Moulai Amine # # # #

تابعنا على :

f tw +G yt vk

Moulai Amine




موجة
My E-mail : 3rb20.com@gmail.com
My Phone No. : +201000198312
My Website : https://www.orex.club
يتم الان تصفح قسم (نجيب سرور)
كلمات في الحب نجيب سرور آمنت بالحب .. من فيه يبارينى والحب كالأرض أهواها فتنفينى إنى أصلى ومحراب الهوى وطنى فليلحد الغير ماغير الهوى دينى ما...

Mohamed Sadek

  • كلمات في الحب


    آمنت بالحب .. من فيه يبارينى
    والحب كالأرض أهواها فتنفينى
    إنى أصلى ومحراب الهوى وطنى
    فليلحد الغير ماغير الهوى دينى
    ماللهوى من مدى
    فاصدح غراب البين
    هذى غمود المدى ..
    أين المداوى أين ؟!
    الوجد يلفحنى لكنه قدرى
    يانار لا تخمدى باللفح زيدينى
    أنا الظما إن شكا العشاق من ظمأ
    شكوت وجدى إلى وجدى فيروينى
    جاء الطبيب وقال :
    «أنا العليل .. أنا»
    يافرحة العذال
    فمن أكون أنا؟
    تخذت من وحدتى إلفا أحاوره
    من لوعة القلب ترياقا يداوينى
    رافقت حتى الفراق لأنه قدرى
    فيا رفاقى رأيت البعد يدنينى !
    بعدت كى اقترب
    وقربت كى ابتعد
    ياويحه المغترب
    ما للهوى من بلد !
    ياقلب بالله لا تسكت فإن مدى
    من القرون غراماً ليس يكفينى
    صفق وزغرد وقل هاتوا سهامكم
    يا ليت كل سهام العشق ترمينى
    ما نفع نبضك إن لم يستحل دمى
    إن لم ترق يا دمى ماذا سيرقينى
    مضى الشباب هباء
    يا ليت كنا عشقنا
    ها نحن أسرى الشقاء
    فى العشق هلا أفقنا !!
    هجرتكم وشبابى فى الدماء لظى
    وجئتكم وحريق الشيب يطوينى
    سلوا الليالى هل ضنت بنائبة
    سلوا النوائب .. يادور الطواحين !
    آمنت بالحب من فيه يبارينى
    والحب كالأرض أهواها فتنفينى

    أغنية للدقات نجيب سرور قالت وهى تغنى للدقات : الدقة الأولى " الساعة يولد انسان " الثانية " ويموت الساعة ان...

    Mohamed Sadek

  • أغنية للدقات


    قالت وهى تغنى للدقات :
    الدقة الأولى
    " الساعة يولد انسان "
    الثانية
    " ويموت الساعة انسان "
    الثالثة
    " والعالم ليس بملآن "
    الرابعة
    " بل ليس القبر بملآن "
    الخامسة
    " مازال سؤالك يا هملت "
    السادسة
    " أضحوكة ذاك الحفار "
    السابعة
    " أوغلنا .. جبنا الأفلاك "
    الثامنة
    " خضناها مثلك يا رع "
    التاسعة
    " وصنعنا للرحلة قارب "
    العاشرة
    " لنجب شراعك يا رع "
    الحادية عشر
    " أيظل الإنسان يموت "
    الثانية عشر
    " حتى فى عصر الأقمار " ؟ !!

    ( 33 ) أمير الشعراء ... " ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان .. وصرخت يا ( دانتى) أغثنى ! .. جاءنى شيخ وضىء كالمسيح ، اكليل قديسين يشرق فوق ...

    Mohamed Sadek

  • ( 33 )

    أمير الشعراء

    ...

    " ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..

    وصرخت يا ( دانتى) أغثنى ! .. جاءنى شيخ وضىء كالمسيح ،

    اكليل قديسين يشرق فوق جبهته العريضة

    - يا أيها الشيخ الجليل ..

    الغابه السوداء تعرفها اذا عز الدليل ،

    التيه .. لانجم هنالك أو فتيل

    والهول .. وحش بعد وحش بعد وحش

    باللّه كن أنت الدليل !

    - الحب .. ليس سواه في الغابات درب .

    - يا شيخ قل شيئاً يرد الروح .. حب .. أى حب ؟ !

    الحب في الأسواق قنطار بقرش !

    - في أي قرن أنت ؟

    - في قرن له قرنان ..

    - في العشرين ؟

    كان اللّه في عون الجميع !

    أرجو لك التوفيق .. دعنى أنصرف ..

    - باللّه قف ..

    - لافائده ..

    ما عملتى ( الكلحاء ) في السوق الجديد ؟

    هل قلت " قنطار بقرش " ؟

    - قبل الفصال ..

    - اذن وداعا يا بُنَى

    - خذنى معك

    - لا أستطيع

    - رحماك خذنى لو تشاء من الجحيم

    إلى الجحيم ،

    فلقد مللت الضرب في هذا السديم !

    ما كذب الشيخ الخبر

    فتبعته ، لكننى قبل الجحيم ،

    قابلت أشباحا تهوم في الفراغ بلا هدف .

    - لكأنها يا شيخ ذوات الغبار ،

    عمياء .. تسبح فى ضياء الشمس .. حيرى ..

    لاتسير ولا تقف .

    فأشار شيخي باحتقار :

    - أللامكان

    لا بالجحيم ولا النعيم .

    هذا مقر التافهين الجوف والمتنطعين ،

    عاشوا وماتوا في الهوامش قابعين .

    - لامنتمين !

    - مثل القواقع والقنافذ والسلاحف ،

    ( من كان يطرب للقوافى فليضف لفظ الزعانف ) !

    كانت فلورنسا كما المركب نهبا للعواصف ،

    كانت كما أم تفتش عن بنيها ..

    مجنونة .. في ليل زلزال رهيب.

    كانت كما طير يعود مع المغيب ،

    فيرى الأفاعى تسكن العش الحبيب ،

    آها .. فلورنسا التعيسة !

    كانوا عليها يزحفون .

    ( السود ) كانوا يزحفون كما خنافس ،

    - كانوا كما الجاموس يقتحم الكنيسة ،

    والتافهون الجوف من أبراجهم يتفرجون ،

    هيا بنا هيا .. فما للفارغين سوى الفراغ :

    - مهلا .. فثمة لى سؤال .

    ماذا على الشعراء لو لزموا الحياد ..

    في زحمة الألوان .. ظلوا كالرماد ،

    كالماء .. لا لون لهم ،

    وليذهب الشيطان بالألوان طرا .

    فالشعر شىء والسياسة ..

    شىء سواه .

    كالماء والقطران من حيث الكثافة !

    - يا للسخافة !

    من قال هذا ؟

    - هم يقولون الكثير

    - فليذكروا من عصر " هوميروس " حتى عصركم هذا الحقير ،

    إسما لعملاق من الشعراء كان بغير لون !

    - ملأوا من الأسماء آلاف الفهارس .

    - هذي خنافس ..

    في الليل تزحف بالألوف .

    لتعود في ضوء النهار إلى الجحور !

    - ما الشعر ؟ .. هلا قلت يا دانتى لهم ،

    فحسمت بيني في الخلاف وبينهم .

    البعض قال بأنه فن التلاعب بالصور ،

    والبعض قال بأنه فن التلاعب بالنغم ،

    وأقول قانون الدراما سره المكنون في كل العصور .

    - أنا لا أحب الخوض في هذي الأمور .

    بالرغم من أني أميل لما تقول ،

    فاكتب ودعك من الذين يثرثرون !

    - ما زال لغز في الجراب بلا جواب

    في أى شىء تنظم الأشعار ؟

    - ما هذا السؤال ؟

    في كل شىء بالبداهة !

    - ويظل شعرا ؟

    - ان يكن من خلق شاعر !

    قالوا : لغَزَّلٍ صَنَّعٍ ؛ يمكن الغزل الرفيع ..

    حتى بسـاقٍ للحمار !

    من أرضكم هذا المثل ..

    فيما أظن .

    - ياسيدى كم دوخونا بالجدل ،

    قالوا بأن الشعر مثل الحلم أضغاث بلا معنى .. رموز ،

    هذيان محموم ، تعاويذ لساحر ،

    ورؤى بدائى يرى الأشياء من أحداق طفل ..

    بحرا هَيُوليا يموج بغير شكل ،

    فمعارك الطبقات شأن الاجتماع ،

    ومعارك الأحزاب من شأن " السياسة "

    والفكر والأفكار شـأن " الفلسفة "

    وهلم جرا .. ثم جرا .. ثم جرا !

    - هل بينهم من قال أنى لست شاعراً ؟

    - حاشاك .. ليسوا يجرؤون !

    بل هم لذكرك يسجدون ،

    ويزخرفون بك المقالات الطويلة ..

    في غير داع - أغلب الأحيان - بل ويقدمونك ..

    واللّه في تبت المراجع والفهارس !

    - مهذبون

    حسنا أراهم يفعلون .

    والآن قل لي : حاقد أنت عليهم أم على ؟ !

    - ياشيخ صبرك ..

    - لم يعد في الطوق صبر !

    - صنفان هم : لايقرأون ،

    أو يقرأون ولا يعون .

    - الفارغون !

    فليقرأوا لي المأدبه ..

    اقرأتها ؟

    - لا والذي حرم الحمير الجنزبيل !

    - انى طهوت بها صنوف المعرفة ،

    ودعوت كل الجائعين :

    " خبزى ويكفي للألوف ،

    ولدى مازال الكثير ،

    هذا هو الضوء الجديد ،

    هذي هي الشمس الجديدة ،

    اليوم تبزغ للوجود ..

    من حيث غابت في الدجى الشمس العجوز "

    لا .. لا يضير الشعر أن يصبح خبزاً للجياع ،

    لكن يضار الشعر أن أصبح فأراً في المجاعة !

    هيا بنا ..

    ونزلت والشيخ الجحيم ،

    حتى وصلنا تاسع الأدوار فانعقدت على الوجه الوضىء ،

    سحب من الحزن العميق ،

    ومن المرارة والغضب ،

    - هذا مقر الخائنين !

    - كم كنت تكرههم ..

    - كما تكره لصا يسرق القرية في ليل الحريق !

    منكوبة كانت فلورنسا بهم .. بالخائنين .

    يا ليت كانت للخيانة ..

    رأس .. اذن لقطعتها .

    اضرب معي .. اضرب على هذي الرؤوس .

    دس فوقها بالنعل ، دس فوق المجوس !

    ( فليلعن اللّه الخيانة والقوافي ..

    لابد من لفظ على وزن الرؤوس ! .. )

    رحنا ندوس .

    - إنى لأعجب .. كيف للقلب السماوى الرهيف ،

    أن يعرف الكره العنيف !

    - بل ليس يعرف كيف يعشق

    من ليس يعرف كيف يكره .

    ولقد عرفت الكره في المنفى .. وذقت مرارة " الخبز الغريب " (6)

    وضربت في الآفاق من غير اتجاه ،

    " كسفينة حيرى تسير بغير دفة ..

    وبلا شراع …" (7)

    - يا للضياع !

    - الشمس كانت يابُنَىّ تروح ثم تعود في عرس الصباح ،

    والطبر كان يعود للأعشاش في ركب المغيب ،

    وتعود للأشجار أفراح الربيع ،

    والموج يوغل في البعيد ،

    ويعود للشطآن لهثا من جديد ،

    إلا أنا ..

    إلا أنا .. كالطفل يرقب أمه تغرق لايملك إلا أن ينوح ،

    ويدق رمل الشط بالقدمين ، بالكفين ، يرفع للسما عينيه ،

    يسأل معجزة ،

    والموج يُغْلق فجأة فكيه ، ثم يخيم الصمت العميق ،

    ويطول .. طال الصمت .. طال بلا نهاية ،

    والطفل مصلوب .. يحدق .. ينتظر !

    - بل كنت أنت الطفل يغرق بينما أم تنوح .

    - كم تعشقون " اللت والعجن " الكثير !

    - ما الفرق ؟

    - ثمة ها هنا فرق كبير

    الأم كات لاتبالي ، كنت منها قيد شعرة ،

    ولكم مددت ذراعى ، كم صرخت ، فلم تجد حتى بنظرة ،

    مارق يوما قلبها .. كانت كهرة ،

    من قال فيكم ذات مرة :

    " فيالك هرة أكلت بنيها * وما ولدوا وتنتظر الجنينا " ؟!

    - هذا أمير الشعراء ..

    شوقى ..

    - أفيكم أمراء ؟ !

    - فينا الخطايا السبع ، فينا ما تشاء ..

    حتى أمير الرقعاء !

    لكن هذا ليس موضوع الحديث .

    - عن أى شيىء يا ترى كان الحديث ؟

    - عن هرة أكلت بنيها !

    - رباه .. كم أحببت عينيها ..

    - بياتريس ؟

    فلورنسا الحبيبة !

    كم لاعنى المنفى ، كما لو كان مصهور الحديد في جوفى ..

    أتدرى ما الجحيم ؟ !

    - ها نحن فيه من الصباح !

    - لا .. ليس هذا .. فالجحيم ،

    هو أن تعيش بلا وطن ،

    وتموت في المنفى ، وتدفن في تراب الآخرين !

    - الآن اذكر أغنية ،

    كانت تُـغَـنَّى في المآتم عندنا ،

    " ودا قبر مين اللي ما حَدْ يروح لُه

    قبر الغريب اللي ما جُولُه أهلُه

    ودا قبر مين اللي البقر داسُـه

    قبر الغريب اللي هَجَرْ ناسه

    ودا قبر مين اللي البقر هَـدُّه

    قبر الغريب اللي هجر أرضه "

    - من قال هذا الشعر ؟

    - لايدرى أحد

    هذا يسميه " الثقاة " الفولكلور !

    - الشعر عندكم بخير ،

    ما دام هذا بينكم :

    " ودا قبر مين اللي البقر هده

    قبر الغريب اللي هجر أرضه "

    هذا كبيركم وما فيها مرية ،

    هذا أمير الشعراء ،

    أَبْلِـغْـهُ إعجابى وأَقرِئْه التحية !

    ( 34 )

    ستظل مثل حصانك المهزول تعرج ، كل شىء أعرج ، حتى الطرق ،

    حتى الأمانى في الأفق ،

    حتى الرؤى شاهت كما في رأس معتوه ، كما أضغاث حلم،

    كيخوت أنت الوهم أو كل الذي تلقاه وهم ؟ !

    هذى طواحين الهواء تلف اذرعها الطوال على هواء !

    ما غاية الدوران يا " دولسين " يا معبودتى غير الدوار ..

    أو الخيار ،

    بين الجنون والانتحار ؟ !

    هاتي حصادك يا سنين ..

    ماذا لديك سوى الضجيج ؟ أمن طحين ؟ !

    ( 35 )

    (8) اللبلاب

    ...

    ويلاه ..أنىَّ كنت لاتلقى سوى المتسلقين ..

    كم تكره اللبلاب .. يا زحف الأفاعى فوق أشلاء الضحايا .

    يا سلما نجروه من صلباننا نحن المطايا ..

    طوبى لنا ، واهنأ بحظك يا يهوذا ،

    فالأرض لك ،

    والأمس لك ،

    واليوم لك ،

    ولك الغد الموعود ، أما نحن فلنسفح على الموتى الدموع ،

    فالميتون بلا مكان

    وبلا زمان !

    يا للكهانة ..

    مات المسيح فقام " عمال المساحة "

    يتقاسمون الأرض ، لو بعث المسيح ..

    تا اللّه ما أعطوه أشبارا لقبر !

    يا للتجارة ، يا لسوق الدعارة ..

    في الهيكل القدسي لاتنفض ، هل في وسعنا غير البصاق ؟ !

    مرحى .. لنقنع بالبصاق

    وليعبروا فوق الجثث ..

    للشاطىء المأمون لا يبتل منهم طرف ثوب ،

    وليسخروا منا ، من الناموس ، من كل الأقانيم الجليلة ،

    يا فرحة الأموات في جوف المقابر بالبطولة !

    كيخوت من في الناس نحن ؟ أأنبياء ؟

    أم أغبياء ؟

    أم أن سر عذابنا داء عياء ..

    داء يسمى الكبرياء ؟ !

    كيخوت صبرا مثلما أيوب في البلوى صبر .

    - لا بل كفر !

    أكذوبة في الصبر يا أيوب ، عشاق الخراب .

    قد خربونا ثم فازوا " بالخيام المستريحة (9) " !

    - حتما ستأتى الشمس تطرد ما تعلق من ذباب

    فوق النوافذ والحوائط والسقوف ،

    فوق الرفوف .

    - عجباً .. لماذا لانرى هذا الذباب ،

    إلا إذا فات الأوان ؟ !

    فليصمت الحكما طرا "

    كى يكون الصمت حكمة ( 10 ) " .

    إنى لأكره أن يزوق لى منافق ..

    ما لا أصدق ! .

    ( 36 )

    موال للحنين

    ...

    الأوله : ياليل يا منفاى !

    والثانيه : يا ليل ياصليبى الثقيل !

    والثالثة : يا ليل يا حكاية انتظار !

    الأولة : يا ليل يا منفاى ،

    ويلاه حين يطبق الظلام ..

    كالنعش ، كل كائن ينام ،

    يا ليل .. كل كائن سواى !

    والثانيه : يا ليل يا صليبى الثقيل .

    يا قاتلا يعود للقتيل

    يعاود الجراح بالمدى .

    يا كأسى الملىء مر ،

    الكأس لاتمر ..

    ان كان غيرنا هو الذى يشاء .

    الأب في السماء .

    أو غيره في الأرض !

    ما حيلة الملاح ..

    ان شبت النيران في السفن ! ؟

    والثالثه : يا ليل يا حكاية انتظار ،

    يا نبض ساعة كنبض قلب ،

    أعده إلى الصباح .

    يا نقر أصبع المطر ،

    على زجاج نافذة .

    يا ضحكة القطار من بعيد ،

    يا قطرة من ماء ..

    تنصب بعد قطرة من ماء ..

    في الحوض من صنبور ..

    وتنفذ الأرقام ..

    الألف بعد الألف والمليون بعده مليون ،

    ومقلة الغريب لاتنام !

    يا ليل يا منفاى

    يا ليل يا صليبى الثقيل

    يا ليل يا حكاية انتظار !

    ________________

    6- كلمات دانتي

    7- كلمات دانتي

    8- تحكى أسطورة اسكندينافية أن الاله " بالدر رأى أحلاما مزعجة تنذره بالموت.

    قررت أمه انقاذه من الموت فأخذت عهداً على جميع الأشيا الحية وغير الحية ألا تصيب ابنها بضرر .

    ولكنها نسيت أن تأخذ العهد على اللبلاب أو ربما تجاهلته لما بدا لها من قلة خطره.

    وحاولت الآلهة بعد ذلك قتل " بالدر "فرمته بمختلف الأسلحة ولكن عبثا..

    فما كان من اله الشر " لوكى " إلا أن صنع حربة من اللبلاب

    وأعطاها للاله الأعمى " خودر " ووجه يده بها إلى صدر بالدر فقتله .

    ونحن نورد هذه - الأسطورة من باب زيادة الفائدة

    وسبحان من يضع سره فى أضعف خلقه ..

    9- التعبير من سفر أبوب " الكتاب المقدس "

    10- شاندور بيتوفى - الشاعر المجرى الشهير .



    (37) حوار مع ناظم حكمت ( أ ) الناعى ... صمتاً صمتا يا أشجار ! صمتا صمتا يا أطيار ! صمتا يا أمواج البحر ويا أنهار ! صمتاً يا شعراء ويا أشعار ...

    Mohamed Sadek

  • (37)

    حوار مع ناظم حكمت

    ( أ )

    الناعى

    ...

    صمتاً صمتا يا أشجار !

    صمتا صمتا يا أطيار !

    صمتا يا أمواج البحر ويا أنهار !

    صمتاً يا شعراء ويا أشعار !

    صمتا يا كل الأنغام الحلوة في كل الأوتار !

    فلقد صَمَتَ القلب الشاعر . كف عن النبض القيثار .

    ناظم نام ..

    ( ب )

    عابر سبيل

    ...

    نَمْ يا صديق ..

    من حق قلبك أن ينام ..

    فطالما حرموه أن يغفو هو القلب الرفيق ..

    كانوا هنالك شاهري الأنياب والأظفار

    في كل منعطف على طول الطريق ..

    نم يا صديق ..

    ( ج )

    رجل من تركيا

    ...

    نم يا صديق ..

    من حق قلبك أن ينام فكم أقضوا مضجعه ..

    كم خنجر غرسوه ما بين الشغاف فأوجعه ..

    يا ويحها " إستامبول "

    في ليل الخناجر ..

    " شدوا على المجداف أيديكم أماما يارفاق ! "

    والبحر يهدر والزبد ..

    يغلي على الأمواج والمجداف يضرب والرياح ..

    تعوي .. ويغرس خنجر .. يا كم يطيق ..

    القلب من طعن الخناجر .. كم يطيق ..

    نم يا صديق ..

    ( د )

    رجل من مدريد

    ...

    نم ياصديق ..

    من حق قلبك أن ينام ..

    فطالما صلبوه في مدريد في غرناطه الثكلى ..

    أَيُغْمِضُ طائرٌ عينيه حين تعلق الأطيار فى بدء الربيع ..

    على المشانق ..

    " لوركا " تنام العين لكنَّ القلوب ..

    في الليل تنزف لا تنام ..

    ويل الذين لهم قلوب لاتنام ..

    نم ياصديق ..

    ( هـ )

    رجل من أفريقيا

    ...

    ايه " ترانتا " كيف عنزاتك . كيف الحال في أفريقيه ..

    غنى لحون النصر للقلب الذي غنى ..

    لنصرك منذ أن كانت برجليك القيود ..

    غنى لناظم بالخلود ..

    اليوم دورك ياترانتا .. دَوْرُنا ..

    فلمن نغنى يا ترى ..

    ان لم تكن ألحاننا تهدى لمن غنى لنا

    نم ياصديق !

    ( و )

    أنـــــا

    ...

    نم كل شىء مثلما قدرت كان

    فى آســـيا

    وبقلب أوربا .. وفي أفريقيه ..

    حتى بكوبا ما عداها تركية ..

    لما تزل والليل آلاف الخناجر

    ورسالة في الجيب لابنك تنتظر

    ساعى البريد

    إنا نَمَلُّ الانتظار

    فنموت أفرادا ولكنَّ الشعوب ..

    ليست تمل الانتظار ولاتموت

    نم يا صديق ..

    الشمس ما زالت تدور ..

    والأرض والعجلات والآلات .. ما زالت تدور ..

    وعقارب الساعات ما زالت تدور ..

    لو أن شيئا قد وقف ..

    لجزعت من أجل الحياة ..

    حتى بقبرك يا صديق

    أو لم تقل إن " الحياة ..

    في كفة الميزان أرجح " ..

    أو لم تقل أن " الدموع ..

    في قرننا العشرين - لاتبقى طويلاً في المآقى " ..

    حسبنا أن الدموع ..

    من بعدنا صارت أقل .

    نم يا صديق .

    - قدد كان حلمى أن أراك .

    - بل كنت في موسكو وكنت أنا هناك ..

    والباب مفتوحاً لكل الأصدقاء ..

    لم لم تَجِىءْ في الزائرين ؟

    - أحجمت حتى لاتظن بى الرياء ..

    أو ظِنَّةُ اللبلاب .. أو فن التمسح بالكبار ..

    فالسوق ملأى بالغوازي والبغايا والحواة ..

    ملأى سماسرة .. لصوصا .. يعرفون ..

    من أين تلتهم الكتف ..

    والترقوة !

    - أدرى وما بالوسع حيلة ..

    هذي مبيدات الذباب ..

    في الأرض بالأطنان تنتجها المصانع .

    هل قَلَّ في الأرض الذباب ؟ !

    - فلنعترف أنا كبارا أو صغارا ..

    فينا إزاء المدح ضعف لايقاوم .

    - هذا صحيح .

    - في شرقنا كل ينصب نفسه ،

    في غفلة النقاد رائد ما يشاء ،

    يكفي لهذا أن يكون المرء موهوباً بفن اللاحياء ،

    فن الوصول إلى الكتف ،

    فن التجارة بالمذاهب ،

    والسمسرة ..

    - يا .. يا حفيظ !

    - في شرقنا من هؤلاء

    رواد هذا الفن آلاف الشيوخ ،

    ولكل شيخ مذهبه ،

    وطريقته .

    خَتْمُ الخواجه لم يزل في الشرق عنوان الأصالة !

    - قل عن لساني للزبائن :

    لاتشتروا السلع الرخيصة ،

    لايصنع التقريظ فيلا من ذبابة .

    - سيقال إنى حاقد لخراب دكانى .. على حظ بدكان مجاور !

    السوق عرض يستجيب إلى الطلب ،

    لن أفتح الدكان إلا بعد موتى ..

    لاتريد السوق إلا من يجيد السمسرة ..

    - ما اسم الكريم ؟

    - اسمي " نجيب " .

    أنا واحد من بين آلاف الصغار ..

    أبناء ناظم

    - إن في عينيك حزنا يا نجيب ،

    بل ليس هذا الحزن عنى بالغريب ،

    لأكاد أَلمس باعثه !

    حزن المنافى .. هكذا يبدو تماماً في العيون ،

    هل أدركتك " أشق مهنة " ؟

    - من سنين !

    - لايعرف الأحزان من لايعرف المنفى ...

    - وبعضهم يسمسر ..

    حتى بأحزان المنافى ياصديق !

    العصر عصر السمسرة ،

    العصر ماخور ..

    - لم التعمى ؟ مازالت هناك جوانب العصر الوضيئة .

    - قد أطفأوها ..

    - لاتبالغْ في التشاؤم .

    - بل لاتبالغْ في التفاؤل .

    - لو لم نكن متفائلين ونحن بالمنفى لحق الانتحار !

    - حاولته وفشلت مرة .

    لا بل جبنت لأننى أهوى الحياة ،

    ولأن لي طفلا وزوجة ،

    ولأن لى أهلا بمصر ،

    ولأننى أخشى تراب الآخرين ،

    أخشى البقر .

    " ودا قبر مين اللي البقر هده

    قبر الغريب اللي هجر أرضه "

    - قَبْرٌ سلِيمٌ لم يزل

    وعليه أطنان الورود كما ترى .

    ما هده بقر ..

    - ولكن أنت ناظم ..

    والعهد بالأبقار تهوى أن تدوس على الضفادع !

    * * *

    - أين طفلك ؟

    - منذ عام لم أره .

    - أهو في مصر اذن ؟

    - بل بموسكو وأنا في بودابست !

    هكذا قلبي ممزق .

    منه في موسكو بطين وأذين

    ثم في مصر بطين وأذين !

    - أى منفى مزدوج !

    - هكذا حظ الضفادع !

    - لست أفهم ،

    أهى إجراءات روتين ؟

    - يجوز ..

    لست في حِلًّ هنا من قول شىء ،

    - ان هذا لايجوز ،

    وخصوصا ها هنا في بودابست .

    - ربما يحصل هذا بل وألعن ..

    في أَجَلَّ " العائلات " !

    - ليس يدري الحب من ليس باب .

    - لم أكن أعرف قبلا ..

    أن بعض الناس حتى ها هنا من غير قلب .

    - أنت مهزول ومصفر

    - مريض القلب ممرور وما شئت فقل .

    - ولماذا ؟

    - جائع منذ شهور !

    - أنت جائع ؟

    - مثلما فأر بجامع .

    - ولماذا ؟ كيف هذا ؟

    - جاع " بيتوفى "

    هنا قبلى طويلا .. مات جوعا !

    - كان في عصر يجيع الشعراء ..

    مثل غير الشعراء .

    فلماذا جعت أنت ؟

    - لن تصدق .

    واذا صدقتني لن تستطيع ..

    فعل شىء ، أنت يا ناظم ميت

    أنت ميت

    بينما يحيا اللصوص!

    أنت لن تُحيى قلوبا ..

    علقوها مثل ( لينين ) بعروات الستر .

    - اللصوص

    انهم دوما هنالك .

    - كالذباب .

    - قلة هم رغم ذلك ..

    فاعترف

    - بولة قد تملأ البحر نجاسة ،

    - كن صبورا كالجمل .

    - ليس لي ما للجمل ..

    من سنام ،

    غير أنى صابر مثل الجمل ،

    مثل " بيتوفى " ..

    - أتضحك ؟

    لم تضحك ؟ !

    - أمس يا ناظم صدفة ،

    شفت " بيتوفى " على ورق النقود .

    أترى ؟ ها أنت تضحك ..

    أنت أيضاً !!

    ( 38 )

    تنفى من المنفى ، وتبدأ من جديد ،

    هذا مصيرك يا شريد ،

    أن تطرق الأبواب من باب لباب ،

    فتردك الأعتاب للأرض الخراب ..

    كلبا يضيع مع الكلاب !

    يا ساكنى الواحات اني ظامىء قطع الصحارى في هجير الشمس هل من كوز ماء ؟

    الأرض ضنت والسماء ،

    والناس والأصحاب .. بخل ؟ .. أم ترى الكل ظماء ؟

    أنا عرفنا بدءها هذى الصحارى ،

    أين من يفتى بأن لها انتهاء !

    وتصيخ للمذياع مشدود العروق ،

    ما آخر الأخبار ؟ تنبش في الضجيج ولا خبر ،

    الصبر يا عباد شمس ..

    قد غطت الشمس الغيوم ،

    فاضمم ضلوعك وانتظر

    يوما ستنقشع الغيوم .

    والخبز يا كيخوت مر ..

    خبز المنافى ، مثلما العلقم مر

    لو كسرة من خبز مصر !

    والماء يا كيخوت مر ..

    ماء المنافى .. مثل ماء البحر لايشفى غليلاً بل يزيد من الغليل ،

    لو قطرة من نيل مصر !

    حتى الهوا كأنه السم الزعاف ،

    لو نسمة تأتيك من أنفاس مصر !

    يا قريتى ، ياظلة الصفصاف ، يا برج الحمام ..

    في سطح بيتى ، عاد للبرج الحمام ..

    مع المغيب ولم أعد !

    وفتاك يا أحلى صبية ..

    يا مصر ، عاد إليك محمر الخدود ،

    قطع الصحارى لاهثا في القيظ مد اليك من دلتاه أحنى ساعدين ،

    فخذيه للصدر الحنون على السرير السندسى ،

    أرخى عليه جدائل الصفصاف ، ما أحلى اللقاء !

    فالقحط إِنْ طال الفراق

    والجدب أن طال الفراق

    والموت والظلمات أن طال الفراق .

    ...

    فليعزف الكروان أحلى ما لديه من النغم

    لحنا لأوفى عاشقين :

    الشاب يتكلم :

    يا صبايا هل رأيتن حبيبى ؟

    ليس فيكن حبيب كحبيبي

    ليس في الروض حبيب كحبيبي

    ليس في الأرض حبيب كحبيبي

    هل رأيتن حبيبي ؟

    حمرة التفاح في خد حبيبي

    نظرة النرجس في عيني حبيبي

    بسمة الفل كأسنان حبيبي

    عسل النحل على ثغر حبيبي

    نَفْحَةُ الريحان في أنفاس حبيبي

    همساتُ السَّرْوِ من همس حبيبي

    بَحَّةُ الأرغول في نبر حبيبي

    رَفَّةُ الأنسام في خطو حبيبي

    سُمْرَةُ الطمى على وجه حبيبي

    هل رأيتن حبيبي ؟

    العذراء تتكلم (11)

    نهر عريض يا حبيبي بيننا .. نهر عريض ،

    على رمال الشط تمساح ، ولكني أسير على المياه ،

    قلبي جسور لايخاف من الغرق ،

    فأنا أحب !

    والحب يحمينى كرُقْيَة ..

    من فَكَّىِ التمساح في الرمل ، يحيل الماء تحتي يابسة ،

    فأجىء ظامئة اليك !

    الشاب يتكلم :

    بشنينتى .. أحبولة حاجباك

    أحبولة لى مقلتاك

    أحبولة لى وجنتاك

    وأنا الأوزة قد قعت !

    العذراء تتكلم :

    أنت حلو يا حبيبى .. أنت حلو

    مثلما ريق القصب

    مثلما نز الرُّطَب

    مثلما الخبز على طول سغب

    أنت حلو يا حبيبى .. أنت حلو

    مثلما نهر زبيب

    مثلما كوز حليب

    أنت يانع ..

    أنت كالنعناع يانع ،

    انعشونى بحبيبي ،

    ثم عودوا أسكرونى بحبيبي !

    الشاب يتكلم :

    إنى أضم حديقتي .. ياحُقَّ عطر

    إنى أقبلها كأنى سابح في نهر خمر

    العذراء تتكلم :

    سأظل من قلبي أحبك ياحبيبي ،

    سأظل .. حتى لو ضربت من الشمال إلى الجنوب ،

    ومن الجنوب إلى الشمال ،

    بالسوط .. أو بجريد نخل !

    سأظل من قلبى أحبك يا حبيبي ،

    لاتبتعد عني بحق (بتاح) لحظة

    ان كنت برداناً .. لدى لك الملاءة

    أو كنت ظمآنا .. فها نهداى لك

    أو كنت جوعانا .. فكل تفاح حبى .. ها أنا بين يديك

    الشاب يتكلم :

    يا ليتنى بالقرب منها خادمة

    عند الغدم

    لأرى سناها كل يوم

    يا ليتنى الخاتم في أصبع موز

    العذراء تتكلم :

    ثوبى من الكتان ، هيا ياحبيبى نستحم

    لترى جمالى عندما يبتل ثوبى

    هيا معى ..

    سأغوص ثم أعود .. بين أصابعى ..

    بلطية حمراء أهديها اليك !

    ثوبى من الكتان هيا يا حبيبى نستحم .

    وتعود للمذياع تنبش في الضجيج ولا خبر

    وترى النهاية حفرة لا فرق يا حفار أين ،

    ما دامت الأبقار لاترحم قبراً لغريب !

    ( 39 )

    كانت بقلبى لؤلؤة

    لو جاءنى " الحكيم " ..

    بالعرش يشتريها ، بالكنوز ..

    ما بعتها ،

    أو قيل هذى الشمس والقمر ،

    وهذه الكواكب الأخر ..

    بديلها .. ما بعتها ،

    بالمجد ، بالخلود ،

    بأى شىء في الوجود ، بالوجود ..

    ما بعتها

    أو جاءنى " عزريل " ..

    أموت أو أبيعها .. ما بعتها .

    كانت بقلبى لؤلؤة !

    أبهى سناء من ضياء الشمس من نور القمر ،

    كانت كما " فرجيل " أو " باتريس " ،

    في الغابه السوداء للقديس ..

    " دانتى " كبسمة المنار للملاح

    بعد الضياع في بحار الهول .

    كانت بقلبى لؤلؤة .

    كانت كما فرخ بعش

    كم عدت في المغيب كالبجع ،

    والجيب خاو والجراب ،

    أطعمتها حشاى

    سقيتها دماى

    دثرتها في القر بالشغاف ،

    رعيتها ، أَنْمَيْتُها كأم ،

    حَمَّيْتها من لمسة النسم ،

    صليت للاله كل يوم ،

    من أجلها صليت للاله

    أديت رغم فقري الزكاة .

    لترين كل يوم من دمى !

    رحلت في الحجيج ،

    وطفت بالضريح ،

    جارت بالدعاء بالرجاء ..

    أن يحفظ الاله اللؤلؤة !

    لكنني صحوت ذات يوم

    فلم أجدها .. اللؤلؤة

    فتشت عنها في زوايا القلب

    القلب خاو مثل قلب ميت

    وباردٌ كقلب ميت ،

    ومظلمٌ وموحشٌ كقلب ميت !

    فتشت عنها في مسارى الدم

    نَبَشْتُ كل ركن في الضلوع

    نَبَشْتُ في مسارب الدموع

    فلم أجدها .. اللؤلؤة

    جاء اللصوص في الظلام ثم عادوا في الظلام ..

    باللؤلؤة !

    هرعت مثل ثكلى للطريق ،

    صرخت : " أمسكوا اللصوص ..

    السارقى لؤلؤة ،

    كانت بقلبي اللؤلؤة !"

    فأمسكوا بي لابهم ، ظنوا بي الجنون ،

    راحوا جميعاً يضحكون :

    " وهل هناك لؤلؤة ..

    في عصرنا بقلب ؟ "

    - يا أيها اللصوص .. أمسكوا اللصوص !

    فعصبوا عينى ، كتفونى بالحبال ، ساقني لص للص ،

    حتى رأيتنى أمام شيخ منصر ،

    وتحت نعله وجدت اللؤلؤة !

    لكنها واحسرتى مهشمة ،

    لايجبر الزجاج إن كُسِر ..

    هل تجبر اللآلىء المحطمة ! ؟

    كانت بقلبي لؤلؤة !

    ( 40 )

    في البدء كان السرقة !

    ...

    قد طمسوا سر الانسان

    إذ قالوا " حيوان ناطق "

    فالأوجب " حيوان سارق !"

    السرقة كانت - لا الكلمة -

    في البدء ، فقط ضبط الشرطة

    في الجنة حوا وآدم

    بالتفاحة !

    هبط اللصان إلى العالم

    فإذا العالم

    وكر اللصوص !

    ( 41 )

    " إِفتح سمسم " !

    وانْشَقَّ الصخر كما شقت أمواج البحر عصا موسى .

    ما رقم اللص الداخل .. ليس يهم !

    فليكن الألف أو المليون .

    أو ما اسم اللص الداخل .. ليس يهم !

    سموه عليا ( بابا ) أو سموه ..

    إن شئتم ( ماما ) سيان

    فالداخل لص وابن لصوص

    قد جاء ليسرق بيت لصوص ،

    والذهب جبال منصوبة ،

    واللؤلؤ في الف زكيبة ،

    والفضة تل ، مَرْجَان ..

    بالأطنان ،

    والعِفَّةُ قُصْرُ الذيل ، ودَأْبُ العاجزِ أن يدعى الزهد ،

    ( اغلق سمسم! )

    وانضم الصخر كما انضمت أمواج البحر على فرعون !

    ( 42 )

    طرطوف إلى الأبد !

    ...

    طرطوف الماكر كالحرباء ،

    تلقاه هناك بكل عقيدة .

    في شملة أى نبي ليس يهم !

    وبأى كتاب ليس يهم !

    فلديه من الأزياء ألوف ،

    أستاذ ( الموضه ) طرطوف !

    وخبير في حالات الطقس ،

    ولديه من الكتب الوف

    فوق رفوف

    وهناك تنام التوراة

    جنب الانجيل

    جنب القرآن و ( رأس المال ) ،

    و ( رجوع الشيخ ) ، وما لايخطر حتى للشيطان ببال ،

    فالحيطة رأس الحكمة والأيام دول !

    ( 43 )

    طبيب رغم أنفه !

    ...

    لم يكن يفهم في الطب ولكن هجموا يوماً عليه ..

    بالسياط :

    - أنت في الطب نطاسى ضليع

    - انا حطاب بسيط !

    - انت ماكر ..

    والتواضع ..

    شأن كل الماكرين !

    ثم ماذا ؟ صار ما شاؤوا .. طبيبا ..

    بل وفى الطب نطاسيا ضليعا ،

    لاتلوموا من تعذب ..

    فادعى الطب طريقا للنجاة ،

    وجب اللوم على من خيروه

    بين موت - حين يصدق -

    وحياة - حين يكذب -

    فكذب !

    ___________________

    (11) هذا المقطع وما بعده من شعر الغزل المصرى القديم -

    نظم عن ترجمة سليم حسن



    اقرأ يا شيخ قفاعه جرنان آخر ساعه مش جرانين البورص وانا ابقى احلق ذقنى إن ما كنتش ترقص لأ " دار اخبار اليوم " إقرأ وشوف الالبوم شوف...

    Mohamed Sadek












  • اقرأ يا شيخ قفاعه

    جرنان آخر ساعه

    مش جرانين البورص

    وانا ابقى احلق ذقنى

    إن ما كنتش ترقص

    لأ " دار اخبار اليوم "

    إقرأ وشوف الالبوم

    شوف الدكتور (العرص)

    أَلْعَنْ مِنْ العن بُرْصْ

    أحّوه على علم النفس

    يا بلدنا (واحَّه يا كو.....)

    ومباحث هلـس ف هلـس

    والولس مغطى الولس

    طب يبقى ف ايه البحث

    والوش صبح فى الفلس

    يازمن داير بالعكس

    الطب عليه الاكس

    اتفوه واتفو واتفو

    والسح ادح امبوه

    النجده يا خلق يا هوه

    أحوه أحوه أحوه

    إقرأ يا شيخ قفاعه

    جرنان آخر سـاعه

    شوف الدكتور التور

    فى الخانكه امبراطور

    عينك ما تشوف النور

    شوف الدكتور جزار

    طالع نازل منشار

    واقف للناس زنهار

    وفى ايده الحقنه ساطور

    والحقنه تهد الحيل

    لو كانت حتى ف خيل

    فما بالك بالانسان

    آه من لدغ التعبان







    إقرأ يا شيخ قفاعه

    جرنان آخر سـاعه

    شوف الدوله الشماعه

    فاتحه للموت دكاكين

    مليانه معتقلين

    بتسميهم مجانين

    شوف العلما المساجين

    وعباقره ومدفونين

    والشعرا المدبوحين

    وألوف الفنانين

    واولادنا المخطوفين

    فى السجن بنات وبنين

    واتفرج ع الزنازين

    عمال على فلاحين

    متقلـش علب سردين

    والطلبه المصلوبين

    حتى ولادنا الظباط

    ميهمش جيش وبوليس

    متاخدين تحت الباط

    لقضاهم فى الكواليس







    إقرأ يا شيخ قفاعه

    جرنان آخر سـاعه

    مش جرانين البورص

    يا عرايا شتاكم صيف

    م الضرب ياوش الضيف

    والكرباج زى السيف

    دفايه فى عز البرد

    ولا حَوْجَهْ يا برد لحد

    شوف الكرم المعكوس

    اللقمه عايزه غموس

    غمسها اعملها لبوس

    وعطاشا مدد يا حسين

    يا ديابه الميه منين

    يا حلاوه على الجازولين

    طب ما هو هوه الغسْـلين

    يا اللى نسيتوا القرآن

    وتاجرتم بالايمان

    يا حلاوه على النازيه

    بقناع الاشتراكيه

    ما هى الصهيونيه

    والحيه هى الحيه

    والخيه هى الخيه

    والشعب غنم متباعه

    بالراس ولا فيها شفاعه

    والخطف علينا مقاوله

    والقبض علينا مقاوله

    والقتل علينا مقاوله

    وعصابه واسمها دوله







    أشكول احمد أشكول

    عثمان أحمد عثمان

    عثمان يعنى التعبان

    بالفصحى ومين ها يقول

    والباطل فن وكار

    وسياسه نيك افكار

    والبسوا خوازيق و....

    واتفرجوا ع الاوكار

    ها تلاقوا هناك رجاله

    كانوا زى الخياله

    وخادوهم ف القياله

    وروهم ويل الويل

    ويا ليلى يا عين يا ليل

    مبروك على اسرائيل







    إقرأ يا شيخ قفاعه

    جرنان آخر سـاعه

    أحّوه من هتك العرض

    ووراها هتك الارض

    واتفضل يا كسّينجر

    الأرض امان وبراح

    خياط من ماركة سينجر

    سواح فى .... ك سواح

    من موسكو لتل ابيب

    لواشنطون للمحروسه

    غير اللى فى علم الغيب

    والباميه اخت الكوسه

    خد منّى ياما خدت

    يا بلاد الهوى يا بلاد

    يا بلاد النجوى فؤاد

    يا لوالب فى الاساس

    يا كواكب جوه لباس







    وإقرأ يا شيخ قفاعه

    جرنان آخر ساعه

    مش جرانين البورص

    أ دار اخبار اليوم

    إقرأ وشوف الألبوم

    إقرأ ورقة اكتوبر

    واحلم بالعام الفين

    ومعادنا تمام اكتوبر

    فى سرايا للمجانين

    مناخوليا وزى القوطه

    ورخاء واشنق بالفوطه

    واستنى لعام الوفات

    مليون بعد الالفين

    وها تبقى تلات ورقات

    ولهم فى ....ك تفانين

    وبدال كسـينجر .....

    ويا زيد خد مطرح عمرو

    والصُّرم بدال ......

    والسمع يا صاحب الامر







    إقرأ يا شيخ قفاعه

    جرنان آخر سـاعه !!












    ( 44 ) المسيح واللصوص ! ... - أباه ! - تصرخ في العراء على الصليب ، والآب مشغول بعيدا لا يجيب . عبثا تنادى ( لاحياة لمن تنادى ) .. أنت منذ ال...

    Mohamed Sadek

  • ( 44 )

    المسيح واللصوص !

    ...

    - أباه !

    - تصرخ في العراء على الصليب ،

    والآب مشغول بعيدا لا يجيب .

    عبثا تنادى ( لاحياة لمن تنادى ) ..

    أنت منذ الآن وحدك ، أنت فى البلوى يتيم ،

    فايأس .. أبعد الصلب ثمة من رجاء ؟ !

    الكأس لم تعبر ، وكم صليت ..

    يا أبتاه فلتعبر !

    لماذا الآب شاء ..

    ما كنت دوما لاتشاء ! ؟

    لا أنت تدرى ، لا أنا أدرى ، ولا يدرى أحد .

    لكنَّ شيئاً واحداً ندريه : أنت الآن شاة سمروها للخشب .

    - من هم ؟ !

    - وما الجدوى ؟ انحيا يا قتيل ..

    لو قلت من هم قاتلوك ؟ !

    - ( هذا جناه أبى على )

    - والآب .. مظلوم أبوك !

    لكن رويدك ، بعد لم تصلب ،

    ستصلب أنت منذ الآن ألفا كل يوم !

    بقلادة في صدر كاهن ،

    أو رُقْيَةٍ ما بين ثديي عاهرة ،

    أيقونة في بيت قواد ، كتاب أو حجاب ..

    في جيب لوطنى ، ستحمل كل أوساخ البشر ،

    سنصير منشفة بماخور لتمسح فيك أيدى الداخلين ،

    والخارجين !

    - يا للهلاك !

    - أنصت وكف عن الصراخ .

    - الشوك غاص إلى عظام الجمجمة !

    - ستكون أوشاك تغوص إلى نخاعك كل يوم :

    سيباح منذ الآن باسمك كل شىء .

    سيباح قتل الأبرياء ..

    باسم المسيح !

    سيراق بحر من دماء ..

    باسم المسيح !

    ستقام أبراج ، قصور من جماجم ..

    باسم المسيح !

    سيكون عهر ، خسة ، زيف ، رياء ، أى شىء ..

    باسم المسيح !

    أنت الضحية ..

    حقا ، ولكن أنت مذنب ،

    القاتل المقتول أنت !

    - يا للهلاك !

    - أنصت وكف عن الصراخ ،

    ذاك المساء ..

    لما جلست إلى العَـشَـاء

    كانوا جميعاً جالسين ،

    حتى يهوذا كان يجلس بينهم ،

    ما أكثر الأتباع حين يُوَزَّعُ الخُبْزَ المعلم !

    مَدُّوا اليك أكفهم - يا

    غابة الأيدى - فغطوا المائدة ،

    ومضيت تعطي باليمين وبالشمال ..

    خبزا (كلوا خبزى !) وراحوا يأكلون ،

    كانوا جميعاً يمضغون ويبلعون ويقسمون :

    ( لا .. لن نخونك يا معلم ) !

    والآن من منهم معك ؟

    يا أيها المصلوب من منهم هنا ؟

    لاذوا جميعاً بالجحور ،

    واذاك وحدك والصليب .

    لا .. بل هنا لصان كل دُقَّ مثلك في صليب ،

    شكراً لهم .. قد ميزوك عن اللصوص بتاج شوك !

    - يا للهلاك !

    - مهلا .. فما هذان باللصين .. لكن اللصوص ..

    يأتون باسمك ، ثم باسمك يحكمون ،

    في أرضنا أرض اللصوص !

    فغداً نراهم يخرجون من الجحور ..

    جيشا من الكهان : ( خذ ما تستطيع ،

    إصعد على جثث الجميع ،

    دُسْ فوق أعناق القطيع )

    باسم المسيح !

    وسيحفظون - جميعهم - عن ظهر قلب ..

    ما خطه الأتباع عنك .

    لو جئت أنت تجادل الكهان سوف يدوخونك :

    سيقول لوقا : قال مرقص :

    إن متى قال : يوحنا يقول :

    ( في البدء كان الأمر أخرس ! )

    حتما ستخرس .

    - يا للهلاك !

    - سيكون آلاف اللصوص ..

    فوق العروش أباطرة ،

    باسم المسيح !

    تيجانهم ذهب ، ثيابهم حرير ،

    وفراشهم ريش النعام ،

    وطعامهم لحم المسيح !

    - لكننى سأعود يوما ..

    - هل تصدق ما تقول ؟ !

    - الآب قال بأننى حتما أعود ،

    ملكا على أرض البشر ،

    لتسود في الناس المسرة والسلام !

    - لو عدت منذا يعرفك ؟

    - سأقول جئت أنا المسيح .

    - سيطالبونك بالدليل ؟

    - ستكون في جيبى البطاقة والجواز!

    - هذا قليل ..

    ما أسهل التزوير للأوراق في عصر اللصوص ،

    ولديهم ( الخبراء ) سوف يؤكدون ..

    أن الهوية زائفة !

    - لكن عليها الخَتْمُ - خَتْمُ الأب -

    - يا بئس الدليل !

    سيؤكد الخبراء أن الختم برهان على زيف الهوية .

    - سأريهم هذي الثقوب ..

    في جبهتى - أنظر - وفي الكفين ، في الرجلين .. جئت

    أنا المسيح ..

    سأقول جئت أنا المسيح !

    - سيقول لوقا : قال مرقص :

    إن متى قال : يوحنا يقول :

    " فى البدء كان الأمر اصلب ،

    والآن صار الصلب أوجب !"

    حتما ستصلب من جديد .

    هم في انتظارك - كل أتباعك ، قطعان اللصوص -

    هم في انتظارك بالصليب .

    ماذا ؟ أتبكى ؟ كل شىء مضحك حتى الدموع !

    العصر يضحك من دموعك ، من دموعى ، عصرنا عصر

    اللصوص

    بل أنت .. حتى أنت لص ،

    لو لم تكن ما كان في الأرض اللصوص

    حتى أنا لص .. ألم أخدع طويلاً باللصوص ؟ !

    ( 45 )

    - سيقال يا كيخوت فيك ..

    ما قاله في الخمر مالك !

    أبشر .. ففى القاموس آلاف الصفات ..

    - إلاَّ صفه ..

    لن يذكروها الآن في حمى الشماتة ،

    ( 46 )

    السنديانة أسقطتها عاصفة ..

    يا جيش حطابين هيا بالبلط

    ويل لمنكود سقط !

    - تخشى الشماتة يا قتيل ؟

    أى الأنوف يسيغ رائحة العدو ..

    ميتا ، وما للميت أعداء ، ولا حتى لميت أصدقاء ؟

    - لكن بعض الناس كلبىّ الغريزة ،

    لا يستطيب سوى الجِيَف ،

    - ماذا يضير الشاة سلخ بعد ذبح ؟

    الكلب مات .. فمن تقاليد اللصوص ،

    قتل الكلاب ..

    قبل الولوج إلى الغنيمة !

    ( 47 )

    قالوا بأن الشر مرحلة انتقال ،

    فإلاَمَ كان الانتقال ؟

    أَمِنَ اللصوصِ إلى لصوص ؟ !

    مرحى ( أبا زيد ) كأنك ما غزوت !

    ( 48 )

    كانت عصابات اللصوص ..

    من قبل تنظيم ( الهواة ) ،

    واليوم ساد ( الاحتراف ) ،

    ما أبشع النهب الممنطق في مذاهب !

    ( 49 )

    رباعيتان

    ...

    إن كان حقا قد أتى طوفان

    من قبل أن نأتى لأن العصر كان

    فظا خسيسا .. أبشرى يا أرضنا

    حتما سيأتى عصرنا طوفان !

    * * *

    قالوا : لقد مرت عصور من جليد

    بالأرض فانتحرت وعادت من جديد

    أسفا لتحيا .. ما لها لا تنتحر

    في عصرنا ؟ كم ذا تطيق من الجليد ؟ !

    ( 50 )

    لا .. لا مفر من الخطيئة ،

    (أوديب) تتبعك النبوءة ،

    يا وَيْحَه قَدَرٌ تفر اليه منه !

    ها قد قتلت أباك ، فاطرق باب طيبه ..

    لتلوغ في أحضان أمك .

    * * *

    ما أتعس الانسان يَعْمَى حين يبصر !

    ما أتعس الانسان يبصر حين يعمى !

    يا أيها الظلام مرحبا .. يا أيها الظلام !

    يا دربى الذي بلا اتجاه ،

    يا أوسع الدروب للانسان .

    لم تفقدوا الضياء يا عميان ..

    فيها دروب المبصرين زيف !

    يا طيبة الوداع ..

    يا موطن الطاعون والزنا والخوف ،

    يا ملعب الأصنام والكهان !

    ما الزيف يا أوديب ما الحقيقة ؟

    ما النصر ، ما الهزيمة ؟

    ما الجبن ، ما البطولة ،

    ما العهر ، ما الفضيلة ؟

    ما أى شىء .. ما نقيض أى شىء ؟ !

    كم تستوى الأبقار في الظلام ..

    فكلها باللون كالغربان !

    بنيتى - يا أختى الوفية -

    خذى يدى إلى بعيد ..

    إلى بعيد !

    أن تكذب الدروب في الظهيرة .

    فأفضل الدروب درب ليل .

    يا أيها الظلام .. يا ضيائى الوحيد .

    ( 51 )

    سيقال أفلس برجوازى صغير !

    أو ربما اختلفوا فقالوا : برجوازى وسط !

    وسيهرعون إلى المراجع ،

    كقطيع جرذان يفر من القطط ،

    ليقول لوقا : قال مرقص :

    إن متى قال : يوحنا يقول :

    ( البرجوازى الصغير

    كالبرجوازى الوسط

    محض انتهازى حقير ! ) .

    الكأس دارت ، جاء دورك يا ذبيح ،

    فاشرب ، لكم جرعتها للآخرين !

    كم كنت تلقى بالتهم ..

    ذات اليمين

    ذات الشمال

    ما أبشع الأختام في لحم الذبائح .

    قد جهزوا الخانات والأقلام والحبر الزفر !

    فابصق عليهم .. ليس ثمة عنك نص ،

    ما كنت يا كيخوت لص ،

    بل كنت دوماً محض كلب !

    ما أبغض الكلب الوفى إلى اللصوص ..

    ( 52 )

    كما جئت بلا أكفان

    لقى للشمس والغربان والذؤبان ،

    خطايانا بلا غفران !

    وممن نسأل الغفران

    وكل يسأل الغفران ؟ !

    خطايانا على أكتافنا صلبان .

    ولكن فيم أذنبنا ؟

    لماذا دونما ذنب تعذبنا ؟

    تعذبنا .. تعذبنا .. تعذبنا ..

    لأنا حين أحببنا

    رأينا الناسَ والدنيا بعين الحب

    فرتلنا نشيد الوجد للمحبوب :

    ( فداك الروح والأكباد

    كنوز الأرض يا محبوب ! )

    وأمنا بلا برهان ،

    وصدقنا بلا منطق .

    قديما قيل : أعمى القلب والعينين من يعشق .

    خطايانا - ويا للعار - أنا من بنى الانسان .

    الينا أيها النسيان ..

    فليس لخاطئين بغير ما ذنب سوى النسيان ! .

    ( 53 )

    بالأمس يا كيخوت خمر

    واليوم يا كيخوت خمر

    وغدا وبعد غد وبعد البعد خمر ..

    يا عالم الزيف المزوق مثل وجه العاهرة !

    ماذا تبقى للعطاش ..

    غير الغرق ؟

    هيا إلى الأعماق .. يا غوصا يلوح بلا نهاية !

    الكأس .. حتى الكأس يا كيخوت زيف ..

    مرحى .. أمن زيف لزيف ؟ !

    لو تصدق الأحلام - أحلام الكئوس ،

    والنوم ، والصحو الكريه -

    هل كانت الأحلام دارت في الرؤوس ؟ !

    يا عالم الزيف المزوق مثل وجه العاهرة !

    بالأمس يا كيخوت خمر

    واليوم ياكيخوت خمر

    وغدا ؟ وبعد غد ؟ وبعد البعد .. خمر ؟

    كيف المفر ؟ !



    ( 54 ) حوار مع لورد بايرون ... يا للجراح ، كأنها التينات طازجة طرية ، حمراء تنزف ، يا لوردات ندية . ما زلت غضا كالشباب ، ودافئا كالبند قية ....

    Mohamed Sadek

  • ( 54 )

    حوار مع لورد بايرون

    ...

    يا للجراح ، كأنها التينات طازجة طرية ،

    حمراء تنزف ، يا لوردات ندية .

    ما زلت غضا كالشباب ، ودافئا كالبند قية ..

    من بعدد اطلاق الرصاصة ،

    كتراب أرض المعركة ،

    كالدمع ، كالدم ، كالحليب ..

    يا للجراح كأنها التينات

    "Good evening sir"

    الحزن يأتى فى المسا كأنه الخفاش ..

    يضرب حائراً في الصدر ، يقذفه الجدار إلى الجدار .

    الحزن ليس هو الصراخ " أنا .. أنا "

    كم كنت تكره هذه الأفعى " أنا " !

    الحزن ليس هو النواح لأن حبا قد فشل ،

    ولأُنَّ خِلاَّ كان في أحضان خِلَّ وارتحل ،

    ولأن طالعنا زحل ،

    ولأن آمالا كما الآجر من قش وطين ..

    ذابت وضاعت تحت أطار السنين !

    الحزن حزنك يا معلم .

    حزن عريض كالمحيط ،

    حزن عميق كالمحيط ،

    حزن يحيط بكل أحزان البشر !

    يا ويله قلب لشاعر ..

    كالديدبان يظل بين الناس ساهر ،

    حين القلوب كما الوسائد ،

    محشوة بالقش ، نائمة تغط على الأسرة !

    " هيا أفيقوا يا غواة ! "

    كم قالها من قبل كيخوت " المعرة "

    كم قلتها في الناس أنت ،

    كم قالها الفرسان وانصرفوا ، وما زال الغواة .

    - كم أنت محزون !

    - كما نَسْرٌ جريح ينتفض ..

    في صحوة الموت الأخير .

    ويلاه .. أين أنا ؟ بجحر للأفاعى !

    واذن وداعا ياذراى

    يا أيها الفرح الوداع ، ويا جناح ..

    للشمس للسحب - الوداع - وللرياح

    يا جعبتى ماذا تبقى من سلاح ؟

    لاشىء .. لا .. بل يا دمى ..

    كن مخلبا يفرى بأحشاء الأفاعى !

    - باللّه لاتصرخ ، فما بالحزن حزن الصارخين !

    - ماذا لمحقون بسم في الوريد ..

    غير التلوى والصراخ ؟ !

    - ترياقك النسيان ، فابحث عنه في السوق العريضة !

    - قد أغلق " العطار " يا بايرون بابه ..

    بالشمع في وجه الحزانى من قرون ،

    لكن سوق الحزن قائمة على قدم وساق !

    - فى أى أرض قائمة ؟

    - لافرق يا بايرون أين ،

    بانجلتره ..

    أو في بلاد تركب الصاروخ ، أو في واق واق !

    - ما حالة الأسعار عندكم .. ؟

    - بخير !

    بعض البضائع سعرها كالختم

    "Fixed"

    ( معناه بالعربية الفصحى " محدد " ..

    كى تَسْـتَقِيمَ القافية ! )

    ما من فصال أو نقاش .

    - مثلا ؟

    - صنوف الأحذية !

    والبعض يُطْرَحُ في المزاد

    حسب الطلب ،

    مثل القلوب أو الضمائر !

    والدفع يا بايرون

    "Cash"

    نقدا وعدا

    "On delivery"

    ألا هو الإنسان يطرح دائماً لمناقصة ،

    والسعر - عند الفتح - كالسعر القديم :

    " أغلى من الانسان جورب ! " (21)

    - لابد أن كَثُرَ " الحزانى " عندكم !

    - من أعجب الأشياء يا بايرون في كل العصور ،

    أن الذين يولولون على القتيل ..

    هم قاتلوه !

    صلبوا المسيح وعسكروا حول الصليب ،

    يبكون من أجل " المخلص " !

    - يا ليت كانوا خلصوه !

    - واذن لكانوا سوف يشكون البطالة .

    - لولا المسيح لما شقينا بالكهانة !

    - يا للتماسيح الخبيثة ،

    يا للمآقى الطيعة ،

    يا للمضخات التي نصبت على مستنقعات ..

    هيا اليها بالدَّلاء !

    يا للجفون - بلا رموش - ..

    منفوخة مثل القرب ،

    يا للدموع الباردة

    قد كنت يا بايرون " لوردا " باللقب ..

    لكن قلبك كان دوما قلب " عامل " ،

    وهناك بالألقاب " عمال "

    وفي الأعماق " لوردات القلوب " !

    فلقد رأيت سماسرة ،

    يحيون كاللبلاب باسم الكادحين ،

    وعلى دماء الكادحين !

    - يا للذئاب !

    - أنا لست أخشى الذئب ذئبا ، انما أخشاه في جلد الحمل ،

    رعبى عدو لا أراه ..

    أو لا أراه ،

    إلا إذا فات الأوان !

    وأنا كأهل الشعر معلول البصر ،

    خمن .. أطول أم قصر ؟ !

    - الأمر فى الحالين ضعف فى النظر !

    - ماذا إذا كان الذئاب هم الرعاة ؟

    - الشاة أحيانا تكون الذئب ان غاب الذئاب ،

    فالذئب يلزمه القطيع بقدر ما يلزم ذئب للقطيع !

    أهناك روما دون قيصر ؟

    " ليكن بروتس بعد قيصر ! " (31)

    - حقا .. ولكن ما العمل ؟ !

    - الناس منذ البدء يخشون الذئاب ،

    والناس منذ البدء يبنون القرى !

    - أهو الغباء أم التفاؤل ؟

    - ماذا اذن ؟

    - داء قديم قد أصاب الذاكرة !

    الجيل ينسى كي يعيش

    ويجىء جيل ثم ينسى كي يعيش ،

    يا هوله قدر الشواذ ..

    الأقوياء الذاكرة !

    " قابيل " أو قل " منفريد " (41)

    - أقتل أخاك .. أو انتحر !

    - لولاك يا نسيان لانقرض البشر !

    - ياويل انسان بقلب ،

    في أي عصر .. أى قطر .. أى شعب ..

    حين الصدور - بلا قلوب -

    مثل النعوش الفارغة !

    - منفاه .. موطنه الوحيد .

    - حتى على أرض الوطن !

    - ما ذنبها الأوطان حين يكون منفانا الزمن ؟ !

    فلقد تركت انجلترة ..

    أسلمت قلعى للرياح :

    " يا سفينتى إحمليني كيفما الأمواج تمضي ،

    وإلى حيث تشائين ، إلى أقصى البلاد ،

    وفقط ليس إلى أرض الحبيبة .

    يا صحارى التحية ،

    يا كهوفى ، يا جبالى ،

    وعمى بالأمسيات ..

    يا بلادى .. واغفرى لى " (51)

    جبت البحار يدعنى شط لشط .

    ماذا على الشطآن مما لم يكن بانجلترة ؟

    الأرض - كل الأرض - لاتعدو جزيرة ..

    تجري عليها مجزرة ،

    باسم " الفريدم "

    أما الذبيحة " فالفريدم " !

    لم يبق للانسان الا واحدة :

    " القبر .. أو ذل الخضوع " ! (61)

    - الناب .. ناب - ليون .. دوما كالقدر ،

    للشاة بالمرصاد ، ليس لها مفر ،

    يا سعى آلاف السنين إلى سراب !

    - " لم لايعود أخيل من جوف الجحيم ؟ ! " (71)

    قد كان في الماضى الرجال ، فكان في الأرض النعيم !

    - كم تخدع الحطاب غابة ..

    يرنو إليها من بعيد .

    بل أنت لو حدقت حتى في اللبن ..

    لوجدت حتما بعض دم !

    ما أتعس الانسان في كل العصور .

    أنلوذ بالماضي وها كُلَّ النظم

    منذ الهبوط ..

    أفعى تغير جلدها ،

    لكنها ليست تغير سمها أو نابها ؟ !

    لو عاش " أسبرتاك " ،

    لو لم يصلبوه ، لصار في العهد الجديد .

    ربا لملاك العبيد !

    كل العقائد - كلها - قامت تندد باللصوص ،

    ثم انتهت عجبا - إلى أيدى اللصوص .

    أوزير ، كونفشيوس ، بوذا ، زاردشت ،

    موسى ، وعيسى .. كم تطول القائمة !

    ستموت آلاف العقائد ،

    لتجىء آلاف العقائد ،

    وتظل أرض الناس ملأى باللصوص .

    - يا كم تبالغ في التشاؤم !

    - قالوا بأنك أنت أستاذ التشاؤم ،

    ثم استفاضوا عند " تمحيص " العلل !

    - هل من مثل ؟

    - قالوا " وصولى " تحداه الفشل ،

    - فرمى الظلام على الوجود !

    - واِلاَمَ - أفصح - كنت أبغى أن أصل ؟

    - قالوا لعرش في أثينا !

    - لم لم يقولوا عرش أسبانيا وايطاليا ؟ لماذا في أثينا ؟

    أنا لم أحارب في أثينا وحدها ..

    حاربت دوما حيثما كان الذئاب !

    - قالوا الكثير بلا حرج ،

    لم يتركوا حتى " العرج " !

    - حتى العرج ؟

    - الليث بعد الموت مسلاة الذباب !

    - دعنا من " النقاد " ، قل لي .. كيف حال انجلترة ؟

    - أتحبها ما زلت ؟

    - ما هذا السؤال ؟

    - أو لم تضق بك مثلما ضاقت فلورنسا بدانتى ؟ (81)

    اني لأعجب كيف يعطي المرء حبه

    حتى لمن قد داس قلبه !

    - لو أن أم المرء ذئبه ..

    هل يستطيع المرء أن يكره أمه ؟

    " حرا ولدت وثائرا بانجلتره ..

    وطنى .. اليها منتهاى ! " (91)

    - هل أنت ترقد في ثراها بينما رئتاك رهن ثرى أثينا ،

    يا ويح أُمّ لا تطيق ترى بنيها .. غير موتى !

    - لم لم تجبني .. كيف حال انجلتره ؟

    - هي لم تعد " بالقيصرة " ..

    في البحر ، لكن لم تزل - كالعهد - تهوى القرصنة ،

    فأصابع الزمار عند الاحتضار .

    ليست تكف عن اللعب ،

    ويقال عند الموت تنمو أجنحة ..

    للنمل - يبدو أنهم لم يكذبوا -

    بالأمس .. بالأمس القريب ،

    هبطت على أرضى، على مهد الطفولة " بورسعيد " ،

    أسراب نمل حاقد، مثل الجراد ،

    أرأيت أن هجم الجراد على خميلة ؟

    - ماذا صنعتم يا ترى ؟

    - ماذا ؟ وهل أبقوا لنا ..

    غير اللجوء إلى النعال ؟

    - " الحرب للتحرير عدل ..

    لكن اذا كانت ثمارا للطموح

    من ليس يدعوها جزارة ؟ " (02)

    - لو كنت حيا لامتشقت البندقية ،

    ذَوْداً عن الأطفال ، عن شيب الشيوخ ، عن النساء

    في بورسعيد !

    - من أعجب الأشياء أنك منتمى في اللا انتماء !

    - اللا انتماء هو انتماء !

    - قد قيل " ثمة غير روما عالم " (12)

    - هل ثم غير العالم المبوء عالم ؟

    هل يأبق الانسان ، يهجر لو يشاء ..

    الأرض - حيا - والسماء ؟

    - لابد طبعا من جواز للمرور !

    - وأنا أعيش بلا جواز !

    العصر يبقى عصرنا ، فالميتون ..

    هم وحدهم لامنتمون !

    هل من مفر ؟

    - " من كان في أشعاره حرا ..

    يظل بأى أرض كان حر " (22)

    - الشعر .. حتى الشعر سلعة ،

    في السوق " قنطار بقرش " !

    - أيضخ أيضاً من بحيرة " ؟ (32)

    - لابل يضخ من البرك !

    واليك بعض الأمثلة :

    * * *

    ( وعرضنا على بايرون النماذج التي سبق أن قدمناها لأبى العلاء المعري

    من الشعر الحديث، ولضيق النطاق لم نر ضرورة لاعادة اثباتها هنا فلتراجع في مظانها ! )

    بايرون : - كان " البحيريون " أرحم

    بل لم يقل منهم أحد ،

    ما ليس بعد الجهد يفهم ،

    - لكن بعض الناس يعتبر الغموض ..

    في الشعر .. عمق الشاعرية .

    - البئر تبدو دون قاع ..

    ان كان ماء البئر آسن .

    - الويل يا بايرون للشعراء عشاق " البسيط "

    فهناك نقاد من " الوزن الثقيل "

    ويلاه .. كم يتعمقون ،

    ويفتشون على الكنوز ،

    ويبرهنون على وجود المستحيل ..

    بالاستناد إلى المراجع ،

    ( ويهلكون من الضحك )

    يا رهط غواصين ماذا في البرك

    غير الطحالب والضفادع ؟

    - من ذا يسلينا اذا مات الذين يهرجون ؟ !

    - لا .. لم تكن أعرج يا بايرون ، كان العصر أعرج !

    ( 55 )

    - قولوا لأخطاب الحبيبة :

    لم يلق في طول الطريق سوى الأفاعى والضفادع ،

    حتى الذين يولولون على الضفادع ..

    فرسان هذا العصر - هم بعض الأفاعى !

    قولوا لأخطاب الحبيبة :

    لاشىء غير الظلمة السوداء ، حتى تحت أقدام النهار !

    - عَوْداً على بدء ، تلمس في الظلام ..

    دربا ، فأنت بلا دليل ،

    - الانتماء ؟

    - ستكون يا كيخوت لص !

    - اللا انتماء ؟

    - ستكون يا كيخوت لص !

    - كيف المفر ؟

    - لصا تكون ..

    أم لا تكون ؟

    هذا " نجيب " هو السؤال !

    " كيخوت " أيضا عاد للاسم القديم ،

    قد عاش مجنونا ، ولكن مات ، " كيخانوا " الحكيم ..

    في قريته !

    - يا قريتى - يا عالمى !

    يا عالمى - يا قريتى !

    الكل يا أخطاب باطل

    الكل يا أخطاب باطل

    الكل يا أخطاب باطل .

    ( 56 )

    في التيه كم أمضيت ؟ .. كم ليلا قضيت وكم نهار ؟ !

    بالبدء كنت تعد : " عام .. ثم عام .. ثم عام ..! " ،

    وتعثرت في ذهنك الأرقام ، غامت .. " لو تهب العاصفة !

    لو أن حوتا ، أخطبوطا ، صاعقة ..

    شيئا يغوص بزورق الأحزان للقاع السحيق !

    سيان أن يطفو الغريق ،

    أو أن يغوص فلا يعود ..

    بل ظلمة الأعماق أرحم أن يكن بحر الضياع بلا حدود ! "

    وتكاد تخرق زورق الأحزان : عَجَّل بالهبوط ..

    للقاع .. عَجَّل بالهبوط !

    عجل .. مللت الوقت مطاطا ، مللت البحر سطحا أصلعا ..

    يخلو من الأمواج ، عجل بالهبوط !

    واذاك تحجم .. ربما جبنا .. جبان أنت ؟ !

    أم أقوى تراك من القنوط ؟ !

    أُصْرُخْ لعل صراخك المحموم يصفع أى أُذْن ،

    عل الصدى يأتيك ، على الصمت ينطق .. أو تجن !

    وما الجنون ؟ !

    قبلا جننت ورحت تحرث في الرمال ، الملح تزرع في الرمال ! (42)

    ها أنت تعبث من جديد ،

    فالبحر حولك قد تجمد ، تضرب المجداف لكن في جليد !

    وتعد : " عام .. ثم عام .. ثم عام .. ! "

    والزورق المصلوب لم يبرح مكانه !

    ( 57)

    قبلا - أتذكر ؟ - قلت : " لن أشتاق يوما أن أعود ! "

    ها أنت يأكلك الحنين ، تلوعك الأشواق ، ليتك كنت تدري

    ما العذاب ، ما البعد ، ما المنفى ، إذن لأخذت في يوم الرحيل .

    زادا لغربتك المريرة - حفنتين من التراب !

    يا مصر .. يا وطنى الحبيب !

    يا عش عصفور رمته الريح في عش غريب ،

    يا مرفأى .. آت .. أنا آت ولو في جسمى المهزول آلاف الجراح ،

    وكما ذهبت مع الرياح ..

    يوما .. أعود مع الرياح !

    مع الرياح ؟ !

    ومتى تهب الريح ؟ أو هبت .. فهل تأتى بما يهوى الشراع ؟

    ها أنت تصبح في الضياع ..

    في اليأس .. شاة عاجزة ،

    ماذا لها إن سُـلَّـتِ السكين غير المعجزة ؟ !

    ( 58 )

    لا .. لن تملى الانتظار

    لن تيأسى ما دام لليوم الذي تحيين غد ،

    واذا مللت هنيهة طول الفراق .. ففكرى دوما بأن لقاءنا لم يأت بعد !

    ( 59)

    العودة

    ...

    المرفأ المنشود لاح ،

    أفرغ شراعك يا غريب من الرياح ،

    لملمه .. كم ود الشراع لو استراح ..

    لو استراح !

    ودع طيور البحر : " صعب يارفاق ،

    صعب على القلب الفراق " !

    ودع طيور البحر ، كم راحت إلى الأفق البعيد ،

    تشتم ريح اليابسة ،

    لتعود لاهثة ترفرف ، يائسة :

    " لاشيء بعد الأفق يا ملاح غير الأفق كل الكون بحر ! "

    وتنام مجهدة على الصارى - طيور البحر - إن هجم المساء ،

    وتظل أنت بلا رجاء ،

    بلا رجاء ؟

    ومتى فقدت برحلة الهول الرجاء ؟

    لا .. أنت لم تيأس ، وإن أملت دهرا لو يئست ،

    لو لم تكن أقوى من اليأس ترى كيف وصلت ؟ !

    ( 60)

    التاريخ يعيد نفسـه !

    ...

    يرتجى الناس أن يقوم امام * ناطق في الكتيبة الخرســــــــاء

    كذب الظن لا أمام سوى العــــــــــــــــقل مشيرا في صبحه والمسـاء

    فاذا ما اطعته جلب الرحمة عند المسير * والارســــــــــــــاء

    انما هذه المذاهب أسبا * ب لجلب الدنيا إلى الرؤســــــــــــاء

    غرض القوم متعة لا يرقو * ن لدمع الشماء والخنســــــــــاء

    كالذى قام يجمع الزنج بالبصـــــــــــــــــرة والقرمطى بالأحســــــــاء

    فانفراد ما استطعت فالقائل الصــــــادق يضحي ثقلا على الجلســـــاء ! .

    (( أبو العلاء المعرى ))

    ...

    نجـيـب سـرور

    بودابسـت

    سـبتمبر 3691 - ابريل 4691

    __________________

    21- التعبير لبيرون .

    31- العبارة لأحد أفراد الشعب في تراجيديا " يوليوس قيصر " " لشكسبير " .

    41- بطلا مسرحيتين بهذين الاسمين لبايرون .

    51- من أسفار تشايلد هارولد - لبايرون .

    61- بايرون .

    71- بايرون .

    81- لبايرون قصيدة بعنوان " نبوءة دانتى " كتبها فى ايطاليا .

    91- بايرون .

    02- " الحرب مقدسة فقط إذا كانت من أجل الحرية ، أما عندما تكون مجرد ثمرة للطموح..

    فمن ذا الذي لايسميها جزارة ؟ ! "

    بايرون في " دون جوان " .

    12- العبارة اسـتشهد بها بايرون فى إحدى رسائله، وهى أصلا لشكسبير،

    ووردت على لسان كوريولان في مسرحية بهذا الاسم - الفصل الثالث

    المنظر الثالث : " إنى أزدريكم وأزدرى مدينتكم اني ذاهب - هناك عالم غير روما "

    22- أسفار تشايلد هارولد .

    32- اشارة إلى شعراء ( البحيرة ) المعاصرين لبايرون ، والذي طالما هاجمهم بمقالاته

    42- اشارة إلى ادعاء ( أوليس ) الجنون عندما دعى إلى الاشتراك في حرب ( طروادة ) .



    " وفى مغيب آخر ايام عمرى .. سوف أراك وأرى أصدقائى ، ولن أحمل معى تحت الثرى غير حسرة الأغنية .. التى لم تتم ..! " ( ناظم حكمت ) ***...

    Mohamed Sadek

  • " وفى مغيب آخر ايام عمرى ..

    سوف أراك وأرى أصدقائى ،

    ولن أحمل معى تحت الثرى غير حسرة الأغنية ..

    التى لم تتم ..! "

    ( ناظم حكمت )

    ***

    (1) حب .. وبحر .. وحارس

    كانوا قالوا : " إن الحب يطيل العمر "

    حقا .. حقا .. إن الحب يطيل العمر ! !

    حين نحس كأن العالم باقة زهر

    حين نشف كما لو كنا من بللور

    حين نرق كبسمة فجر

    حين نقول كلاما مثل الشعر

    حين يدف القلب كما عصفور ..

    يوشك يهجر قفص الصدر ..

    كى ينطلق يعانق كل الناس !

    كنا نجلس فوق الرملة

    كانت فى أعيننا غنوة

    لم يكتبها يوما شاعر ..

    قالت :

    - .. صف لى هذا البحر !

    - يا قبرتى .. أنا لا أحسن فن الوصف

    - واذن .. كيف تقول الشعر ؟ !

    - لست أعد من الشعراء

    أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه

    أنا لا أنظم إلا حين أكاد أشل

    ما لم أوجز نفسى فى الكلمات

    هيا نوجز هذا البحر

    - كيف .. أفى بيت من شعر ؟

    - بل فى قبلة ! !

    عبر الحارس .. ثم تمطى .. " نحن هنا " !

    ومضى يلفحنا بالنظرات

    " يا حارس .. أنا لا نسرق

    يا حارس يا ليتك تعشق

    يا ليت الحب يظل العالم كله

    يا ليت حديث الناس يكون القبـلة

    يا ليت تقام على القطبين مظلة

    كى تحضن كل جراح الناس

    كى يحيا الإنسان قرونا فى لحظات "

    ومشى الحارس .. قالت " أوجز هذا البحر " !

    كان دعاء يورق فى الشفتين

    - يبدو أن الحارس يملك هذا البحر

    يكره منا أن نوجزه فى القبلا ت !

    - فلنوجزه فى الكلمات ..

    أترى هل يملك أن يمنع حتى الكلمة ؟ !

    (2) سر الكلمة

    - قبرتى .. لا يعلو شىء فوق الكلمة

    كانت مذ كان الإنسان

    كانت أول .. كانت أعظم ثورة !

    كانت تعلو منذ البدء على الأسوار

    تسخر من كل الحراس

    تخرج مثل شعاع الفجر وهم نوام

    خرجة " بطرس "

    يوم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟

    خرجت تأسو كل جراح الناس

    أو " كمحمد " ..

    ليلة شاءوا يا قبرتى قتله

    ثم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟

    خرجت تمشى بين الناس الدعوة

    وكسقراط ..

    شرب السم ولكن عاشت منه الكلمة

    " اعرف نفسك "

    أو كيسوع ..

    مات ولكن أسلم للأجيال الكلمة

    " اللّه محبة "

    وكأخناتون

    قد أكلته النار ولكن ..

    عاشت رغم النار الكلمة ..

    أبدا لم يحرقها الكهنة

    ومشت بين الناس " سلام يا آتون ! "

    هل يمنع سد هذى الموجة ..

    من أن ترقص فوق الشط ؟ !

    دوما سوف يزول السد

    لترقص فوق الشط الكلمة

    هذا يا قبرتى سر الكلمة ! !

    (3) ملكوت الأرض

    يا قبرتى .. بعدت ععنا عين الحارس

    هيا نوجز هذا البحر

    مهلا .. مهلا .. هل تبكين ؟

    يا قبرتى هل تبكين ؟

    مسحت دمعا كان ينام على تفاح الخد

    مثل دموع الصبح تنام على أوراق الورد

    " شوفى .. شوفى العصفورة !! "

    ضحكت مثل الطفل وقالت :

    - يا عصفورى .. لست صغيرة !

    - ليت الناس جميعا كالأطفال !

    والحق أقول ..

    لن ندخل فى ملكوت الأرض

    ما لم نرجع يا قبرتى كالأطفال

    - قل لى .. ما ملكوت الأرض ؟

    - كان قديما فى السموات

    يدعى يا قبرتى " الجنة "

    . . . . . . . . . . . .

    دالت للإنسان الأرض !

    أوغل فيها .. خاض بحارا سبعة

    شق صحارى سبع

    ذاق الويل

    لاقى كل صنوف الهول

    جاع .. تعرى .. علق فى السفود

    شرد .. طورد .. سمر فى الصلبان

    كتف .. ألقى للنيران

    مات مسيح يا قبرتى بعد مسيح

    لكن لم يمت الإنسان !

    كيف يموت ..

    وهو يرص الطوبة فوق الطوب

    يبنى فى الأرض الملكوت

    يصنع يا قبرتى الجنة .. ؟ !

    يا كم رفع سزيف الصخرة

    يا كم سقطت منه المرة بعد المرة

    لا .. لن تيأس يا سيزيف

    يوما سوف تقر هنالك فوق القمة

    تهتف منها فى البشرية :

    لا صلبان ولا أحزان

    شبع الجوعى

    شفى المرضى

    قام الموتى

    أبصر فى الأرض العميان

    فتحت أبواب الملكوت ..

    ما قد صعد إبن الإنسان

    للحرية ! !

    (4) العرس و المآتم

    - يا عصفورى .. ما يبكيك ؟

    مسحت شيئا فى خدى وقالت :

    " شوف العصفورة "

    ثم ضحكنا كالأطفال

    حين أفقنا كانت توشك عين الشمس

    تغرق فى أحضان البحر

    - يا قبرتى .. كنا نعبد عين الشمس

    كانت رمزا .. كانت ربا يدعى " رع "

    يركب كل صباح قارب

    يضرب فى السموات ويفرش فوق الأرض النور

    أبدا لم تخنقه الأفعى

    أبدا لم تنتصر الظلمة

    ظل القارب يقطع هذى الرحلة

    يسقط كل مساء فى أحضان البحر

    ثم يعود فيولد كل صباح

    رغم الأفعى !

    كنا نعشق منذ البدء النور

    نولد فى ميلاد الشمس

    قولى يا قبرتى عرس

    نفرح .. نجرى للغيطان

    نرقص .. نهتف كالأطفال

    " المجد لعينك يا رع

    الملك لعينك يا رع

    الأرض بساطك يا رع

    العالم عرشك يا رع

    فلتحرق بالنور الأفعى

    ولتنشر فى البحر شراعك

    ولترضع بالدفىء البذرة

    ولتحضن أمواج الحنطة

    ولترع جميع الغيطان

    ولتكشف درب الإنسان

    المجد لعينك يا رع

    الملك لعينك يا رع " !

    كم صلينا .. كم غنينا

    كم صورنا يا قبرتى هذا القرص

    - أنظر .. ها قد غاب القرص ..

    يا عينى .. قد غاب القرص !

    - كنا نحزن عند مغيب الشمس

    نبكى .. نندب .. قولى مأتم

    كانت هذى الأرض تموت

    حين تنام عليها الظلمة كالتابوت

    تلك الأفعى

    كنا نحمل موتانا للجبانة

    تلقيهم فى جوف " الغرب "

    أهنالك شىء فى الغرب

    يأتينا ليسر القلب " ..

    ذهبت مثلا ..

    (5) صلات للموتى

    كم صلينا يا قبرتى للأموات :

    " رب الموتى أوزوريس

    ارحم موتانا يا رب

    فلكم ناحوا لمـا مـت

    ولكم فرحوا لما قــمـت

    بأسم دموعك يا إيزيس

    بأسم شبابك يا حوريس

    أرحم موتانا يا رب ..

    كم كانوا يخشون الغرب !

    ضميهم يا أرض إليك

    كم رقصوا يا أرض عليك

    كم قطفوا اللوتس والبردى من كفيك

    كم عشقوا .. غنوا للحب

    كم صلوا فى عيد الخصب

    كونى يا أرض وشاحا فوق الموتى

    كونى يا أرض جناحا فوق الموتى

    كونى يا أرض سلاما فوق الموتى

    ما أقسى الأرض على الموتى ..

    يا قبرتى .. ما أرحمها بالأحياء !

    وإذا الحارس يزعق " قوموا يا أموات ! "

    فتل الشارب .. زمجر .. حمر من عينيه

    قلنا نقفل بابا تأتى منه الريح !

    قمنا نبطىء فى الخطوات ..

    ثم وقفنا .. قالت وهى تصيح :

    - هل تسمع دقات الساعة ؟

    - ماذا تلهمك الدقات ؟

    (6) أغنية للدقات

    قالت وهى تغنى للدقات :

    الدقة الأولى

    " الساعة يولد انسان "

    الثانية

    " ويموت الساعة انسان "

    الثالثة

    " والعالم ليس بملآن "

    الرابعة

    " بل ليس القبر بملآن "

    الخامسة

    " مازال سؤالك يا هملت "

    السادسة

    " أضحوكة ذاك الحفار "

    السابعة

    " أوغلنا .. جبنا الأفلاك "

    الثامنة

    " خضناها مثلك يا رع "

    التاسعة

    " وصنعنا للرحلة قارب "

    العاشرة

    " لنجب شراعك يا رع "

    الحادية عشر

    " أيظل الإنسان يموت "

    الثانية عشر

    " حتى فى عصر الأقمار " ؟ !!

    (7) الشعر و العالم

    سكتت حتى مسحت دمعا

    كان ينام على التفاح

    سألت فى صوت الكروان :

    - ماذا تلهمك الدقات ؟

    قلت وفى عينى طموح للأقمار :

    - العالم فوق الشعراء

    فليعل الشعر إلى العالم

    أو فلنصمت !



    2- ألخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية ! ! *** «إننى آمل فى الزلالزل المقبلة الا أسمح للمرارة بأن تطفئ وهج سيجارى !» - بريخت - ..............

    Mohamed Sadek

  • 2- ألخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية ! !

    ***

    «إننى آمل فى الزلالزل المقبلة

    الا أسمح للمرارة بأن تطفئ وهج

    سيجارى !»

    - بريخت -

    .................

    ثمة نكتة ..

    ليست آخر نكتة ..

    لن تلقى آخر نكتة ..

    من يحكيها !

    فلسوف تكون نهاية هذا العالم ..

    كى يبدأ آخر ..

    فيعيد الأسفار جميعا ..

    من سفر «التكوين » .. «التشكيل» .. «التلوين» ..

    الدائر فوق الغمر الطوفانى ..

    حتى آخر إصحاح فى العهدين ..

    لكن سيكون هناك «الله» ..

    بأمر للماء بأن ينحسر عن اليابسة ..

    المجتاحة بالطوفان ..

    بأمر للنور «يكن » فيكون الإنسان ..

    ليعاين مجد الله «الكلمة» ..

    ليعانق فى الصلوات « الكلمة» ..

    ليغنى لاسم الله «الكلمة » ..

    وهنا يعرف نفسه ..

    ألله - الكلمة

    والكلمة - عقل

    والعقل الفعل .. الخلق .. الحرية ..

    ألعقل ألوهية ..

    أحكى عن ركاب قطار ..

    بينهمو من ينزع قشرة موز ..

    يغمس فى الملح الموز ويلقيه بعيدا ..

    سألوه : لماذا تفعل ماتفعل ؟!

    قال بكل بساطة :

    «لست أحب الموز المغموس بملح ..

    إنى حرفى أن أغمس ماشئت بما شئت » !

    غر يلعب بالحرية ..

    غر يعبث بين الركاب بمجد الله ..

    مجد الإنسان .. الكلمة ..

    ولهذا فسد الموز «وفسد الملح» !

    ألعبث اليوم هو المعقول ..

    والمعقول اللامعقول ..

    والحرية حق فى العبث بمجد الحرية ..

    واختر للعبث سبيلك ..

    أو أسلوبك ..

    وارفض أن تختار الرفض !

    اغضب .. وتمرد فى اللاشئ على اللاشئ ..

    واعتزل العالم واحذر أن تنتمى إلى الأشياء ..

    ومن الأشياء الناس..الأرض..العرض..التاريخ..

    والكلمة نور يتفجر من قلب الظلمة ..

    بالأمر .. الفعل .. القانون ..

    كن فيكون ..

    لكن فسد الملح ..

    أحكى عن ركاب قطار ..

    يندفع بقوة مليون حصان ..

    وبسرعة ريح مجنونة ..

    نحو الهاوية بقاع الغمر ..

    بينهمو العبت يمارس ذاته ..

    فى حرية ..

    كممارسة العادات السرية ..

    لكن باسم المنهج .. والنظرية ..

    والعملية ..

    ما أوسع أبواب «الإزمية» ..

    «كلمت باللحن أهل اللحن أو نسهم

    لأن عبى عند الناس إعرابى»!

    ثمة نكتة ..

    أخرى .. قد يحكيها بعدى ..

    فلاح من قريتى فصيح ..

    ويل للديك المرصود ..

    يوم يصيح ..

    فالغربان على أعجاز النخل ..

    والحدآت تناورها من فوق السحب ..

    تحرث بالأظفار الحقل ..

    ترمق سطحا .. جرنا .. تل ..

    والنداهة تغمز بالعينين ..

    للأم الغولة ..

    وتنادى من صحن الدار «الطفل» ..

    ثمة نكتة ..

    تحكى فى بلدى عن كاهن ..

    يحفظ عن ظهر القلب ..

    كل نصوص الناموس ..

    ويتيه على الصم البكم العميان ..

    - كاهننا يعرف كل الأشياء ..

    - ويحيط بكل الأشياء ..

    علما .. ولديه الحيثيات ..

    - ولذلك لا يسأل عن شئ ..

    وخصوصا عن غير المفهوم من الأشياء ..

    - فإذا قال فيكفى أن الكاهن يعلم ..

    - وإذا علم الكاهن ليس ضروريا أن نعلم ..

    قال الكاهن فى مجلس علم ..

    وبكل برود الوائق من علمه ..

    - كان اللون الاحمر ..

    لون الذئب الآكل يوسف !.

    - يا مولانا إن الذئب ..

    برئ .. لم يأكل يوسف ..

    وينص كتاب الله !

    قال الكاهن ببرود «الكوهين » ..

    - ليكن هذا لون الذئب ..

    بريئا .. لم يأكل يوسف !.

    رضى الصم البكم العميان ..

    حمدوا الله على علم الكاهن ..

    بشروح متون الالوان ..

    حتى فيما ليس بوارد ..

    فى توراة .. أو إنجيل .. أو قرآن ..

    «إستنبط العرب لفظا وانبرى نبط

    يخاطبونك من أفواه أعراب »!

    أنت فهمت اللعبة ..

    فالعب إن اللعبة غش ..

    فكر منذ الآن بأكل العيش ..

    كل الناس «قريش » ..

    وإذا كان لموت طريق القديسين ..

    كن «أمويا» .. كن مابونا .. لكن عش ..

    إذ لافرق بجوف القبر ..

    بين عظام الليث وبين عظام الكلب ..

    كن انسانا .. لكن ذئب ..

    كن فى الصف الذيل لآخر ذيل ..

    حين يكون السيف برأس الصف ..

    كن فى الصف الرأس ..

    حين يكون العسكس ..

    «يا أبو الريش ..

    إن شالله تعيش »!

    لكن ثمة غلطة ..

    فالرابح فى اللعبة خاسر ..

    والخاسر فيها الرابح ..

    لا تنخدعوا بالبغل الرامح ..

    ليس البغل حصان ..

    لكن ما ذنب العميان ..

    لو ظنوا ذيل الفيل ..

    بدجنتهم تعبان !

    ماذنبى فيكم .. ما ذنبى ..

    أأظل كما الكلب الاجرب ..

    مطرودا من كل رصيف ..

    أم صمت فيكم أم أكذب ..

    والصمت كما القول نزيف ؟!

    مكتوب فى «العهد الأول» ..

    عهد الكلمات اللامقلوبة ..

    «الموت مصير المهر الجامح ..

    بين البهم المركوبة »!

    * - أنت أفندى - ما بالبدلة يحيا الانسان - ما بالجبة يصبح فينا السلطان - قردا .. والقرد السلطان - وعليها قس -

    - ماذا فى الفترينات ؟ - أوكازيون - تشكيلة خصيان الموسم! - وبأسعار تتحدى أى ضمير - ومذاهب فوق البيعة فوق الشروه - مهداة من بنزايون - إبن صهيون - فى اكياس النايلون ! - ها أنت الآن افندى بالمقلوب - ظاهر بدلتك بطانة - باطن بدلتك خيانة - فادخل فى أية خانة - م

    فصيارفة اليوم صيارفة الأمس- والهيكل بورصة! (1)

    (1 - كتبت أفقيا لضيق النطاق !)

    ....................

    يا آنستى القادمة إلى مقهى «ريش» ..

    بحثا عن خيّال ..

    خيّالك ليس هنا ..

    خيّالك فى كل مكان ..

    لكن لا يعبر بالمقهى .. محض عبور ..

    أوقد يعبر شبحا .. طيفا من نور ..

    خيّالك مات ..

    يا آنستى .. أو سيموت !

    يا آنستى ،، إن القوم عطس للجنس ،،

    آخر ما بقى لديهم ،،

    من أنواع الاحباطات ،،

    سئم القوم بهاء العذرية

    فستقوم بكارتهم ،،

    يوم اضطجعوا بسرير الشيطان ،،

    يوم احتضنوا فى الليل الثعبان ،،

    باع القوم الكلمة ،،

    خرجوا للسوق جوار وغوان ،،

    لا تنقصهم إلا مركبة النفطى ،،

    نخطفهم من قلب الشارع خطف بغى ،،

    من وسط زحام ،،

    والناس ،، كأن الناس نيام ،،

    أو شيئا فيهم قد مات ،،

    أو ماتت كل الاحلام ،،

    أو لا يجرى بعروقهم الندم ،،

    لكن يجرى النفط ،،

    ألناس ركام فوق ركام ،،

    والكل يقول كلاما ،، أى كلام ،،

    وخصوصا فى طاحونة «ريش» ،،

    * يا أنستى سكر القوم - فطفا العهر على وجه البيرة -

    «ما انتاش خيالى ياوله - ما انتاش خيّالى لا والنبى»!-

    صوت يصرخ - خيّالك ليس هنا - يا آنستى لست اريد صغار القوم - من غلمان الكاهن والكوهين - مخدوعين ومحترفين ،، - إنى أتبع ذيل الحية - حتى الجحر - والجحر ملئ بالحيات - والمخدوعون صغار - فى تيه يمين ويسار - وأنا فى تيه التيه - آلاف الأميال مشيت - مشوارا بعد المش

    قالوا فيها ما يتمناه الأعداء ،،

    ألعاهرة ،، الجاربة ،، الفاتحة الفخذين ،، القوادة ،،

    ماأحفل قاموس الخصيان ..

    بالكلمات الداعرة الموزونة ،،

    المستوفية لكل شروط الساكن والمتحرك ،،

    والقافية العاذرة المعذورة ..

    - قلت كما قالوا فيها ،،

    - كى أخفيها منهم فى القلب ،،

    عبت سفينتى كى لا تؤخذ غصب ،،

    عبت غزالى حتى لا يأكله الذئب ،،

    «أعيب التى أهوى وأطرى جواريا

    يُرَبْنَ لها فضلا عليهن بينا

    برغمى أطبل العَّد عنها إذا بدت

    أحاذر آذانا عليها واعينا »

    - فعلوا نفس الشئ

    - لا .. آنستى ..

    حين تكون الرؤية جنسية ..

    ولأن القوم عطاش للجنس ..

    وعلى الاطلال يدور الرقص ..

    ومع الطوفان تدور الكاس ..

    والانياب المسمومة لا ترحم حيا أو ميت

    فالشعر الذئب ..

    لا صوت للشعب ..

    فليكن ( الرفض ) ..

    هذى تسمية معقولة ..

    «ياآنستى ماذا يعنى الرفض - فى قاموس الكهنة والغلمان

    - ماذا ترفض أو نختار ؟ .. - إن العار يظل العار - مابين يمين ويسار - أم أنّا سوف نعود لسارتر ؟ .. - بالمعكوس - أرفض .. أرفض .. لا تختر .. إختر .. إختر .. هايل هتلر ! - كيف يكون الرفض - محض الرفض - غير قناع لقبول المرفوض - مادام هو الحل الأوحد - الممكن فى

    نفس اللعبة ..

    لكنهمو من داخل كل الازباء الشعبية ..

    أبناء الأرناؤوط .. الأتراك .. الشركس ..

    الأشكيناز .. السوفارديم .. الأرمن ..

    ألمرتزقة ..

    ألصدوقيين .. الفريسيين ..

    وهجين من ظهر هجين من ظهر هجين ..

    وابن الشعب فصيل مفصول منفى ..

    مفطوم قبل الميلاد وبعد الميلاد ..

    يا آنستى الطاهرة الذيل ..

    ماكان لنا نحن الشعراء ..

    أن نخشى إرهاب الكهان بأيه برده ..

    وبأية شمله ..

    إن لم نسقط نحن فداء ..

    الأرض العرض الفكر التاريخ ..

    إن لم نرفع بعد الشهداء ..

    الراية .. ماجدوانا نحن الشعراء ..

    ان لم نتحد الموت ونبحث عنه ..

    ونبصق فى وجهه ..

    دمنا .. ماذا يبقى إلا أن نحيا ..

    كالخصيان على المقهى المويوء ..

    كالكهان بأوكار الثورية والعلم ..

    ونبيع صكوك الغفران المنهج ..

    بدكاكين الصحف اليومية والأسبوعية ..

    والشهرية .. والدورية ..

    أطنانا مثل القطن بميزان القيان .. ؟

    «ولقد ساءنى وساء سوائى

    قربهم من منابر وكراسى

    فاذكروا مصرع الحسين وزيد

    وقتيلا بجانب المهراس

    والقتيل الذى بحران أضحى

    رهن رمس وغربة وتناسى »

    ................

    ثمة نكتة ..

    أيضا عن أحد الكهان ..

    شعبى بكره صنف الكهنة ..

    من أزمان ..

    فى أى رداء .. أى قناع ..

    ولهذا يضحك منهم ..

    فهمو محض مسوخ ..

    قال الكاهن للغلمان ..

    بعد تأمل :

    - «ألشخبول» على الحائط ..

    - لا تسأل مولانا عن شئ ..

    - ألمولى لايسأل عن معنى الأشياء ..

    - ألمولى يأمر «كن» فتكون الأشياء كما شاء..

    - وإذا غضب تزول الأشياء ..

    تفقد كينونتها ..

    ماهيتها ..

    جوهرها .. فتصير الأشياء هبولى ..

    فوضى .. مثل الحال ..

    قبل التكوين ..

    - مولانا يغضب لوسأل الغلمان ..

    عن معنى شئ ما ..

    يسعد حين يكون الغلمان ..

    من صنف «أبى العريف » ..

    - عار أن يعرف أن الغلمان ..

    جهلاء من قبل الريف ..

    عار أن يعرف أنهمو جاءوا ..

    للبندر يلتمسون النور ..

    ألهدى .. دليل العقل على كل رصيف ..

    من أجل رغيف ..

    لكن من أجل عيون «الكلمة» ..

    ألكلمة ..

    ألنازحة المنفيه ..

    بتراحيل الأعصر والأزمنة المنسية ..

    وهنا فى قلب مدينتنا ..

    يتعلم كل غلام ..

    ما معنى صمت الأفواه .. الأقلام ..

    مامعنى أى كلام يخلو من أى كلام ..

    مامعنى أن تخرس فى القلب «لماذا ؟» ..

    أو «كيف ؟» و «أين ؟» و «لم لا ؟» ..

    وجميع علامات الاستفهام ..

    لا تبقى إلا الـ «مش معقول »..

    أللامعقول ..

    لاتبقى غير علامات تعجب ..

    ورويداً يغدو العجب ذهول ..

    ورويداً تنصب خيمات الصمت على المعقول ..

    الصمت .. الصمت ..

    ويحل على الغلمان ظلام الموت ..

    والواحد بعد الأخر .. يسكت صوت ..

    بعد الصوت ..

    ومسوخاً كالكهان يصير الغلمان ..

    يتلقفهم مقهى .. كى بيصقهم مقهى ..

    وإذا الفلاحون الفصحاء ذيول ..

    وإذا الكلمة ..

    فى الأسواق بضاعة ..

    قبل الفتح مباعة ..

    سقطت «ماذا» .. «كيف» ...

    سقطت كل علامات الاستفهام ..

    سقط العقل ..

    فمدى الصبيان ظلام بعد ظلام ..

    حتى الأذقان انغمروا فى الغمر ..

    ضاعوا بين الكاهن والشهبندر والسمسار ..

    يونس فى أحشاء الحوت ..

    يا أحشاء كالتابوت ..

    يونس حى ليس يموت ..

    ذبح الديك ..

    أو أصبح محض دجاجة ..

    تتقلب فوق الجمر ..

    بدكاكين «العليه » ..

    أصبح بين الخصيان ..

    ولهذا سأل المخصى الكاهن ..

    - مولانا مامعنى الحائط ؟ ..

    لم يسأل مامعنى «الشخبول » ..

    لو أن النور الظلمه ..

    فالظلمة كيف تكون ؟ ..

    «ولاتقبلوا من كاذب متسوق

    نحيل فى نصر المذاهب واحتجا»

    لكن ماذنب القطط «الفطسة» ..

    إن كبرت من غير عيون ..

    أو ضاعت فى تيه البندر ؟!

    - يابندر ياسرداب الكاهن والكوهين - واللوطيين مجازاً وحقيقة - ولكل فى فحشاء الفكر طريقة - يابندر يا أبنية شروح ومتون - يامحفل عهر الماسون - ياسجناًَ .. يا مستشفى للأمراض العقلية - لعلاج المرضى العشاق لليلى الكلمة ..- لغسيل المخ من الفكر الولهان - بالله الك

    * * *

    لو أن ابن الخطاب التفت وراءه ..

    لاهتز المسجد رعباً .. سقط الخنجر ..

    من سروال القاتل فى أرض المسجد ..

    لكن ابن الخطاب يصلى ..

    ويؤم صلاة .. ويكبر ..

    ويقول «الكلمة» ..

    والوجه الى المحراب ..

    والقلب .. العين .. هنالك فى ملكوت الله ..

    والكهان القتلة خلفه ..

    والصف وراء الصف كما لو ..

    أنهمو حقاً جاءوا لصلاة ..

    جاءوا فى الأقنعة كما جاء الخنجر ..

    بجراب القاتل لؤلؤة وبالسروال ..

    جاءوا فى الموعد مع سبق الرصد .. مع الإصرار ..

    كان الإجماع على الطعنات المسمومة ..

    فى جه الظهر ! ..

    * أمثال ابن الخطاب لهم أعين - ووجوه حتى فى الظهر .. - أمثال ابن الخطاب يرون الكون - فى غمضة عين حتى لو كانوا عميانا - أمثال ابن الخطاب يرون الله الكلمة - الإنسان الحكمة فيرون الكل .. - ولهذا كان ابن الخطاب يرى - من تحت السروال الخنجر - ويرى القتلة - من آ

    «أليلى وكل أصبح ابن ملوح

    ولبنى ومافينا سوى ابن ذريح

    وفى كل حين يونس القوم أية

    بشخص قتيل أو بشخص جريح ؟ »

    ..................

    طفت عليكم أصرخ

    «اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ..

    فى العرس الدامى والليل حراب وعيون ..

    ألليل الغيبوبة والخنجر ..

    ألليل المنحوس المجنون ..

    ألمفتون بقتل الخيل أصيله ..

    لاقتل الحمرهجينة،،

    «اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ،،

    الشعراء المطرودون ،،

    ألمسجونون بقفص الصمت المامون ،،

    والمتبوعون ،،

    فى كل العالم منذ قرون وقرون ،،

    بالماسون ،،

    يتقصى فى الليل الغاوون ،،

    خطواتهم ،، بصماتهمو ،، فيهيمون ،،

    «اللاؤوكون » بحذر ،،

    لم تسقط أبدا طرواده ..

    بحصان محشو الجوف جنودا ،،

    بالليل المأخوذ على غره ،،

    بالحرية أو بالسيف ،،

    لم تسقط فى لحظة ضعف أو جبن أو خوف ،،

    لم تسقط إلا لما سقط «اللاؤوكون» ،،

    ألشعر ،، الشعراء ،، الكلمة ،،

    والتف العمل على الأعمى والطفلين ،،

    وعلى المخمورة طروادة ..

    طفت عليكم لأحذركم ..

    أن يحدث للابله منكم حسن النيه ..

    ماحدث لغيرى ولغيرى ..

    هانحن نموت فرادى .. تحت العجلات ..

    ومنا ياشتى لا تحصى فى كلمات ..

    غدرا ؟ .. أم عفوا ؟ .. أم صدفة ؟ ..

    أم أن الموت مع «الحرفة» ..

    أدركنا منذ الميلاد ..

    والشعر الموت ..

    والموت الشعر .. ؟!

    «هذى الحبالة قد ضمت جماعتنا ..

    فهل ينوص فتى منا فينفلت ؟»

    ..................

    ياعمر احذر ..

    * لاتذهب منذ اليوم إلى المسجد - فالنصل المسموم هناك - ينتظر الظهر العارى إلا مما يستر عوره .. - دارت للغدر الدورة - وأذان المئذنة الخنجر - لا تخطب يابن الخطاب على منبر - أتطيل سجودا ؟ ألقوم قياما وقعودا - مثل القرده - من خلفك لا عن إيمان - إن كان المسجد

    ويؤم صلاة .. ويكبر ..

    ياعمر احذر ..

    ومضى فى النجوى لا يلتفت وراءه

    لكأنا نهوى الموت نعانقه نبحث عنه .

    كأنا نحيا فى الموت لأنا لانحيا إلا حين نموت ..

    لكأنا نبعث ساعة نقبض ..

    أو يقبض فى الليل علينا ..

    وعرايا مثل الأطفال ..

    نأتى للدنيا كى نرحل ..

    عنها فى عرى الأطفال !

    لم نرضع لكنا نفطم ..

    فى رحم الأم ..

    والحيض نزيف ..

    والمشنقة الأفعى .. الحبل السرى ..

    والثدى الحجر الأسود ..

    والكفن «اللفة» للموئد والمولد ..

    والفاسوخة بندول الساعة ..

    فوق الجبهة ..

    لو كنا نعرف أن الفرعون ..

    كالمثل الشائع يمسك من خطه ..

    ماكان الواحد منا خط الخط ..

    لو كنا نعرف أن الصوت دليل الصيادين ..

    ماكان البلبل منا غنى قط..

    لو كنا نعرف ماكنا قلنا الشعر ..

    كنا أغلقنا التابوت ..

    قفص الصدر ..

    - مكرا بالمكر - على الكلمات ..

    * لكن لا - مكتوب ليتم المكتوب - والمنطوق - أن القلب المقلوب - والمنطوق الاستنطاق - مكتوب فى اللوح المحفوظ - مكتوب بالقلم البوص - والحبر المستعمل منذ بناء الهرم الأكبر - والصحف الأولى .. البرديات - مكتوب فى أكفان المومياوات - والقلم مسله .. - ألف باء - اب

    دون الباطن مما نقرأ ..

    ماحذرنا أحد ماحل لنا ألغاز الكلمات ..

    ما اعطانا مفتاح الباب السرى الى العالم ..

    والعالم وكره ومغاره..

    ومضى الآباء ..

    فى صمت .. للموت الصمت ..

    وإذا الكلمات رموز..

    وفنون لغة الرمز..

    كل الأشياء لغات .. كل الأشياء ..

    ألخط .. البنط ..اللون .. التنقيط..

    الترتيب .. التبويب .. الزخرف ..

    العنوان الهامش .. والفهرس .. والتنقيط

    صنف الورق وقطعه..

    عدد النسخ المنسوخة ..

    رقم الإيداع ..

    كل الأشياء لغات ..

    ما بالك بالمنطوق وبالمضمر فى صمت ..

    ولحبر الهيود فى درسه التو

    راة فن والهم التدبيل».

    لو كنا نعرف أنا يمكن أن نقرأ..

    لكن لا نكتب شيئاً ..

    أو أنا يمكن أن نكتب ..

    لكن لا نرسم حرفاً ..

    أو أنا يمكن أن نرسم ..

    لكن لا نرسم ما يفهم ..

    أو أنا يمكن أن نرسم ما يفهم ..

    لكن لا نترك أثراً ..

    أو لونا أو حتى ظلا ..

    أو أنا يمكن أن نترك أثراً

    لكن ممحوا لا ينقصاه الغاوون ..

    أو لا ممحوا .. لكن رمزاً ..

    لو كنا .. لو كنا نعرف!

    لكنا ضيعنا أم الكلمة .. أم الرمز ..

    أم الألغاز بالغاز اللغز ..

    أم الألسنة الناطقة وغير المنطوقة ..

    والمكتوبة أو غير المكتوبة ..

    ضيعنا «اللوغاريتم» الكنز ..

    ضيعنا الهيروغليفية ..

    ضيعنا «الكود» ..

    الشفرة والمفتاح ..

    لكن بتاح ..

    مازال يصوغ الإنسان على عجلة فخار ..

    والأسلاف ..

    ماتوا غيظاً والعار ..

    أن يرثوا عنا العار ..

    يومى يرث الأمس ..

    أمس يرث اليوم ..

    وغدى يرث اليوم ويرث الأمس ..

    كيف يضيع الموروث بغير خيانة ..

    كيف ننام ومن ناموا منذ قرون ..

    مازالوا مفتوحى الأعين ..

    تحسبهم ظناً أحياء ..

    فتولى منهم رعباً ...

    وتولى فى الرعب فراراً ..

    «تنام أعين قوم عن ذخائرهم

    والطالبون إذا هم ما ينامونا» ..

    لو كنا .. لو كنا نعرف ..

    . . . . . . . . . . .

    ثمة نكتة ..

    عن مجنون ..

    خط لنزلاء العنبر ..

    خطا .. فوق الأرضية ..

    ـ العاقل منكم من يعبر ..

    من تحت الخط !!

    وتسابق كل النزلاء ..

    وتسلخت الأوجه .. سالت أنهار دماء ..

    حتى غاب الخط ..

    هذا عصر عبور الخط الوهمى ..

    بالسفلى ..

    فى مستشفى الأمراض العقلية ..

    هذا سر السريالية ..

    الرمزية ..

    والربالية ..

    وجميع «مذاهب» هتك الكلمة ..

    ـ للكارثة ثلاث علامات ـ قبل البركان الزلزال الطوفان ـ فيزوف هنالك ينتظر الآن ـ فى غيظ الصمت وصمت الغيظ ـ ألمعبد ملعب ـ كيف الملعب يا بومبى؟ ـ والملعب معبد ـ كيف يكون المعبد يا بومبى ـ فسد الملح ـ والنور الظلمة فمتى يغضب ـ يتفجر تاراً فيزوف ـ تتكلم «نيديا»

    . . . . .

    نيديا تتكلم ..

    بومبى الحانوت القصر الحمامات ..

    بومبى العهر الفحشاء اللوطية ..

    بومبى الكهنوتية ..

    الكفر .. الترف .. الأيدى القفازات ..

    بومبى الطبقات الراقية .. الهاى لايف ..

    والهاى هاى ..

    والهاى داون ..

    بومبى الملعب والمسرح والسيرك ..

    سفن اللهو المفروشة ..

    فوق البحر الفضى اللبنى ..

    وزوارق صيادى «الغلمان» ..

    والنسوان ..

    نيديا تتكلم ..

    للكارثة ثلاث علامات ..

    حين يصير الحب محالاً ..

    ـ ويصير الحب محالاً ..

    حين نضل الدرب إلى الله الكلمة ..

    وكما تفضى كل دروب العالم يا بومبى لروما ..

    تفضى كل دروب الكون إلى الله الكلمة ـ

    لا تبنى بالعهر مدينة ..

    لكن بالحب ..

    فإذا كان بديل الحب الإكسير ..

    إكسير الحب الزائف ..

    وحبوب المنع من الحب ..

    المحشوة سما .. غدراً .. حقداً ..

    حين يصير المعهر حلال ..

    وعلى المكشوف ..

    عينى عينك ..

    فلتتكلم يا فيزوف ..

    نيديا تتكلم ..

    حين يصير السحر ..

    فى بومبى بديل العلم ..

    ويصير السحرة فينا كهنة ..

    سوف يصير الكهنة آلهة فينا ..

    وتصير الكلمات دبائح ..

    ودخاناً.. وبخوراً .. وطقوس ..

    ورموزاً لا يفهمها إلا الخونة ..

    من رهط الماكر طرطوف ..

    لا تبنى بالمكر مدينة ..

    فلتتكلم يا فيزوف ..

    نيديا تتكلم ..

    حين يكون البصراء ..

    عميان القلب ..

    حين يكون العميان ..

    بصراء القلب ..

    ويضيع الصوت القلبى ..

    فى الليل المخمور المهتوك المأخوذ على غره ..

    وتصير الكلمات لبانه ..

    فى شدق الداعر واللوطى ..

    ويصير الشرف خيانة ..

    حينئذ يتكلم فيزوف ..

    يهتز الملعب ينهار ..

    هاقد صارت بومبى ..

    صارت ماذا؟ ..

    لم يترك غضب البركان ..

    منها شيئاً ..

    ليصير إلى شىء آخر ..

    إلا نيديا ..

    لكن نيديا أين؟ ..

    ضاعت نيديا فى الليل الأسود ..

    ضاعت أين؟

    ضاعت كيف؟

    ليس يهم ..

    لا تسأل عنها منذ اليوم ..

    «لا جدوى منها بعد اليوم لهذا العالم»!.

    جاءت .. قالت .. ضاعت ..

    تاهت فى الغمر ..

    لكن تركت كلمات ..

    أطلقها فيزوف قنابل ..

    هل بنيت فوق البركان ..

    بومبى العهر ..

    أم أن العهر ببومبى ..

    صنع البركان ..

    أهيولى من قبل الصورة

    أم صورة ..

    من قبل هيولى ؟ ..

    ووجود قبل الماهية ..

    أم ماهية ..

    قبل وجود؟ ..

    والشكل أم المضمون ..

    لم تفصل نيديا فى الأمر ..

    تركته لمن ولى الأمر ..

    «لا تولوا أموركم أيدى الناس إذا ردت الأمور إليكم»

    كانت نيديا .. اللاؤوكون ..

    طيفاً فى الليل الأسود ..

    كانت وعداً ووعيداً ونبوءة ..

    كانت صوت الإنسان .. الشاعر ..

    صوت الشعب ..

    ولهذا سوف تعود غداً أو بعد الغد ..

    حتماً ستعود..

    * * *

    « ـ لا تغتروا بالخيل الخشبية ـ وجب عليها شق البطن وكشف الخلفية ـ ما أبشع ما تخفيه المرآة الفضية ـ وجهاً والكحلية ـ ظهراً .. مثل مجن ـ نحن المقلوبون أم المرآة المقلوبة؟ ـ لم تحسم نيديا الأمر .. ـ لم تحسم أشياء كثيرة ـ مثلاً .. مثلاً .. ـ الإنسان اليوم الق

    * * *

    مادام الشعر لديهم رمزاً لا نفهمه نحن ..

    حتى بعد الجهد وبعد الإعياء ..

    وعلى هذا اتفقوا فيما بينهم سراً ..

    أن يفهم بعضهم البعض وألا نفهم عنهم نحن ..

    مادام الأمر كذلك ..

    «وهو كذلك» !

    وعلينا أن نعطيهم درساً فى ملعوب الرمرية ..

    والشفرية ..

    كى لا يعرف أحد منهم رأسه ..

    من قدميه ..

    ولنبدأ من ملعوب الصمت ..

    كيف نقول ..

    بالصمت الحكمة ..

    إن الله الكلمة ..

    «وما جدل الأقوام إلا تعلة

    مصورة من باطل متوهم»

    . . . . . . .

    الموت أمامى واحتى العطش .. للعطشان ..

    فمتى أرحل؟ . لا أسألكم كفنا ..

    أو جرعة ماء أو لقمة ..

    أو إحسان ..

    أو حتى نعيا فى «جرنان» ..

    يقرأ صدفة ..

    فى مرحاض ..

    لكن أسألكم باسم «الكلمة» ..

    باسم ابن الخطاب ..

    أن تلفتوا دوماً للخلف ..

    وتعطوا الظهر إلى المحراب ..

    لتكون جميع الصلوات .. صلاة الخوف ..

    مادام الأعداء هنالك ..

    بالزرد اللامع والسيف ..

    وختاماً .. قال مؤرخ :

    «.. وإلى جانب هذا عنوا (المماليك) بالحركة الأدبية، فرفعوا من شأن ديوان الإنشاء.. وأسندوا العمل فيه لأكابر الأدباء .. وحافظوا على اللغة العربية يجعلها اللغة الرسمية . ومع عنايتهم يتشجيع العلم والأدب والتأليف فيهما ... وتغرب الشعراء إذ لم يتوافر لهم الحس ا

    * * *











    المتابعون

    مواضيع مميزة

    • الإشعارات
    • من نحن

    • اتصل بنا

    • ×

    ادخل الاسم (إختيارى)

    ادخل البريد الإلكترونى (مطلوب)

    ادخل الرسالة (مطلوب)