حثّت نتائج دراسة الحوامل على الحصول على مزيد من الراحة والنوم فقد تبين أن نقصه يزيد خطر الإصابة بسكّري الحمل. ونبّهت الدراسة التي أجريت في جامعة إلينوي إلى أن عدد ساعات النوم أثناء الحمل قد تناقص بشكل كبير خلال الـ 20 سنة الأخيرة.
تحدث مشكلة سكّري الحمل غالباً في الثلث الأخير من رحلة الـ 9 أشهر
وبحسب الدراسة التي نُشرت في دورية “سليب ميديسن رفيو”، تبين أن نقص ساعات النوم يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم أثناء الحمل، ويعتقد الباحثون أن لهذا الارتباط تأثير على زيادة مخاطر الإصابة بسكّري الحمل.
ويوصي الأطباء الحوامل بفحص السكر خلال الفترة بين الأسبوع الـ 24 والـ 28 من الحمل، لأن احتمالات تطوّر مشكلة سكّري الحمل تحدث غالباً في الثلث الأخير من رحلة الـ 9 أشهر.
ويتسبب سكري الحمل في زيادة وزن المولود عند الولادة، واللجوء إلى عملية قيصرية، وزيادة خطر الإصابة بالسكّري من النوع 2 بالنسبة للأم والطفل لاحقاً. لكن عادة ما ترجع مستويات السكر في دم الأم إلى طبيعتها بعد الولادة.
وأوصت نتائج الدراسة الحوامل بزيادة ساعات النوم قر الإمكان لتفادي مشكلة سكّري الحمل، إلى جانب اتباع التوصيات الغذائية وممارسة النشاط البدني.
النظام الغذائي الصحي أثناء الحمل
تعتبر الأغذية الطازجة وقليلة التصنيع، مثل الحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهون، والفواكه والخضروات، والبقوليّات، والألبان قليلة الدسم، الأساس لبناء نظام غذائي كامل ومتكامل للأم الحامل، وضمان لنمو الجنين وحصوله على كافة احتياجاته من العناصر الغذائية المختلفة.
أغذية يجب تجنّبها أثناء الحمل
في فترة الحمل، ومع التغيرات الّتي تحدث في جسم المرأة، تقل قوة الجهاز المناعي لديها ويصبح جسمها أكثر عرضه للأمراض والالتهابات، ولذلك يجب تجنّب الأطعمة الّتي قد تكون ملوّثة أو تحتوي على الميكروبات ومنها:
المنتجات الحيوانيّة النيّئة أو غير المطبوخة جيّداً: فهذا النوع من المنتجات قد يحتوي على الميكروبات المختلفة، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، ويسبب الإصابة بالالتهابات، لذلك يجب أن تحرص الحامل على طبخ اللحوم وما شابه من المنتجات الحيوانيّة قبل الشروع بتناولها.
تجنّب تناول البيض النيئ، فهو قد يحتوي على بكتيريا السلمونيلا، والتي تؤدي إلى حالات الإسهال والقيء وارتفاع الحرارة، بينما يمكن تناول البيض بعد طبخه جيّداً، فحرارة الطبخ تضمن القضاء على أي نوع من الجراثيم والبكتيريا.
تجنّب تناول لحوم المرتديلا والنّقانق ومنتجات الألبان غير المبسترة، فهذه الأطعمة قد تحتوى على البكتيريا المسببة لداء الليستريات (بالإنجليزية: Listeriosis)، والذي قد يؤدي للإجهاض أو استمرار الحمل وعدم حدوث الولادة، ومشاكل صحية أخرى.
بعض أنواع الأسماك والمأكولات البحرية، فالأسماك الكبيرة والّتي تعيش لمدة طويلة تحتوي في الغالب على نسبة أعلى من الزئبق مقارنةً بالأسماك الأخرى، والزئبق قد يؤثر سلباً على النمو الطبيعي لدماغ الجنين وجهازه العصبي، كما قد تحتوي الأسماك التي يتم صيدها من الجداول والأنهار والبرك على عناصر ضارّة بالجهاز العصبي للجنين نتيجة لتأثرها بالتلوث المائي الشائع في العديد من المناطق.
براعم الخضروات النيّئة، فالبكتيريا قد تقيم داخل بذور البراعم ويستحيل خروجها مع الغسل، لذلك تنصح الحامل بتجنّب تناولها طازجة، وإنما يمكن تناولها بعد أن يتم طبخها جيّداً.
عدم الإكثار من الأغذية الغنيّة بفيتامين أ، فتناول 10000 وحدة أو أكثر من فيتامين أ قد يؤدّي إلى حدوث تشوهات خلقية لدى الجنين، ويعتبر الكبد من أهم مصادر فيتامين أ، لذلك يفضل تجنّبه وعدم الإكثار من تناوله، وخصوصاً في الأشهر الأولى من الحمل، كما يجب الانتباه لعدم تناول أيّة مكمّلات غذائيّة تحتوي على كميّات عالية من فيتامين أ أو حتى زيت الكبد فهو غني أيضاً بفيتامين أ.
مشروبات يجب تجنّبها أثناء الحمل
بعض المشروبات تعتبر ضارّة على الأم والجنين في فترة الحمل، وينصح بتجنبها أو التقليل منها، ومن هذه المشروبات:
الكحول والمشروبات الروحية بكافة أنواعها، فالكحول يقلّل من وصول الأكسجين والغذاء لخلايا الجنين ويعيق نموّه وتطوره، وحسب مراكز مكافحة الأمراض واتقائها لا توجد كميّة آمنة من الكحول يمكن شربها أثناء فترة الحمل.
العصائر والحليب غير المبستر والّتي يتم بيعها على جوانب الطرقات أو من المزارع، فهذه المشروبات قد تحتوي على الميكروبات والجراثيم فتعرّض صحة الأم والجنين للخطر.
المياه الملوّثة بالرصاص، وخصوصاً في المنازل القديمة، الّتي تحتوي على أنابيب مياه مصنوعة من الرصاص، حيث يمكن أن يتسرب الرصاص من الأنابيب إلى مياه الشرب، فيؤدّي إلى العديد من المضاعفات، كولادة طفل بوزن قليل، أو الولادة المبكرة، أو تأخر في نمو الجنين.
المشروبات المحتوية على الكافيين، كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، فهي تزيد من احتماليّة حدوث إجهاض، أو استمراريّة الحمل وعدم حدوث الولادة، أو تقليل وزن الجنين، ولذلك ينصح بتقليل استهلاك الكافيين إلى أقل من 200 ملغم في اليوم.
أعشاب يجب تجنبها أثناء الحمل
على الرغم من اعتبار المنتجات العشبية والأعشاب من المنتجات الآمنة على صحة الإنسان ويمكن تناولها دون ضرر، إلّا أنّ تناول المنتجات العشبية قد يكون ضارّاً أثناء الحمل، وفي كثير من الأحيان لا يوجد ما يؤكد سلامتها على الأم والجنين في فترة الحمل، فمؤسسات الغذاء والدواء لا تطلب عمل دراسات تؤكد مدى أمان المنتجات العشبية أثناء الحمل، ولذا الأفضل تجنّب تناول هذه المنتجات أثناء الحمل، وإن كان لا بد يفضل استشارة الطبيب المتابع للحالة في هذا الأمر.
أمّا فيما يخص شرب المشروبات العشبية، فيمكن للحامل أن تشرب منها باعتبارها بديلاً للمشروبات المحتوية على الكافيين، ولكن الاعتدال في شربها وعدم الإكثار منها يعتبر من الأمور المستحبة.
من الأعشاب الّتي يفضل تجنّبها أثناء الحمل تلك التي تحتوي على المنبهات، أو المكمّلات الغذائية الّتي تحتوي على الكافيين، وخاصّة تلك التي تستخدم لتعزيز فقدان الوزن.
السعرات الحراريّة المستهلكة أثناء الحمل
في فترة الحمل تعتقد بعض النساء أنّ عليها تناول ضعف كميّة الطعام المعتادة، كونها مسؤولة عن تغذية شخصين في هذه الفترة، ولكن ذلك غير صحيح، فتناول كميّات كبيرة من الطعام والسعرات الحرارية سيؤدي إلى السمنة وزيادة الوزن، ويؤثّر على صحة الأم، ويعرّض الطفل لخطر السمنة فيما بعد.
الأنسب أن تزيد الأم من السعرات الحرارية المستهلكة في الأوضاع الطبيعية قبل الحمل بمقدار 340 سعر حراري خلال الثلث الثاني من الحمل، وبمقدار 450 خلال الثلث الثالث من الحمل، ولكن إذا كانت الأم تعاني من زيادة الوزن أو السمنة عند الحمل يمكنها استهلاك كميّات أقل من السعرات الحرارية، وبنفس الوقت عليها أن تتذكر أنّ فترة الحمل ليست الفترة المناسبة لفقدان الوزن أو عمل رجيم.