أمور كثيرة نستخدمها في حياتنا اليومية دون أن نتصور أن أصولها الأولى تعود إلى أكثر من 7 آلاف عام، وتحديداً إلى حضارة مصر القديمة، تلك الحضارة التي استوطنت ضفاف النيل وقدمت للبشرية ميراثاً انسانياً خالداً في العمارة والفن والعلوم.
فهل يمكن أن تتخيل مثلاً عزيزي القارئ أن الفراعنة كانوا أول من ابتكر ما يعرف اليوم باسم اختبار الحمل ؟ نعم فبحسب بردية محفوظة في متحف برلين تعود إلى عام 1350 ق.م، وتُسمى "الاهون" فإن المصريين القدماء كانوا أول من استطاع تشخيص الحمل عن طريق البول، حيث تذكر البردية أن المرأة كانت تبلل حبات الشعير والقمح بقليل من البول الخاص بها، فإذا نما الشعير يكون هذا دليل على أنها حامل والجنين ذكر، أما إذا نما القمح فيكون دليلًا على أنها حامل والجنين أنثى، وإذا لم ينبت أي منهما يكون هذا دليل على أن هذا الحمل كاذب.
ومع حدوث الحمل كانت الأم تستعين بتمائم خاصة لضمان سلامة المولود وخلوه من الأمراض، حيث تصنع التميمة على هيئة إناث الحيوانات التي تتسم بكثرة النسل مثل الضفادع، ويشكلون أخرى على هيئة إناث الحيوانات التي تتصف بضخامة البطن والثدي، مثل أنثى فرس النهر.
ولتسهيل وضع الجنين اخترع الفراعنة كرسيًا خاصاً تجلس عليه المرأة خلال الولادة كما تشير لوحة محفوظة في المتحف المصري بالقاهرة توضح شكل هذا الكرسي، حيث تظهر في اللوحة امرأة تقوم بوضع الجنين في حين تقف الآلهة إلى جوارها تباركها وتحميها.
وبالمقابل فقد ظهرت لدى الفراعنة أيضاً وسائل منع الحمل، فرغم حبهم للأطفال وكثرة النسل إلا أن المصريين القدماء كانوا يفضلون عدم الانجاب وتحديد النسل في بعض الظروف الخاصة، كما حصل في زمن المجاعة التي اجتاحت مصر عهد الملك زوسر، ولهذا الغرض استخدمت النساء آنذاك البخور وبعض الأدوية والعقاقير التى لم يُعرف سر تركيبها حتى الآن.
شاهد أيضاً:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق