Moulai Amine # # # #

تابعنا على :

f tw +G yt vk

Moulai Amine




موجة
My E-mail : 3rb20.com@gmail.com
My Phone No. : +201000198312
My Website : https://www.orex.club
يتم الان تصفح قسم (نزار قباني)
آثار حروق صغيرة في فخذي وفي ساقي .. لماذا تسألين يا شقية إنه سري ! .. أحكيه إذن ما دمت تلحين .. : طفولتي المنطلقة .. أرى الأشياء كما أريد وأ...

Mohamed Sadek

    • أدب

    • فبراير 23, 2019




  • آثار حروق صغيرة في فخذي وفي ساقي .. لماذا تسألين يا شقية إنه سري ! .. أحكيه إذن ما دمت تلحين .. :
    طفولتي المنطلقة .. أرى الأشياء كما أريد وأحلم. متمرد .. أكون في البيت ما أريد ولا أريد ما أكون ! مخرب .. أي لعبة مهما كانت جديدة وثمينة ألهو بها دقائق لهو القطة بفأرها، ثم أفترسها .. ويسيل مني لعابي وأنا أبحث عن حطامها عن المجهول الخبيء ! حتى أمي ضاق حنانها بشغبي وتخريبي .. كثيراً ما تركتني قعيد البيت وخرجت وحدها في زيارة عائلية، لتؤمن أصحاب البيت من شري !

    يوم من أيام شتاء دمشق المثلج .. تعطشت لدمية أسحقها فلم أجد .. كل لعبي ركام مبعثر في علبها الجديدة .. أجزاء مكشوفة .. مفتوحة . ذليلة . ولا تغري فضولي ! أمام مرآة أملأ عيني من قفطاني الصوفي الجديد وألوانه الزاهية .. الأحمر يتموج في حضن الأخضر، ينجذبان فيتعانقان ثم يفترقان، الأصفر يطارد الرمادي ككلب جائع يطارد أنثاه في الطريق من رصيف لرصيف ! هذه الألوان المتكلمة ماذا لو أشعلت فيها النار ؟ هل يتلون لهبها بلونها ؟ هل تدفئني ؟! .. سال لعابي ! .. مددت يدي بعود الثقاب المشتعل إلى ذيل القفطان .. صوف حر ذاب تحت لسان اللهب واضطرم .. لكني أتألم .. ألف دبور تلسعني في فخذي وفي ساقي .. أحترق ! صرخت مفجوعاً .. جاءت أختي على صراخي .. حملتني مندفعة وألقتني في بركة النافورة بصحن البيت !! .. إنه سري .. فضولي .. الطفل الذي أعيش للآن به وعليه .. وأكتب من صيده شعري !



    حي العمارة أقدم أحياء دمشق، في سرته تنتصب مآذن الجامع الأموي، ولدت بالحي في 21 مارس سنة 23، أخي الأكبر "معتز" تاجر بدمشق وصاحب مكتب استيراد وتصدير، وأنا الثاني، لي غيره 3 أخوة، وأخت متزوجة. أبي صاحب مصنع حلويات في سوق البزورية. 

    دخلت الكلية العلمية الوطنية. أمضيت بها من مرحلة الحضانة حتى شهادة البكالوريا الأولى، أخذتها سنة 41. انتقلت لمدرسة التجهيز وأخذت البكالوريا الثانية قسم فلسفة سنة 42. وسنة 45 أخذت ليسانس حقوق فقد كانت الدراسة بالكلية أيامها 3 سنوات فقط.

    لست عبقرياً .. تلميذ عادي جداً في المرحلة الابتدائية. أحب الرسم والخط الجميل .. أخذت الابتدائية سنة 33. في الثانوي امتلكتني أكثر هوايتي للرسم والخط. درست أصول الخط على يد "المعلم بدوي" أكبر خطاطي دمشق. كنت أرسم بالرصاص. فأخذت أستعمل ألوان الجواش والزيت. "أتيلييه" صغير عملته في غرفة بالبيت. بقعت بألوان الزيت البلاط والحيطان. تضايق أمي فنقلت الأتيلييه إلى القبو تحت البيت. 



    لكنني أحببت أمي بتعلق وعبادة كنت ابنها المفضل .. المصروف لي أكثر من غيري ! والصنيبر واللحم تخفيه عن أخوتي تحت الأرز، لأستمتع بنصيب وافر منه وحدي !

    مرحلة مراهقة "صعبة" المرأة سراب أبعد من أن ينال ! أغراني أصدقائي كثيراً بالجسد المباع، لكني رفضت هذا الحل لمشكلتي الجنسية لتفاهته ! عمري 16 سنة حين كتبت أول محاولة شعرية. كنت في رحلة مع تلامذة الكلية العلمية إلى إيطاليا. أول غربة لي .. اجتاحني الحنين لأهلي وبلدي والباخرة لم تخرج بعد من المياه السورية ! كتبت قصيدة من شعر الحنين. أذعتها من راديو روما العربي عندما زرناه . غمغمة صبي ! أحاول أن أتذكرها لك .. 

    فور تخرجي في الحقوق اشتغلت ملحقاً بوزارة الخارجية، 21 سنة وأنا مكتوم الروح مقيد الوجدان في السلك الدبلوماسي .. أتنقل بين القاهرة وأنقرة ولندن وبكين وبيروت ومدريد .. أسوأ أيامي ! كنت أذهب إلى حفلات الاستقبال كارهاً كطفل يذهب إلى المدرسة لأول مرة ! أتبادل الكلام الفارغ المنمق مع غيري من الحاضرين .. كلام مصنوع وبلا عاطفة !

    تمزقت طفولتي وشاعريتي وصدئت نفسي .. ومنذ 10 سنوات وأنا أفكر أن أستقيل من الدبلوماسية وأؤسس داراً للنشر، لكنني لم أستطع تنفيذ قراري إلا في أغسطس الماضي ! تركت الوظيفة بعد أن وصلت لمنصب مستشار .. مرتبي ؟ أي رقم مهما كان فلكياً .. المهم اني ضحيت به من شأن فني ! 



    آه من عذابي ساعة مخاض شعري ! زلزال يزلزلني بلا موعد .. ينشق وجداني ويتفجر نبعي. ربما دهمني بالطريق. على مائدة طعام . أو وقفاي تحت مشط الحلاق ومقصه ! لا .. لا أدونه حالأً .. ذاكرتي مفكرتي إلى أن أصل البيت فأسجله على مهلي ! لست شاعراً مطيلاً .. قصائدي دائماً مكثفة قصيرة .. والعصر ليس عصر ملاحم ومعلقات .. حد فاضي !

    نجاة غنت شعري، وتغنت به فيروز، غنت لي "وشاية" و"لا تسألوني ما اسمه حبيبي" .. من 4 أو 5 سنين. لم تشتهر الأغنيتان شهرة أغنياتي على لسان نجاة، ربما لأن صوت القاهرة أكبر وأقوى من صوت بيروت ! لا تسألوني مقارنة بين صوت نجاة وصوت فيروز، فالأصوات مثل الزهور لكل زهرة عطر ولون. وصوت نجاة "ياسمينة" رقيقة طاهرة وعذبة .. بينما صوت فيروز زهرة توليب جميلة أنيقة وفاتنة. 

    **************************

    - قلت للشاعر الذي خدمته ظروفه في الزمان والمكان فعرف من النساء أكثر مما عرفت أنا ! .. لا تكلمني من المرأة التي بين يديك .. كلمني عن المرأة التي طارت منهما .. عن غزواتك الفاشلة .. 
    - لست فالنتينو الذي يسبي النساء دائماً .. فكما نجحت كثيراً في علاقاتي النسائية، فشلت كثيراً !

    - الحب يولد .. لكن كيف يموت ؟ 
    - عوامل كثيرة تقتله : عدم التكافؤ الذهني، العجز عن التأقلم والتنازل المتبادل من الطرفين عن شيء من غرورهما وامتيازاتهما الشخصية والنفسية.

    - والعجز الجنسي عند الرجل، والبرود عند المرأة ؟
    عامل مهم، إنه سيد العوامل التي تصرع الحب !

    - أخاف أن يكون ضعف هذا العامل عندك هو سر مللك وتمردك على المرأة ؟
    - لا اطئمن، ما زلت أمتلك فحولتي .. إنه مجرد ملل نفسي من الاستمرار، وأنا بطبعي أمل كل ثابت دائم !



    - المرأة النموذج التي تأسرك، ما هي مواصفاتها الجسدية والنفسية ؟ 
    - لا يهمني أن تكون سمراء أو شقراء، طويلة أو قصيرة. المهم أن تعاملني بأمومة كأني طفلها !

    - هل عصفت بالمرأة مرة .. ما هو أقسى أشعارك عليها وأكثرها ضراوة ؟
    - اسمعني : 
    أتهددين بحبك الثاني.. وزندٍ غير زندي؟
     إني لأعرف، يا رخيصة، أنني ما عدت وحدي.. 
    هذا الذي يسعى إليك الآن... لا أرضاه عبدي
    فليمضغ النهد الذي خلفته أنقاض نهد
    يكفيه ذلاً ... أنه قد جاء ماء البئر.. بعدي

    - لحظة خيانة يبدو أنك عشتها فعلاً ؟
    - فعلاً وأرجو ألا تسألني تفصيلا

    - بعد كل تجاربك المتنوعة مع المرأة .. تعتقد هل عرفت من أسرار المرأة شيئاً ؟ 
    - بشرفي أبداً !ّ!


    مجلة "الكواكب" العدد 803 - 20 ديسمبر 1966

    !!متى يعلنون وفاة العرب ؟ أحاول منذ الطفولة رسم بلاد تسمى - مجازاً - بلاد العرب تسامحني إن كسرت زجاج القمر وتشكرني إن كتبت قصيدة حب وتسمح لي...

    Mohamed Sadek

  • !!متى يعلنون وفاة العرب ؟

    أحاول منذ الطفولة رسم بلاد
    تسمى - مجازاً - بلاد العرب
    تسامحني إن كسرت زجاج القمر
    وتشكرني إن كتبت قصيدة حب
    وتسمح لي أن أمارس فعل الهوى
    ككل العصافير فوق الشجر
    أحاول رسم بلاد
    تعلمني أن أكون على مستوى العشق دوماً
    فأفرش تحتك صيفاً عباءة حبي
    وأعصر ثوبك عند هطول المطر
    أحاول رسم بلاد
    لها برلمان من الياسمين
    وشعب رقيق من الياسمين
    تنام حمائمها فوق رأسي
    وتبكي مآذنها في عيوني
    أحاول رسم بلاد تكون صديقة شعري
    ولا تتدخل بيني وبين ظنوني
    ولا يتجول فيها العساكر فوق جبيني
    أحاول رسم بلاد
    تكافئني إن كتبت قصيدة شعر
    وتصفح عني إذا فاض نهر جنوني
    أحاول رسم مدينة حب
    تكون محررة من جميع العقد
    فلا يذبحون الأنوثة فيها
    ولا يقمعون الجسد
    رحلت جنوباً .. رحلت شمالاً
    ولا فائدة
    فقهوة كل المقاهي ، لها نكهة واحدة
    وكل النساء لهن - إذا ما تعرين - رائحة واحدة
    وكل رجال القبيلة لا يمضغون الطعام
    ويلتهمون النساء بثانية واحدة
    أحاول منذ البدايات
    أن لا أكون شبيهاً بأي أحد
    رفضت الكلام المعلب دوماً
    رفضت عبادة أي وثن
    أحاول إحراق كل النصوص التي أرتديها
    فبعض القصائد قبر
    وبعض اللغات كفن وواعدت آخر أنثى
    ولكنني جئت بعد مرور الزمن
    أحاول أن أتبرأ من مفرداتي
    ومن لعنة المبتدأ والخبر
    وانفض عني غباري
    وأغسل وجهي بماء المطر
    أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل
    وداعاً قريش
    وداعاً كليب
    وداعاً مضر
    أحاول رسم بلاد
    تسمى - مجازاً - بلاد العرب
    سريري بها ثابت
    لكي أعرف الفرق بين بلاد وبين السفن
    ولكنهم .. أخذوا علبة الرسم مني
    ولم يسمحوا لي بتصوير وجد الوطن
    أحاول منذ الطفولة
    فتح فضاء من الياسمين
    وأسست أول فندق حب
    بتاريخ كل العرب
    ليستقبل العاشقين
    وألغيت كل الحروب الحروب القديمة
    بين الرجال .. وبين النساء
    وبين الحمام .. ومن يذبحون الحمام
    وبين الرخام .. ومن يجرحون بياض
    الرخام
    ولكنهم .. أغلقوا فندقي
    وقالوا بأن الهوى لا يليق بماضي العرب
    وطهر العرب
    وإرث العرب
    !! فيا للعجب
    أحاول أن أتصور ما هو شكل الوطن

    أحاول أن أستعيد مكاني في بطن أمي

    وأسبح ضد مياه الزمن
    وأسرق تيناً ، ولوزاً ، وخوخاً
    وأركض مثل العصافير خلف السفن
    أحاول أن أتخيل جنة عدن
    وكيف سأقضي الإجازة بين نهور العقيق
    وبين نهور اللبن
    حين أفقت .. اكتشفت هشاشة حلمي
    فلا قمر في مياه الفرات
    ولا قهوة في عدن
    أحاول بالشعر أن أمسك المستحيل
    وأزرع نخلاً
    ولكنهم في بلادي ، يقصون شعر النخيل
    أحاول أن أجعل الخيل أعلى صهيلاً
    !! ولكن أهل المدينة يحتقرون الصهيل
    أحاول - سيدتي - أن أحبك
    خارج كل الطقوس
    وخارج كل النصوص
    وخارج كل الشرائع والأنظمة
    أحاول - سيدتي - أن أحبك
    في أي منفى ذهبت إليه
    لأشعر - حين أضمك يوماً لصدري
    بأني أضم تراب الوطن
    أحاول - منذ كنت طفلاً - قراءة أي كتاب
    تحدث عن أنبياء العرب
    وعن حكماء العرب .. وعن شعراء العرب
    فلم أر غلا قصائد تلحس رجل الخليفة
    من أجل حفنة رز .. وخمسين درهم
    !! فيا للعجب
    ولم أر إلا قبائل ليست تفرق ما بين لحم النساء
    وبين الرطب
    !! فيا للعجب
    ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخلية
    لأي رئيس من الغيب يأتي
    وأي عقيد على جثة الشعب يمشي
    وأي مراب يكدس في راحتيه الذهب
    !! فيا للعجب
    أنا منذ خمسين عاماً
    أراقب حال العرب
    وهم يرعدون ، ولا يمطرون
    وهم يدخلون الحروب ، ولا يخرجون
    وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً
    ولا يهضمون
    أنا منذ خمسين عاماً
    أحاول رسم بلاد
    تسمى - مجازاً - بلاد العرب
    رسمت بلون الشرايين حيناً
    وحيناً رسمت بلون الغضب
    وحين انتهى الرسم ، ساءلت نفسي
    إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب
    ففي أي مقبرة يدفنون ؟
    ومن سوف يبكي عليهم ؟
    وليس لديهم بنات
    وليس لديهم بنون
    وليس هناك حزن
    !! وليس هناك من يحزنون
    أحاول منذ بدأت كتابة شعري
    قياس المسافة بيني وبين جدودي العرب
    رأيت جيوشاً .. ولا من جيوش
    رأيت فتوحاً .. ولا من فتوح
    وتابعت كل الحروب على شاشة التلفزة
    فقتلى على شاشة التلفزة
    وجرحى على شاشة التلفزة
    ونصر من الله يأتي إلينا .. على شاشة التلفزة
    أيا وطني جعلوك مسلسل رعب
    نتابع أحداثه في المساء
    فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء
    أنا بعد خمسين عاماً
    أحاول تسجيل ما قد رأيت
    رأيت شعوباً تظن
    بأن رجال المباحث أمر من الله
    مثل الصداع .. ومثل الزكام
    رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم
    !! ولكنني .. ما رأيت العرب


    نزار قباني

    !!متى يعلنون وفاة العرب ؟ أحاول منذ الطفولة رسم بلاد تسمى - مجازاً - بلاد العرب تسامحني إن كسرت زجاج القمر وتشكرني إن كتبت قصيدة حب وتسمح لي...

    Mohamed Sadek

  • !!متى يعلنون وفاة العرب ؟

    أحاول منذ الطفولة رسم بلاد
    تسمى - مجازاً - بلاد العرب
    تسامحني إن كسرت زجاج القمر
    وتشكرني إن كتبت قصيدة حب
    وتسمح لي أن أمارس فعل الهوى
    ككل العصافير فوق الشجر
    أحاول رسم بلاد
    تعلمني أن أكون على مستوى العشق دوماً
    فأفرش تحتك صيفاً عباءة حبي
    وأعصر ثوبك عند هطول المطر
    أحاول رسم بلاد
    لها برلمان من الياسمين
    وشعب رقيق من الياسمين
    تنام حمائمها فوق رأسي
    وتبكي مآذنها في عيوني
    أحاول رسم بلاد تكون صديقة شعري
    ولا تتدخل بيني وبين ظنوني
    ولا يتجول فيها العساكر فوق جبيني
    أحاول رسم بلاد
    تكافئني إن كتبت قصيدة شعر
    وتصفح عني إذا فاض نهر جنوني
    أحاول رسم مدينة حب
    تكون محررة من جميع العقد
    فلا يذبحون الأنوثة فيها
    ولا يقمعون الجسد
    رحلت جنوباً .. رحلت شمالاً
    ولا فائدة
    فقهوة كل المقاهي ، لها نكهة واحدة
    وكل النساء لهن - إذا ما تعرين - رائحة واحدة
    وكل رجال القبيلة لا يمضغون الطعام
    ويلتهمون النساء بثانية واحدة
    أحاول منذ البدايات
    أن لا أكون شبيهاً بأي أحد
    رفضت الكلام المعلب دوماً
    رفضت عبادة أي وثن
    أحاول إحراق كل النصوص التي أرتديها
    فبعض القصائد قبر
    وبعض اللغات كفن وواعدت آخر أنثى
    ولكنني جئت بعد مرور الزمن
    أحاول أن أتبرأ من مفرداتي
    ومن لعنة المبتدأ والخبر
    وانفض عني غباري
    وأغسل وجهي بماء المطر
    أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل
    وداعاً قريش
    وداعاً كليب
    وداعاً مضر
    أحاول رسم بلاد
    تسمى - مجازاً - بلاد العرب
    سريري بها ثابت
    لكي أعرف الفرق بين بلاد وبين السفن
    ولكنهم .. أخذوا علبة الرسم مني
    ولم يسمحوا لي بتصوير وجد الوطن
    أحاول منذ الطفولة
    فتح فضاء من الياسمين
    وأسست أول فندق حب
    بتاريخ كل العرب
    ليستقبل العاشقين
    وألغيت كل الحروب الحروب القديمة
    بين الرجال .. وبين النساء
    وبين الحمام .. ومن يذبحون الحمام
    وبين الرخام .. ومن يجرحون بياض
    الرخام
    ولكنهم .. أغلقوا فندقي
    وقالوا بأن الهوى لا يليق بماضي العرب
    وطهر العرب
    وإرث العرب
    !! فيا للعجب
    أحاول أن أتصور ما هو شكل الوطن

    أحاول أن أستعيد مكاني في بطن أمي

    وأسبح ضد مياه الزمن
    وأسرق تيناً ، ولوزاً ، وخوخاً
    وأركض مثل العصافير خلف السفن
    أحاول أن أتخيل جنة عدن
    وكيف سأقضي الإجازة بين نهور العقيق
    وبين نهور اللبن
    حين أفقت .. اكتشفت هشاشة حلمي
    فلا قمر في مياه الفرات
    ولا قهوة في عدن
    أحاول بالشعر أن أمسك المستحيل
    وأزرع نخلاً
    ولكنهم في بلادي ، يقصون شعر النخيل
    أحاول أن أجعل الخيل أعلى صهيلاً
    !! ولكن أهل المدينة يحتقرون الصهيل
    أحاول - سيدتي - أن أحبك
    خارج كل الطقوس
    وخارج كل النصوص
    وخارج كل الشرائع والأنظمة
    أحاول - سيدتي - أن أحبك
    في أي منفى ذهبت إليه
    لأشعر - حين أضمك يوماً لصدري
    بأني أضم تراب الوطن
    أحاول - منذ كنت طفلاً - قراءة أي كتاب
    تحدث عن أنبياء العرب
    وعن حكماء العرب .. وعن شعراء العرب
    فلم أر غلا قصائد تلحس رجل الخليفة
    من أجل حفنة رز .. وخمسين درهم
    !! فيا للعجب
    ولم أر إلا قبائل ليست تفرق ما بين لحم النساء
    وبين الرطب
    !! فيا للعجب
    ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخلية
    لأي رئيس من الغيب يأتي
    وأي عقيد على جثة الشعب يمشي
    وأي مراب يكدس في راحتيه الذهب
    !! فيا للعجب
    أنا منذ خمسين عاماً
    أراقب حال العرب
    وهم يرعدون ، ولا يمطرون
    وهم يدخلون الحروب ، ولا يخرجون
    وهم يعلكون جلود البلاغة علكاً
    ولا يهضمون
    أنا منذ خمسين عاماً
    أحاول رسم بلاد
    تسمى - مجازاً - بلاد العرب
    رسمت بلون الشرايين حيناً
    وحيناً رسمت بلون الغضب
    وحين انتهى الرسم ، ساءلت نفسي
    إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب
    ففي أي مقبرة يدفنون ؟
    ومن سوف يبكي عليهم ؟
    وليس لديهم بنات
    وليس لديهم بنون
    وليس هناك حزن
    !! وليس هناك من يحزنون
    أحاول منذ بدأت كتابة شعري
    قياس المسافة بيني وبين جدودي العرب
    رأيت جيوشاً .. ولا من جيوش
    رأيت فتوحاً .. ولا من فتوح
    وتابعت كل الحروب على شاشة التلفزة
    فقتلى على شاشة التلفزة
    وجرحى على شاشة التلفزة
    ونصر من الله يأتي إلينا .. على شاشة التلفزة
    أيا وطني جعلوك مسلسل رعب
    نتابع أحداثه في المساء
    فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء
    أنا بعد خمسين عاماً
    أحاول تسجيل ما قد رأيت
    رأيت شعوباً تظن
    بأن رجال المباحث أمر من الله
    مثل الصداع .. ومثل الزكام
    رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم
    !! ولكنني .. ما رأيت العرب


    نزار قباني

    كتاب الشعر | نزار قبانى | بطاقة شعر

    Mohamed Sadek

  • كتاب الشعر | نزار قبانى | بطاقة شعر

    Mohamed Sadek


  • هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟  فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ كانتْ مزيجاً رائِعاً بين القَطِيفَةِ والرخام كان البنفسجُ بين عَيْنَيْهَا...

    Mohamed Sadek


  • هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟ 
    فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
    كانتْ مزيجاً رائِعاً
    بين القَطِيفَةِ والرخام
    كان البنفسجُ بين عَيْنَيْهَا
    ينامُ ولا ينامْ

    نزار قبانى

    Mohamed Sadek



  • المتابعون

    مواضيع مميزة

    • الإشعارات
    • من نحن

    • اتصل بنا

    • ×

    ادخل الاسم (إختيارى)

    ادخل البريد الإلكترونى (مطلوب)

    ادخل الرسالة (مطلوب)