغل ممرضة واول مره بشتغل اصلا وبصراحة انا محتاجة الشغل ده جدا لظروف اكتر من صعبة وانا هنا هكون في خدمة حضرتك واتمني اكون عند حسن ظنك بس من فضلك لازم تاكل لاني لو فشلت في اني اخليك تاكل هخسر شغلي هنا للاسف..
    وبالرغم من حديثي معه ورجائي له الا انه لم يحرك ساكنا ورفض تناول الطعام ولم يرد باي رد فعل لما قلتة فقررت ان اجرب شيئا ما كنت افعلة انا عندما لا يكون لي شهية للطعام ..فقد كنت احتفظ علي الموبيل ببعض المسيقي الهادئة وشغلتها اثناء انتظاري لموافقتة علي ان يتناول الطعام.. ونظرت اليه بعد ان اصابني اليآس ثم قلت له..بص بقي انا هحكيلك حكاية هتعجبك اوي ..بس من فضلك ركز معايا ولو عجبتك بص ناحيتي ولو معجبتكش خليك باصص علي الشباك زي منتا..وبداءت احكي القصة
    قلتله.. انا هحكيلك حكاية واحدة غلبانة وظروفها زي الزفت .. وبدات احكي قصتي من اولها لاخرها وكنت اشعر انه يستمع باهتمام ويريد ان استمر في سرد المزيد وبعد ان قصصت عليه قصتي حتي اللحظة التي اقف امامة فيها كنت لا استطيع ان اري ان كان نظر ناحيتي ام لا.. لان دموعي قد جعلت الرؤيا غير واضحة ولكنني سمعت صوتا رقيقا يقول في حنان..
    طيب وانتي بتعيطي ليه دلوقتي؟

    الجزء الثاني

    لم اصدق ما سمعت..فمسحت دموعة بسرعة لاتاكد مما سمعتة اذني ..فوجدتة ينظر الي مبتسما بشفقة
    قلت.. حضرتك بتتكلم؟اقصد حضرتك بتسمع ؟ثم تلعثمت في الكلام فقلت ..قصدي يعنيييي فقاطعني وقال ..انتي هتفضلي ترغي ومش هتجيبي الاكل ولا ايه؟
    ابتسمت وقلت..لا طبعا اتفضل وروحت بسرعة جيبت التربيزة الي عليها صينية الاكل وكنت هبدء امسك المعلقة لاطعمة بيدي ولكني وجدتة حرك يده واخذ مني الملعقة وبدء ياكل بنفسة دون مساعدة ..فرحت جدا بذلك وفرحت اكتر لما دخلت ابنته وشاهدتة وهويتناول طعامة ..قالت وهي سعيدة .. برافوو انتي ..باين متمكنة من شغلك وباين عليا هعتمد عليكي في تلك اللحظة دخلت الدادة لتخبر ابنته ان الطبيب قد حضر فطلبت منها ان تدعة يدخل ..وبالفعل جاء الطبيب
    وقال .. مساء الخير يا عزت بيه ثم جلس بجانبه واقترب ليكشف علية وليطمئن علي ما سارت اليه حالتة وطلب مني الطبيب ان اساعده في خلع ملابسة
    ولكن عزت بيه اشار بيدية بطريقة اعتراض علي مساعدتي له في خلع ملابسه فنظر الطبيب الي طويلا ثم قال .. خلاص اخرجي انتي دلوقتي
    وعندما خرجت
    وجدت الدادة تسالني ان كنت اريد تناول الطعام؟ فقلت لها اخشي ان يطلبني الطبيب في اي وقت
    قالت لا ده الدكتور لسه ادامة كتير علي ما يخلص مع عزت بيه
    دخلت معاها واكلت بسرعة ودخلت غرفتي وخرجتي هدومي حطيتها في الدولاب واخذت وخرجت لاسال الدادة ان كان الطبيب طلبني ولكنها قالت انه مازال مع عزت بيه ومش هيخلص كشف دلوقتي
    دخلت غرفتي مره اخري وقد استرعي انتباهي انه يوجد حمام مرفق بالغرفة التي انام بها فدخلت وقررت ان اخذ شاور سريع الي ما ان ينتهي الطبيب مع عزت بيه وبمجرد ان انتهيت من اخذ ذلك الشاور المنعش
    ارتديت بنطالون من الجينز وبلوزة قطن باللون الوردي الهادئ
    ووضعت بعض البرفيوم الدافئ الذي يشعرني بالتحسن فقد وضعت العطر علي ملابسي و علي تلك الطرحة الصغيرة التي كنت الفها علي شعري (اسبنيش) وكنت اشعر بانني نفضت عن نفسي تراب سفر دام لاكثر من سنة
    ثم تنبهت علي صوت الدادة تقول ان الطبيب يريدني ان اذهب اليه
    وبالفعل طرقت الباب علي غرفة عزت بيه ووجدت عزت بيه ليس جالسا علي كرسية المتحرك وقد ساعدة الطبيب ان يستلقي علي سريرةوعندما راني الطبيب واقفة عند الباب قال لي تعالي يا هند ..واخذ يشرح لي مهامي كا ممرضة وجليسة لعزت بية وقد شدد علي ان انفذ كل تعليماته ..وبعد ان ذهب الطبيب ..اخذت اقراء بتركيز بالغ ما كتبة الطبيب من تعليمات لاعرف مايجب ان افعلة وكنت الاحظ ان عزت بيه بيسترق النظر ناحيتي وكنت كلما نظرت ناحيتة اجدة يهرب بنظراتة فقلت في نفسي انني اتوهم ..ثم تركت ليستة التعليمات وتوجهت ناحية عزت بيه وقلت..حضرتك دلوقتي الساعة 12باليل والمفروض انك بتنام الساعة10 تحب اعمل لحضرتك حاجة قبل ما تنام؟ نظر الي ثم قال ..انا مش عايز انام دلوقتي ..
    قلت ..خلاص براحتك مش لازم تنام دلوقتي ..فا اشار الي ليستة التعليمات
    وقال ..طيب وتعليمات الطبيب نسيتيها؟
    قلت بعفوية شديدة ..لا ازاي يا فندم انا طبعا ملتزمة بتطبيق تعليمات الطبيب لكن انا شايفة ان لو حضرتك سهرت شوية صغيرين كمان عشان اشكرك فيهم ميجراش حاجة ..فا نظر الي وهو يبتسم..فا شجعتني ابتسامتة ان اكمل ما اريد قولة
    قلت.. علي فكرة انا قرات عن حالة حضرتك واعرف ان العلاج فيها نفسي اكتر ما يكون علاج عضوي ..اقصد يعني ان حضرتك متكتفيش بالعلاج العضوي فقط
    قال.. تقصدي اروح اتعالج نفسيا
    قلت.. لالالا مقصدش كده طبعا العفو يا فندم
    انا بس قصدت ان حضرتك تعمل الحاجات الي تريح نفسيتك زي مثلا تنام وقت ما تحب وتاكل وقت ما تحب وتتعامل مع الاشخاص الي بترتاح ليهم وتمتنع عن الحاجات الي بتدايقك كده يعني
    قال ..عارفة لو الدكتور وبنتي سمعوا كلامك ده هيعملوا فيكي ايه
    قلت عارفة طبعا هيستغنوا عن خدماتي
    قال والابتسامة تملاء وجهة ..طيب ولما انتي عارفة بتفتي في الطب ليه؟
    قلت..طيب ما تسمع كلامي وتمشي العلاج بتاعي بجانب علاج الطبيب
    قال بابتسامة ساخرة.. علاجك ده الي هو عامل ازاي يا دكتورة
    قلت ..بالتحلية
    قال.. افندم
    قلت .. حلي عيشتك بمعني انك تعمل كل حاجة بتحبها وبتريحك نفسيا مع الالتزام طبعا بعلاج الطبيب
    قال ..وده يتعمل ازاي بقي في الظروف الي انا فيها دي واشار الي جسدة الذي لا يستطيع ان يحركة
    قلت.. علي فكرة انا اول ما شوفت حضرتك افتكرت ان جسمك كلة....
    لكن اتفاجات ان حضرتك جسمك كلة تمام ما عدا يد واحدة ورجل فقط ودول كمان مسالة وقت وهيتحسنوا لغاية ما يخفوا خالص
    نظر الي وتعجب من الحماس والثقة الواضحين من اسلوبي
    قال.. ياريتني عندي نصف التفاؤل الي عندك ده
    قلت.. طيب ما تجرب انت يعني هتخسر ايه؟
    نظر الي ..ثم قال.. هتساعديني؟
    قلت .. طبعا ودي عايزة سؤال
    قال .. خلاص اتفقنا
    قلت... بس بشرط
    قال من اولها شروط؟
    قلت .. ايوون
    قال.. اتفضلي اتحفيني
    قلت ..........

    قال ..هتساعديني ؟ قلت طبعا ودي عايزة سؤال ولكن بشرط واحد قال .. كمان هتتشرطي من اولها ؟ قلت ..ايوون قال .. اتفضلي اتحفيني بالشرط بتا...

    Mohamed Sadek

  • قال ..هتساعديني ؟
    قلت طبعا ودي عايزة سؤال
    ولكن بشرط واحد
    قال .. كمان هتتشرطي من اولها ؟
    قلت ..ايوون
    قال .. اتفضلي اتحفيني بالشرط بتاعك
    قلت ..تسمع كلامي وتتبع تعليماتي زي ما بتسمع تعليمات الطبيب بتاعك بالظبط بدون اي اعتراض علي اي طلب
    نظر الي وهو يبتسم ساخرا ..
    قال.. وانتي مين قالك اني بتبع تعليمات الطبيب اصلا
    قلت..مازحة والله هو ده شرطي الوحيد عشان اقبل اساعدك
    قال ..طيب ولو علاجك طلع فاشل ومعالجنيش اعمل فيكي اية؟
    قلت ..لالالا بلاش روح التشاؤم دي ..حضرتك بس اسمع كل تعليماتي وقريبا جدا هتشترك في مارثون الجري ..بس انت متقاطعش والنبي
    قال مازحا..مارثون جري؟ده لو محصليش انتكاسة هيبقي كويس اوي
    قلت ..مش مهم النتيجة ايه .. المهم حضرتك موافق
    ابتسم عزت بية ثم قال..موافق يعني هيحصلي اكتر من الي انا فيه ده ايه
    قلت طيب تمام جدا احنا كده بداءنا رحلة العلاج النفسي من الان ... ودلوقتي بقي تتفضل تنام كفايةعليك كده ..تصبح علي خير واخذت اطفئ في انوار الغرفة
    قال.. وانتي من اهلة
    ثم خرجت لاذهب للنوم بغرفتي التي كانت بجانب غرفة عزت بية مباشرة ..دخلت الغرفة وانا اكاد ان اطير من السعادة ..واحمد الله علي انني اخيرا قد حصلت علي العمل الذي سيؤمن لي مكان للاقامة وراتب مجزي يغنيني عن الاحتياج لاحد
    لكن كان مايسعدني اكثر هو اكتشافي لشخصية ذلك الرجل العظيم عزت بيه ..فهو برغم مكانتة ووضعة الاجتماعي وثراءة الا انه لم يصاب بداء الكبر ولا الغرور..بل كل ما شعرت به وانا احادثة انه طفل وحيد حزين تحمل من الدنيا الكثير حتي خارت قواه ووقع اسيرا للمرض فقد قرات منذ زمن ان معظم من يصاب بالجلطات بيكون قد تعرض لضغوط نفسية بالغة تفوق تحمل اي انسان وخصوصا لو انسان حساس ذو سجية طيبة..وفجاءة تعجبت من نفسي .. ما كل هذا التفكير في شخصية ذلك الرجل ..وقلت في نفسي وكاني انبهها ..فوقي يا هند وبصي تحت رجليكي ونامي الله يهديكي ..واغلقت النور لاذهب في نوم عميق ..ليوقظني منه رنين منبة الهاتف الذي كنت قد ظبطة ليوقظني قبل ميعاد العلاج المقرر لعزت بية.. قمت سريعا ودخلت الحمام واخدت شاور وغسلت اسناني بالفرشاة وارتديت بنطالون جينز برمودة ثلجي وتيشرت زهري
    ووضعت علي شعري طرحة اسبنش تجمع بين الزهري والثلجي في اللون وقد عطرتهما بنفس البرفيوم الدافئ ..وخرجت مسرعة الي غرفة عزت بية بعد ان قمت بترتيب غرفتي
    طرقت باب عزت بيه برفق ..ولكنه كان مازال نائما ..فدخلت في هدوء واخذت اجهز الدواء الذي سياخذة صباحا ..وفي نفس الوقت دخلت الدادة با صينية الطعام لعزت بيه ..ثم وضعتة علي التربيزة وخرجت في هدوء ..
    اقتربت من سريرة ووقفت في مسافة قريبة منه وانا اتاملة وهو نائم ..فهذة هي اللحظة الوحيدة التي استطيع ان اغتنمها لاتاملة جيدا دون حرج ..فقد كانت ملامحةوهو مغمض العينين.. هادئة مسالمة ..تعكس نقاء نفس وطيبة بالغة ..وفجاءة فتح عيناه ليجدني واقفة اتامله ..فا ارتبكت جدا وحاولت ان ابرر وقفتي بهذا الشكل ..
    قلت.. كويس ان حضرتك صحيت ..انا كنت لسة جايه اصحيك..
    قال وهو يكاد ان يفيق من نومة بصعوبة..
    وبتصحيني ليه دلوقتي؟
    قلت ميعاد الدواء بتاع الصبح
    قال وهو يقاوم النوم طيب هاتية بسرعة عشان عايز انام
    قلت.. لا يا فندم الدواء ده بيتاخد بعد الاكل ..يعني لازم حضرتك تقوم تفطر الاول..فتح عينية جيدا وهو يحملق في ثم قال.. تعالي هنا..قربي ..اقتربت بحذر ثم
    قلت..نعم
    قال هو احنا مش اتفقنا امبارح انك هتسيبيني اعمل الي انا عايزة كا علاج نفسي ليا ؟
    قلت .. وانا ابتعد عنة ايوه حصل
    قال وهو يبتسم خلاص انا مش عايز افطر دلوقتي
    قلت لا مفيش الكلام ده..العلاج مفيهوش فصال
    قال..امري لله
    هاتي الفطار
    قلت وانا اساعدة علي النهوض من الفراش ايوه كده عشان نخف بسرعة لازم ناكل وناخد الدواء
    قال ..فين سهي بنتي هي لسه مصحيتش؟
    قلت ..عايز سهي ليه؟
    قال.. عايز ادخل الحمام ثم صرخ في عصبية هي فين؟ ... وقفت امام طلبة هذا وانا متسمرة في مكاني فلم اكن اضع في حساباتي موضوع التواليت ده..ودخلت سها علي صراخ اباها ..وهي تقول ..في ايه يابابي ..انا اهوه..
    قال ..انتي ايه غبية؟ازاي الممرضة الي انتي جايباها هتساعدني ادخل الحمام؟
    وكمان عايزة تسافري وتسيبيني في الوقت ده؟
    سها ..يا بابا ده وضع واتفرض عليك وانت لازم تسلم بيه وبعدين انا مسالة سفري دي منتهية ومش هينفع نتناقش فيها تاني وصرخت في عصبية
    وبعدين دي مسألة وقت لغاية ما حضرتك تخف ولازم تستحمل شوية
    ثم وقفت سها تنتظر من ابيها ردا علي كلامها ولكنة التزم الصمت ..فمدت يدها لتساعدة علي دخول الحمام ولكنه رفض وطلب منها ان تخرج من غرفتة ..وبالفعل خرجت سها ووقفت انا في موقف لا احسد عليه
    قلت ..ممكن يا فندم اقول حاجة بعد اذنك
    نظر عزت بية ناحيتي دون ان ينطق بكلمة
    قلت مدعية عدم الاكتراث .. بص بقي حضرتك .. احنا لازم نسلم بان الانسة سها هتسافر ومش هتكون متواجدة الايام الجاية
    قال ..يعني ايه؟
    قلت يعني مفيش ادام حضرتك حد غيري ..
    قال ..لا طبعا مينفعش تدخلي معايا الحمام
    قلت ومين قال اني هدخل مع حضرتك بس؟
    اولا الكرسي بتاع حضرتك معد ومجهز لقضاء الحاجة وانا ما عليا الا اني هساعد حضرتك في الصعود علي الكرسي والنزول من عليه مره اخري والتخلص من الكيس الي اسفل الكرسي ووضع كيس نظيف وبالنسبة لوقت الحمام هيطلع عم محمود زوج الدادة لمساعدة حضرتك اظن كده انت مش محتاج للانسة سها في حاجة
    نظر الي في استسلام ثم قال ..انتي ايه الي عرفك بموضوع الكرسي ده؟
    قلت ..الدكتور عمل حسابة علي ان الانسة سها هتسافر وجاب الكرسي و فهمني هعمل ايه بالظبط وشرحلي قصة الكرسي وبعدين الموضوع بسيط جدا ومش محتاج ياخد اكبر من حجمة
    قال.. طيب تعالي ساعديني عشان اقعد علي الكرسي ..
    وبالفعل وضعت يده خلف كتفي وساعدتة حتي اجلستة علي الكرسي وتركت له الحجرة حتي ينتهي وعدت عندما طلب مني ذلك..وبسرعة فصلت ذلك الكيس بالكرسي بكل سهولة وتخلصت منه دون اي معاناه
    فقال ..اسف تعبتك
    قلت..اولا الموضوع مش مجهد خالص
    ثانيا ..ده شغلي وانا باخد مقابلة راتب ..واتفضل حضرتك بقي عشان فاضل ربع ساعة علي ميعاد الدواء تكون حلقت ذقنك وغسلت اسنانك عشان تفطر تاخد العلاج ..
    نظر الي بارتياح وكانني قد رفعت حملا من علي عاتقة ثقيلا.. وهز راسة بالموافقة
    وبعد ان حلق ذقنةوتناول افطارة ودوائة ..اقتربت منه ثم
    قلت.. حضرتك عايز حاجة مني دلوقتي؟
    قال ..رايحة فين؟
    قلت.. هروح افطر انا كمان بقي
    قال.. هو انتي كنتي لسة مفطرتيش؟
    قلت..لا منا هروح افطر دلوقتي
    قال ..ايه رايك لو تجيبك الفطار بتاعك كل يوم وتفطري معايا؟
    قلت..بسعادة عارمة ..حاضر
    من بكرة هفطر مع حضرتك..ثم استاذنت منه وقبل ان اخرج نظر الي وقال تعالي بسرعة عشان عايز اقولك حاجة مهمة .....


    المتابعون

    مواضيع مميزة

    • الإشعارات
    • من نحن

    • اتصل بنا

    • ×

    ادخل الاسم (إختيارى)

    ادخل البريد الإلكترونى (مطلوب)

    ادخل الرسالة (مطلوب)