محمد توفيق
شرفة الصباح وقصائد أخرى
محمد توفيق
شرفة الصباح
يرشف الصباح قهوته باسترخاء في شرفتي
، يثتائب القط بكسل وبدلال تحت خيمة نوره
والحمام يلتقط حباته بنشوة وبأطمئنان
وكأن الصباح سلمه مفتاح حريته
جاري العجوز على كرسيه الهزاز
ينفث دخان سيجارته بمتعة ساحرة
ويستل من رحم الصباح
صباحات اخرى
والفتاة العشرينية
تجرع جعتها الصباحية بعذوبة
تشيد جسر متعتها بأمسها الصاخب
والمرأة، البرونزية اللون
تلاعب كلبها الابيض
على شدو طيور الصباح
أما أنا
فانحني بقامتي للصباح الفاتن
لأن ألق نوره
أنقذني من فك ليل مفترس
12-05-1012
الدنمرك
أمنية الصياد العجوز
قارب وحيد متكأ على كتف شاطئ البحر
والصياد العجوز يشعل بعض كتل الظلام بفانوسه المتداعي
تلامس انامله المرتعشة اوتار عوده القديم
تخترق كلمات اغنياته الشجية جسد الفضاء
ثمة زجاجة خمر فارغة
واخرى بمنتصفها
وكأس ملأى على حافتها
وطيبات البحر، من القواقع وسمك السردين على الطاولة
وثمة حزن شفيف يلف المكان
الصياد يمضغ سيكارته الرخيصة
يغني بكل شجن
ينتظر الفجر
الذي ربما ستاتي نسائمه عطر امراة
توارت منذ سنوات وراء البحر
الدنمرك12-10-2012
سلالمي العشر
على السلم الاول، ريشة تبحث عن طير ضل طريقه في السماء
وعلى الثاني، نرجستان توأمان، يعم عطرهماالمكان
وعلى الثالث، فراشة ترقص بخفق جناحيها، تفرش بهاء الوانهاعلى ضفتي قلبي
الذي اضناه الليل والبعاد
وعلى الرابع، طفل، كركراته شجرة سامقة، تثمر عناقيدمرح، تظللنا بهجتها
وعلى الخامس، بلبل، خارج قفصه، يجترح الحانا للفجر القادم
وعلى السادس، تفاحة غواية، تذكرني بأدم الذي هبط من علياء نعمته، ولايزال
يجرجر عربة خيبته في الجهات الدنيا الاربع
وعلى السادس، صورة حواء وراء شجرة الاغراء، تملأ ضحكاتها المجلجة الافاق
وعلى السابع، كوز خمر معتق، ينتظر شباب الحي اللذين طحتتهم الحرب
وعلى الثامن، رجل عجوز، ينفخ في ألناي الحانا شجية للقطارات التي مضت، ولم
تقف ابدا في محطات عمره السبعين
وعلى التاسع، صخرة تنبلج منها المياه رقراقة، تمنح الفضاءات كلها حياة
وعلى السلم العاشر، مركون صندوق الدنيا، اسعى طوال عمري الى اكتشاف بعض
اسراره.
الدنمرك02-06-2012
مخرج سينمائي وشاعر عراقي، مقيم في الدانمارك
خاص كيكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق