سليمان جوني
سليمان جوني
إشاعات
وَقِيلَ إنَّهم جلَسوا يَنظرون الى النَّهر الّذي في صُوَرِهم.
وَقِيلَ ايضاً إنَّهم نَدِمُوا وأخذُوا يشربون ما تبقى حتى اذا جاءتْ الظهيرة رَمَوْا مفاتيحهم من ايديهم خلف أَسْوار المستشفيات.
وَقِيلَ إنَّهم ذهبوا الى زوجاتهم والكلمات تسقطُ من افواهِهم مثل حبات الرز.
وَقِيلَ إنَّهم تمددوا على الاسرّة يخيطون اطفالاً وراء الباب.
وَقِيلَ أيضاً إنّ ايديهم ظَلْت تلوح الى الذين غرقوا قبلَهمْ في النّهر،
تلوح مثل بندول،
تلوح الى ما لا نهاية.
بشق الانفس
فكرة لا نهائية موت الانسان
دمه مربوط الى اعلى البئر وتحته صور فوتوغرافية تنز دما على مدار اليوم .
احلام تتكاسل في النهوض مبكرا.
بينما العمال يحاولون ربط حياة بأخرى،
وكلما طرقوا مساميرهم بانت على اجسادنا كصورة وجه يتنفس في الماء،
وها نحن بعد سنوات،
نندم على مركب يتركنا نغرق كجثة قبطان.
متيبسة خطواتنا باتجاه الموسيقى،
نندفع كسفينة بخارية،
ظهورنا محدودبة ولا تقوى على رفع الخير من الوحل.
نطل من نافذة لا تطل على حديقة او بحر
بل تطل على نافذة اخرى
والنافذة الاخرى تطل على اخرى وهكذا.
وبشق الانفس نلوح الى العزلة
بأيد لا مرئية.
حياة بلا قبر
كنا نلتصق الوحد بالآخر طوال الوقت، نرتدي نفس القميص ننزع نفس البنطال، أنا أفكر بالكلمة وأنت تسبقني وتقولها، ثم جاء اليوم الذي كان علينا فيه أن نحفر قبراً لأحدنا، وهكذا شمرنا عن سواعدنا ورحنا نحفر وكأننا لم نحفر من قبل، نحفر بقوة، نحفر وكأننا نريد أن نصل الى الجهة الأخرى من العالم.. تعبنا.. تمددنا على العشب ورحنا نضحك من جوننا، بعد برهة رحنا نحدق بالقبر، كان ضيقاً ولا يسع غير جملة قصيرة وحزينة
قلت لك : أنه لي..
وقلت لي : أنه لي..
وعندما جاءت لحظة الحقيقة، دفعتني بحجة المزاح، فمت أنا، وبقيت أنت على قيد الحياة.
أعرف أنها فكرة سخيفة أن أتذكرك الآن وأنت نادم على موتي ومثل شيعي في يوم عاشوراء تنتحب على الحياة التي عشتها أنت بلا قبر، ولكن تذكر أن حياتنا لم تكن أكثر من مزحة.
شاعر عراقي مقيم في الدنمارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق